الصفحة الاولىصحيفة البعث

انطلاق أعمال المؤتمر الحادي عشر لنقابة المعلمين الهلال: إعادة النظر بالمناهج التربوية للتصدي للفكر التكفيري

دمشق- بسام عمار:

برعاية السيد الرئيس بشار الأسد بدأت، أمس في قصر الأمويين للمؤتمرات، فعاليات المؤتمر العام الحادي عشر لنقابة المعلمين تحت شعار “للوطن الولاء وللأسد الوفاء ولجيشنا المجد والإباء”، ويناقش قضايا تصب في صميم تطوير منظومة التربية والتعليم والمناهج، وتحسين أوضاع المعلمين مهنياً ومادياً برؤية استراتيجية جديدة.

ومثّل السيد الرئيس في افتتاح المؤتمر الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب المهندس هلال الهلال، الذي نقل للأعضاء محبة وتحيات الرئيس الأسد وتمنياته الطيبة لهم بالتوفيق والنجاح في أعمال مؤتمرهم، وأضاف: يحق للسوريين أن يفخروا ويفاخروا الشعوب كلها بأنهم تصدّوا لأكبر حرب عرفها التاريخ، والتي اختزلت أنواع الحروب كلها، حيث حشدت قوى العدوان وحوش الأرض، من إرهابيين وقتلة، وأعطتهم الضوء الأخضر لقتل شعب تجرّأ على التمسّك باستقلاله في منطقة عزّ فيها الاستقلال، كما أن تلك القوى لم تترك حرباً من الحروب، الإعلامية والنفسية والدبلوماسية والاقتصادية، إلا وشنتها على الشعب السوري الأبي، وجنّدت أموال البترودولار، التي تسيطر عليها الأنظمة التابعة العميلة، لإبادة الشعب السوري وتدمير وطنه، ورغم كل ذلك فشلوا في النيل منه، وسيذكر التاريخ صمود وانتصارات هذا الشعب والتي أربكت الأعداء، وغيّرت كل المعادلات الدولية والإقليمية، وأفشلت كل المخططات والمؤامرات الرامية إلى النيل من وحدة سورية وسيادتها وأمن المنطقة.

وأشار الرفيق الهلال إلى أن الحرب الشرسة على سورية كانت ممنهجة ومخططاً لها منذ سنوات طويلة خدمة للمصالح الصهيونية، بغية تحييد سورية عن مواقفها ومبادئها وثوابتها، وعن خطها ونهجها العروبي، وإبعادها عن محور المقاومة، وعن قضيتها المركزية: فلسطين والجولان، لكن كل المؤامرات تحطّمت تحت أقدام أبطال الجيش العربي السوري، الذي شكّل أنموذجاً يُحتذى بالتضحية والفداء، وصمود الشعب السوري الأبي والتفافه حول القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد، وأضاف: إن الشعب الذي يتمسّك بكرامته واستقلاله منتصر لا محالة، منوّهاً إلى أن الدفاع عن سورية وحمايتها هو في الوقت ذاته دفاع عن العروبة، والتي هي هدف الأعداء الأول.

ودعا الرفيق الأمين القطري المساعد إلى استخدام كل الوسائل والطرائق والبرامج التربوية الوطنية الهادفة لمواجهة تغلغل الفكر الإجرامي والمتطرّف في نفوس أبناء الشعب السوري، وإعادة النظر بالمناهج التربوية بشكل دوري بغية تطويرها بعيداً عن الحشو والإنشائية والرومانسية الحالمة، والاهتمام بنشر ثقافة المقاومة تربوياً وتعليمياً، والاهتمام بالبحث العلمي.

من جانبه، أكد وزير التربية الدكتور هزوان الوز، الذي ألقى كلمة باسم وزارتي التربية والتعليم العالي، أن المعلمين في سورية أثبتوا أنهم رديف للجيش العربي السوري، من خلال استمرارهم في عملهم لتأدية واجبهم الوطني تجاه الأبناء، فكان المعلم السوري القدوة في الصمود ونشر المعرفة والعلم والفكر، لافتاً إلى أن مواصلة العملية التعليمية في المدارس والجامعات رغم الحرب التي نمر بها شكّلت عصب الحياة الأساسي من أجل بناء الأجيال، وأثبتت بأن سورية لا تنحني لعاصفة مهما اشتد جنونها، وأنها ستبقى منارة للحضارة والوعي، مبيناً أن المعلم صنو الشهيد، فالمعلم يبني الوطن معرفة وعلماً، ويحرسه في مواجهة الجهل، والشهيد يقدّم روحه في سبيل كرامة الوطن.

من جهته بيّن نقيب المعلمين نايف الطالب الحريري أن النقابة استطاعت أن تحقق العديد من المنجزات واستثمار المشاريع التي كانت معطّلة لسنوات عدة، وتشميل المتقاعدين بالضمان الصحي، وإقامة مشاريع استثمارية جديدة تعود بالنفع على المعلمين، منوّهاً إلى أنه تمّ وضع خطة عمل طموحة للدورة الجديدة سيتم العمل على تنفيذها.

وقدّم الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب هشام مكحل التهنئة لمعلمي سورية باسم ملايين المعلمين العرب، وتمنياتهم بأن يخرج المؤتمر بتوصيات تطوّر العمل النقابي، وتحسّن من واقع المعلمين، منوّهاً إلى الدور الوطني والقومي الكبير الذي تلعبه سورية في الدفاع عن قضايا المنطقة، مؤكداً أن الرئيس الأسد غدا اليوم أمل كل عربي حر.

وأوضح رئيس اتحاد المعلمين العرب خلف الزناتي أن المعلمين يلعبون دوراً مهماً في بناء الحضارات، لافتاً إلى أن التعليم رسالة مقدسة، وقدسيتها مستمدة من أهدافها، وأهمها إعداد جيل مؤمن بوطنه ومتسلح بالعلم والمعرفة، الأمر الذي يتطلب الاهتمام بتنمية مهارات المعلم المهنية وتحسين ظروفه المادية.

وسيناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام التقارير السياسية والتنظيمية والمالية والتربوية والتعليم العالي وشؤون الأعضاء وخطة العمل المستقبلية، وسينتخب مجلساً مركزياً، والذي بدوره سينتخب المكتب التنفيذي الجديد للنقابة للدورة الحالية.

حضر المؤتمر عدد من الرفاق أعضاء القيادة القطرية وأمناء فروع الحزب في دمشق وريفها والجامعة والقنيطرة، وعدد من الأمناء العامين لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وعدد من رؤساء النقابات والمنظمات والأمناء المساعدين لاتحاد المعلمين العرب.