تحقيقاتصحيفة البعث

الطاقة الإيجابية أفكار متفائلة ونشاط مبدع وإيجابية في الحياة الاجتماعية

 

على الرغم من أننا بدأنا نتعافى من الأزمة التي حلّت على بلدنا سنوات طويلة، والتي حملت في جعبتها الكثير من المآسي والهموم والأحزان لكل عائلة سورية، إلا أنها تركت بصمتها على وجوه الجميع الذين لم يعد باستطاعتهم نشر الابتسامة على وجوههم، فنجد إشارات التشاؤم تملأ وجوه المواطنين الذين أثقلت الأزمة كاهلهم، ولم يعد باستطاعتهم نشر الطاقة الإيجابية في يومهم، والتي هي جوهر العطاء والنجاح في الحياة، فكيف نشحن جسدنا بالطاقات الإيجابية في هذا الجو المشحون رغماً عنا بالطاقات السلبية؟ وما سبب الطاقة السلبية؟ وكيف نشعر بها؟ وكيف يمكننا تحويلها إلى طاقة إيجابية؟.

الحالة النفسية

أثبتت دراسة حديثة أن الأفكار إذا كانت إيجابية، أي أفكار تفاؤل واندفاع وحب وفكرة جيدة عن الحياة، تكون ذات طيف أقصر وأسرع وأوضح في الكون من الأفكار السلبية، وهي الأفكار التي يغلفها طابع الإحباط واليأس والقنوط، وأثبتت الدراسة أن الحالة النفسية العامة التي يستقر عليها الشخص مؤثرة جداً في نوعية أفكاره التي تصدر عنه، والتي يستقبلها أيضاً من المحيط الخارجي الذي يشمل الأهل، والأصدقاء، وزملاء الدراسة والعمل، والحالة النفسية العامة تختلف عن الحالات المؤقتة التي تحدث لنا جميعاً، فالإنسان قد تكون حالته النفسية العامة جيدة وإيجابية، ولكن أثناء ركوبه وسيلة مواصلات في طريق مزدحمة يعاني من العصبية، فذلك شيء طبيعي سرعان ما يزول، ولكن ما يعني الدراسة هو الحالة النفسية التي تغلب على الشخص طوال النهار، فإذا كانت إيجابية فالأفكار التي يهتم بها الشخص غالباً تكون إيجابية، ويستطيع بالتالي مواجهة الأفكار السلبية بسهولة، بعكس الشخص الذي يعاني من حالة نفسية غير مستقرة، فيسهل على الأفكار السلبية السيطرة على رؤيته للحياة، وتضيف الدراسة بأن إيجادك صعوبة بأن تكون متفائلاً أو إيجابياً سببه انحياز تفكيرك إلى الجزء الأيسر من الدماغ، وإجهاد عقلك بالتفكير المبالغ به، وتحليل وقائع لا تملك القدرة على تغييرها من الأساس، وهذه الصعوبة يعاني منها الرجال أكثر من النساء، لأن الجزء الأيمن من عقل المرأة مسؤول عن حب الخيال، وشغف بتحقيق الأهداف، لذلك فإن قابليتها لاستقبال ونشر الطاقة الإيجابية أكبر من الرجل.

ثقافة اجتماعية

الكآبة هي السبب الرئيسي للفشل في الحياة، فالشخص الذي لا يعرف ما يريد، ولا يثق بقدراته، هو إنسان سلبي ينشر هالته السلبية حوله ليؤثر على مجتمع كامل، والعكس صحيح، فالأشخاص ذوو الطاقة الإيجابية قادرون على تحويلها إلى ثقافة اجتماعية،  برأي الدكتورة رشا شعبان، “علم اجتماع”، واعتبرت شعبان أن الاندماج في الحياة المادية، والعمل، والروتين السلبي اليومي للشخص، والمؤثرات الخارجية من الأشخاص الفاشلين، والتركيز السلبي على الفشل، والشكوى الدائمة، ورفاق السوء، هي من أهم ما يملأ كيان الشخص بالطاقات السلبية، وفي المقابل يكون العمل، وحب الآخر، وحب العطاء هي الأساسيات التي تغذي الطاقة الإيجابية، وتجعل الإنسان حيوياً مليئاً بالطاقة، والشباب، وحب الحياة، فمن يحب ذاته عليه حب الآخر، لأن العلاقة جدلية إذا كرهت الآخرين هذا يعني أنك لا تحب نفسك أيضاً، لذا فإن من واجب الأهل والمدرسة غرس الطاقات، والقيم والأفكار الإيجابية في نفوس الأطفال، والتي بدورها ستعزز الطاقة الداخلية عند الطفل منذ الصغر، وعليها يكبر الشخص وفي داخله نظرة محبة للحياة ومشرقة تجنبه الدخول في التفكير السلبي، وما إلى ذلك من كآبة وإحباط ونقمة ستولّد طاقة سلبية ينجم عنها إفراز هرمونات لها تفاعلات سلبية على الصحة تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض الخطرة.

ميس بركات