تحقيقاتصحيفة البعث

موســــم العيــــد.. الأســــواق تبحـــث عـــن الزبائـــن وإحجـــام عـــن الشـــراء!

 

مع قدوم المدارس، وتحضير المونة، يأتي عيد الأضحى هذا العام محمّلاً بتكاليف عالية زادت من الأعباء المعيشية عبئاً إضافياً على كاهل المواطن السوري الذي يحمل هم هذا الشهر منذ أشهر، فأعباء المعيشة وتداعيات الأزمة مسحت الفرحة التي كان من المفترض أن ترتسم على وجوه المواطنين مع قدوم العيد، حيث لطخت مرارة الأسعار حلاوة العيد، لتصبح رفاهية حلوى العيد حكراً على الأغنياء، وأصبحت صناعة الحلوى التقليدية في المنازل حكراً على الطبقات ميسورة الحال، أما الفقراء فاكتفوا بمشاهدة حلوى العيد على واجهات المحال التجارية!.

أولويات
كالأعياد السابقة أحجمت الكثير من الأسر عن شراء الثياب الجديدة، والحلويات الجاهزة لأطفالهم، ليكتفوا بصناعة صنف في المنزل بدلاً من الأصناف المتنوعة التي كانت تشتهر بصناعتها الأسر السورية، ليكون شراء الحاجات المدرسية للأطفال، وتحضير المونة من الأولويات هذا العام، ولتصبح أيام العيد كالأيام العادية بعد أن أثبتت دوريات التموين نومها طوال العام حتى خلال أيام العيد، ليدفع المواطن السوري ضريبة جشع التجار، وغياب دوريات التموين، وتصبح بهجة العيد حكراً على الأغنياء دون سواهم، ولتتحول إلى مادة كمالية عندهم، أما بالنسبة لذوي الدخل المحدود، والعاطلين عن العمل، فهي مادة خيالية ستعود على موائدهم مع عودة الأمان والاستقرار لوطنهم.

أضاحي العيد
لا يتوقف ارتفاع الأسعار على الحلويات قبل عيد الأضحى، بل يطال سعر خراف الأضاحي التي يتراوح سعرها بين 75 ألفاً و85 ألف ليرة سورية، ويصل متوسط سعر الكيلوغرام الحي إلى قرابة 1500، إلا أن هذا السعر غير ثابت، ويرتفع مع زيادة الطلب على الأضاحي عشية العيد، حيث تصل الأسعار إلى 200 ألف ليرة سورية، وبحسب رأي اللحامين فإن الأسعار بدأت ترتفع منذ شهر تقريباً، كما أن غالبية الراغبين في تقديم أضاح هم من المغتربين الذين يشترون الأضاحي عبر الجمعيات الخيرية، أو عبر عائلاتهم أو معارفهم، بالإضافة إلى زبائن ميسوري الحال، وهم قلة قياساً إلى السنوات السابقة، فأسعار الأضاحي تفوق القدرة الشرائية لغالبية السوريين، وعلى الرغم من أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تصدر تعاميم بضرورة التقيد بآلية العمل لذبح الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى للحد من عمليات الذبح العشوائية التي تنتشر على الأرصفة، إلا أن المخالفات تنتشر، وتأخذ أشكالاً وأساليب متنوعة أهمها سرقة اللحامين من الأضاحي التي يذبحونها للزبائن، ومن ثم بيعها في محالهم التجارية!.

تبريرات التجار
لسان حال جميع تجار الحلويات كان واحداً بأن اعتماد تجار الحلويات في المبيعات لم يكن على المستهلك المحلي فقط، بل كان الاعتماد الرئيسي على السياحة، وشراء السياح للحلويات، ولكن في ظل الأزمة التي نعيشها انخفضت المبيعات إلى أقل من النصف في الأيام العادية، وخلال أيام العيد، والسوريون اليوم لا يبدون الاهتمام السابق بموائد العيد، فالحلويات مأكولات كمالية وليست أساسية، والناس بالكاد يستطيعون تأمين ثمن الحاجات الأساسية من خبز وخضار، وارتفعت الأسعار في سورية عدة أضعاف سعرها الطبيعي نتيجة نقص في المواد وعدم توفرها، أو ارتفاع التكلفة الأساسية لها، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الذي يعتبر “شماعة” يعلّق عليها التجار كل أسباب رفع أسعار بضائعهم، أما ارتفاع أسعار الأغنام فيعود، بحسب التجار، إلى زيادة الطلب عليها قبيل حلول العيد، إضافة إلى ارتفاع تكاليف تربيتها ونقلها، ونشاط التهريب إلى دول الجوار، خاصة أن الأغنام السورية البلدية مرغوب بها في الدول الأخرى، وأسعارها أضعاف سعرها داخل البلد.

دوريات مزيفة
العديد من الضبوط تم تنظيمها للمخالفين، سواء بعدم وضع تسعيرة للحلويات، أو بعدم الالتزام بالمواصفات الصحية الموضوعة لتصنيع هذه المادة، كما أفادتنا مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حيث تستمر جولات مراقبة الأسعار قبل وخلال أيام العيد على جميع المحال التجارية لتنظيم الضبوط للمخالفين الذين يكثرون خلال أيام العيد، إضافة إلى أنه تم بالتعاون مع اتحاد الحرفيين، “جمعية الحلويات”، إصدار نشرة تفصيلية عن أسعار الحلويات بكافة أنواعها، وتم الطلب من الجمعية لإبلاغ كافة أصحاب المحلات بهذه النشرة والتقيد بها، وشددت الوزارة على ضرورة تفعيل ثقافة الشكوى عند المواطن، واستعداد المديرية بشكل دائم لقبول الشكاوى، وتنظيم الضبوط بحق المخالفين.
البعث