الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

العيد في “جبل العرب”.. رسائل تراحم ومحبة

 

 

لعيد الأضحى في “جبل العرب” طقوس ومراسم تميزه لتجعله أجمل أيام السنة، وللأيام العشرة التي تسبق العيد معاني جميلة لدى الأهل، لأنها أيام مباركة تتوطد فيها صلات المحبة والتراحم التي ترتسم من خلال عدد كبير من الهيئات الروحية والخيرية في المحافظة.
هذا العام والذي مازال جرح السويداء ينزف جراء ارتقاء المئات من الشهداء في يوم الأربعاء الدامي ومابعده ومع قدوم عيد الأضحى المبارك شهدت محافظة “السويداء” أنشطة متنوعة تصب في مجال دعم اسر الشهداء ورعايتهم عبر مساعدات وهدايا وأنشطة لجمعيات خيرية كبيرة، إلى جانب جمع تبرعات كانت من نصيب تلك الأسر.
وبهذه المناسبة بين الشيخ “يوسف جربوع” شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز مفهوم العيد بالنسبة للطائفة ومعانيه حيث قال: «هي أيام مباركة باركها الله ومَنّ على عباده بالعطاء والنعم، في هذه الأيام نستذكر قيم الخير والمحبة التي نؤتمن جميعاً عليها وسجايا كريمة تقدس الصدق والمحبة والتآخي بين أفراد المجتمع، والسعي لصلاح أفراده ليبقى الخير من صفاته، فكل منا مسؤول عن نشر هذه الخصال وتجسيدها لنعطي لمن حولنا المثل والقدوة، وبشكل عام فإن العيد كيوم مبارك له معاني كبيرة بالنسبة لنا كطائفة المسلمين الموحدين الدروز وللأيام العشر التي تسبق العيد أهمية لدى رجال الدين وأبناء الطائفة بشكل عام، حيث تقصد الأماكن الدينية من مختلف الأعمار، وتأخذ هذه الفترة ملامح تختلف عن باقي أيام السنة، وتظهر بشكل واضح أنشطة اجتماعية هدفها الإكثار من الإحسان والرأفة بالمحتاج وتقديم العون لمن يحتاجه.
وكان نشاط الجمعيات الخيرية الاجتماعية واضحاً خلال هذه الفترة حيث يمتد على ساحة المحافظة عدد كبير من الجمعيات التي تعنى بأمور الأسر المحتاجة وهي ظاهرة عمل على تجسيدها مجموعات كبيرة من الشباب، لتكون تعبيراً عن المحبة والتراحم كي لا يكون العيد فقط المناسبة الوحيدة لنشر قيم العطاء والخير، وجمعية المعاقين جسديا إحدى الجمعيات التي وضعت شعارا في العيد بلسمة جراح اسر الشهداء في الريف الشرقي للسويداء، هذه الأسر التي قض روحها الحزن لاستشهاد عدد من أفرادها.
يقول رئيس الجمعية نزار سجاع “اجتمعنا وخططنا وقررنا أن لا نترك بيتاً محزونا إلا ونزوره كي يعلم الناس أننا أهل نتشارك جميعاً الحزن والجرح العميق في قلوبنا، وقد تجولنا واستمعنا إلى قصص البطولة والصمود والوطنية الحقة من أفواه الأبطال مباشرة وكان الحزن يعصر القلوب تارة والغصة تكبت الكلام ولكن كان الرأس مرفوعاً بكل العز والفخار.
رفعت الديك