صحيفة البعثمحليات

ستة ملايين طفل في سورية بحاجة إلى دعم صحي ونفسي يبــدأ في مصياف.. “أبنـاء الشـمس” مشـروع تنمـوي تأهيلي للأيتــام والمشـــردين

 

 

دمشق– ميس خليل
تركت الحرب السورية آثارها على كل المناحي المتعلقة بالأطفال، من الصحة، إلى التعليم إلى الوضع المعيشي، وليس انتهاءً بالمنظومة التربوية، حيث تعرّض الكثير من الأطفال السوريين للعديد من المشكلات والأزمات خلال الحرب، مما يتوجب علينا رعايتهم والعمل على إعادة تنمية ثقافتهم التي شوّهها الإرهاب ليكونوا هم أمل المستقبل.
وفي هذا الإطار تقول الدكتورة راما زريق سفيرة النوايا الحسنة للطفولة في سورية وأحد الباحثين الذين يعملون على وضع مشروعات تُعنى بالأطفال إنه بعد أن تمّ التوجه بشكل كبير للأطفال المهجرين والذين عانوا من الحرب في مدينة دمشق وريفها، يجري العمل حالياً على مستوى المحافظات، وعليه سيتمّ التوجه لأطفال مدينة مصياف عبر مشروع “أبناء الشمس” التابعين لجمعية “سيار”، وسيتمّ التركيز على الأطفال غير الأسوياء ضمن الفئات العمرية من 4 سنوات وحتى 16 ممن يعيشون ظروفاً خاصة أجبرتهم على ترك طفولتهم الحقيقية كالطفل “اليتيم والمشرد والمتسول” والذي يعاني من مشكلات صحية والمتسرب من المدرسة بسبب النزوح والفقر، وعددهم يصل إلى 500 طفل.
وبيّنت زريق أن المشروع تنموي من خلال إحداث مركز تأهيل اجتماعي ونفسي لأولئك الأطفال ودعمهم نفسياً وتعديل سلوكهم، سواء من خلال الفن أو الرسم والعروض المسرحية ومجموعة من الأنشطة الأخرى، مشيرة إلى أن الهدف العام من المشروع تعزيز دور الفئات المهمّشة من الأطفال من خلال خدمتهم وتنمية مهاراتهم وتحسين أوضاعهم وتوعيتهم وإكسابهم الخبرات من أجل إعادتهم إلى طفولتهم الحقيقية وإعادة دمجهم مع المجتمع وإعادتهم إلى مقاعد الدراسة، منوهة بأن المرحلة الأولى للمشروع بدأت بتدريب المتطوعين عبر دورات تدريبية وبرامج مجتمعية. وتضيف زريق أنه على اعتبار أن الظروف المجتمعية تفرض وجود تكرار لهذه المظاهر السلبية فإن العمل وفق هذا المشروع يفرض علينا استدامة لا تقلّ عن 5 سنوات، ويمكن أن يستمر لمدة غير محددة، وسيبدأ المشروع حالياً في مصياف ومن ثم سيتمّ التوجه به إلى جميع المحافظات.
أما المشروع الآخر الذي يتمّ العمل عليه فهو تعليم اللغة الانكليزية لـ 1000 طفل في مدينة دمشق، وتمّ إنشاء عدة مراكز بهذا الخصوص (مركز مساكن الحرس– باب شرقي– البرامكة– المزة) وتمّ الوصول حتى الآن إلى تعليم 400 طفل للوصول في نهاية العام إلى 1000 طفل.
وعن التشبيك مع المؤسسات والجمعيات التي تعمل في المجال نفسه، بيّنت زريق أنه يتمّ التعاون مع العديد من المنظمات والمؤسسات التي تعمل في هذا المجال، كوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمة الهلال الأحمر السوري ومنظمة الأمم المتحدة (UN)، إضافة إلى الجمعيات والمبادرات الأهلية التي تعمل على الأرض، وتقديم الدعم المجتمعي لها كجمعية “عمّرها” التطوعية وجمعية مركز “أمل الغد” التي تُعنى بأطفال الشلل الدماغي.
أما عن كيفية إيصال صورة حقيقية عن الطفل السوري للخارج كون زريق سفيرة للنوايا الحسنة من قبل الاتحاد البرلماني الدولي فتقول: يتمّ إرسال تقارير دورية إلى الاتحاد البرلماني الدولي عن العمل الذي يتمّ على أرض الواقع للأطفال السوريين عبر عرض حالات لمئات الأطفال المتضررين على أرض الواقع، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ستة ملايين طفل في جميع أنحاء سورية بحاجة لدعم في كافة الجوانب الصحية والنفسية.