الصفحة الاولىصحيفة البعث

الأمم المتحدة تخرج عن صمتها وتوثّق جرائم تحالف العدوان السعودي في اليمن

 

بعد طول انتظار استمر أكثر من 3 سنوات خرجت الأمم المتحدة عن “صمتها المخجل”، وصدر عن فريق الخبراء للتحقيق في الانتهاكات المُرتكبة في اليمن تقريره الأول، وفيه اتهام واضح ومباشر للنظام السعودي ومشيخة الإمارات ومرتزقة التحالف بارتكاب أعمال ترقى إلى جرائم الحرب.

ويشير التقرير المؤلف من واحد وأربعين صفحة إلى أن الغارات الجوية للتحالف تسببت في معظم الإصابات المباشرة بين المدنيين، فهي استهدفت المناطق السكنية والأسواق والجنازات وحفلات الزفاف ومرافق الاحتجاز والقوارب المدنية وحتى المرافق الطبية.

وجاء في التقرير: “لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن حكومات هادي والإمارات والسعودية مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الحرمان غير المشروع من الحق في الحياة، والاحتجاز التعسّفي، والاغتصاب والتعذيب، وسوء المعاملة، والاختفاء القسري، وتجنيد الأطفال، والانتهاكات الخطيرة لحرية التعبير والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا سيما الحق في مستوى معيشي لائق في الصحة”.

وأضاف التقرير الأممي: “إن الائتلاف الذي تقوده السعودية فرض قيوداً بحرية وجوية صارمة في اليمن وبدرجات متفاوتة منذ آذار 2015″، وقال: إن  هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن هذه القيود التي فرضها الائتلاف تشكل انتهاكاً لقاعدة التناسب في القانون الدولي الإنساني.

علاوة على ذلك، يعتبر الإغلاق الفعلي لمطار صنعاء انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني لحماية المرضى والجرحى وقد تكون هذه الأفعال بمثابة جرائم دولية، مشيراً إلى أن التحقيقات تؤكّد حصول اعتقال تعسفي على نطاق واسع في جميع أنحاء البلد وإساءة المعاملة والتعذيب في بعض المرافق، وفي معظم الحالات لم يتم إبلاغ المحتجزين بأسباب اعتقالهم أو توجيه الاتهام إليهم أو منعهم من الاتصال بمحامين أو قاضٍ، واحتُجزوا بمعزل عن العالم الخارجي لفترات طويلة أو غير محدّدة، والبعض لا يزال في عداد المفقودين.

ونقل خبراء الأمم المتحدة عن ضحايا وعن شهود وصفوا للفريق الأممي استمرار السلوك العدواني الواسع الانتشار بما في ذلك العنف الجنسي الذي ترتكبه قوات الحزام الأمني وقوات الإمارات، ومن الأمثلة على ذلك اغتصاب الرجال والنساء والعنف الجنسي ضد الأشخاص المشردين والمهاجرين والفئات الضعيفة الأخرى.

وأوصى فريق الخبراء المجتمع الدولي بتعزيز الجهود التي يقودها المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن من أجل وقف الأعمال القتالية، والوصول إلى سلام مُستدام وشامل، وضمان المساءلة عن الانتهاكات والجرائم الخطيرة، وبالامتناع عن توفير الأسلحة التي يمكن استخدامها في اليمن.

كما يوصي الفريق مجلس حقوق الإنسان بضمان بقاء وضع حقوق الإنسان في اليمن على جدول أعماله بتجديد ولاية فريق الخبراء، وحثّ مجلس الأمن على التأكيد على الأبعاد المتعلّقة بحقوق الإنسان في النزاع في اليمن والحاجة إلى ضمان عدم إفلات الجناة من أخطر الجرائم من العقاب.

إلى ذلك، تحدثت شبكة “سي ان ان” الأميركية عن أن البنتاغون وجهت رسالة للسعودية تحذّرها من خفض مستوى أوجه التعاون العسكري والاستخباراتي الأميركي في اليمن اذا لم تظهر الرياض أي دليل على خفض أعداد الضحايا المدنيين جراء غاراتها الجوية، لافتة إلى أن مستويات الاحتقان داخل القيادات العسكرية في البنتاغون في تصاعد، مضيفةً: إن وزارة الخارجية الأميركية أيضاً سلّمت السعودية رسالة مماثلة تدعوها فيها لبذل جهود إضافية لخفض الضحايا المدنيين، مشيرة إلى أن التأكيدات التي تلقاها وزير الدفاع ماتيس من السعودية حول اليمن غير مجدية إلى الآن.

وفي وقت سابق، كشفت الشبكة نفسها عن أن الصاروخ الذي استخدمته السعودية لاستهداف حافلة الطلاب في اليمن كان من صنع أميركي، بزنة227 كيلوغرام موجّه بأشعة الليزر، موضحة أن الصاروخ  بيع كجزء من صفقة الأسلحة التي وافقت عليها وزارة الخارجية الأميركية مع السعودية.

ميدانياً، استهدف الجيش اليمني واللجان الشعبية بصاروخ بالستي مجدداً معسكراً مستحدثاً لقوات النظام السعودي في نجران في إطار عملية الرد على العدوان المتواصل لهذا النظام ومجازره المتلاحقة بحق المدنيين اليمنيين، وقال مصدر عسكري في القوة الصاروخية: إن الصاروخ أصاب هدفه بدقة.

في الأثناء، أصيب ثلاثة يمنيين بينهم طفلان في ثلاث غارات لطيران العدوان السعودي غرب صعدة، وقال مصدر إعلامي: إن طيران العدوان استهدف بالغارة الأولى منزلاً قبل أن يستهدف بغارتين منطقة الحفوز في صعدة تسببتا في جرح طفلين وإصابة رب أسرة، وأشار المسعفون والجرحى إلى أن غارات العدوان الإجرامية تعمّدت إصابة المدنيين من الأطفال والنساء وتسببت بتدمير منزل.

وفي وقت سابق، أصيب مواطن يمني بجروح جراء غارات جديدة لطيران العدوان على مزرعته في مديرية باقم بمحافظة صعدة شمال البلاد، في وقت لحقت أضرار مادية جسيمة بالعديد من الممتلكات العامة والخاصة في مختلف المحافظات اليمنية جراء استمرار القصف عليها، وأشار مصدر أمني إلى أن طيران العدوان استهدف بـ 11 غارة مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي، بينما تعرضت مناطق متفرقة بمديرية شدا الحدودية لقصف صاروخي ومدفعي أوقع أضراراً في ممتلكات المدنيين، وذكر المصدر أن الطيران المعادي شن غارتين على مديرية الميناء وغارة على الكلية البحرية بمحافظة الحديدة، كما استهدف قارب صيادين.