تحقيقاتصحيفة البعث

صخرة بيت الوادي.. خطر يهدد الأهالي.. والإزالة رهن الاعتماد المالي

 

أعرب بعض المواطنين في قرية بيت الوادي التابعة لبلدة دوير رسلان في ريف منطقة الدريكيش عن خوفهم وقلقهم من توضع صخرة كبيرة في أراضي أملاك الدولة فوق منزل مساحته200 متر، وتبعد عن الطريق 75 متراً، يقطن المنزل سبعة أشخاص، وفي المناسبات والأعياد يمتلئ بالأهل والجيران والأقارب الذين يؤمونه لأخذ قسط من الراحة في قرية سياحية وادعة، وبعد أخذ ورد بين البلدية والخدمات الفنية بطرطوس، ما مصير الصخرة؟.. ومتى ستتم إزالتها وإبعاد الخطر والأذى قبل أن تحصد أرواحاً بريئة؟!.

خطر محدق
وأوضح الأهالي في شكواهم: بعد الحالة الجوية والسيول التي أصابت قرية بيت الوادي في الشهر الخامس من هذا العام، وتضرر ممتلكات ومنازل الكثير من المواطنين، وحتى مزروعاتهم أصابها الضرر، وانجراف التربة بشكل كبير ومحزن، تعرت صخرة كبيرة تقع في أراضي أملاك الدولة فوق منزل وطريق، وأصبحت مهددة بالانهيار إثر انجراف التربة، وإذا انحرفت عن مسارها ستلحق ضرراً كبيراً بالأهالي القاطنين، والسيارات العابرة، والمارة أيضاً، الأمر الذي ينذر بخطر محدق، وحصد أرواح بريئة!.

ذرائع جاهزة!
وما إن بدأ الأهالي يشتكون إلى بلدية دوير رسلان عن ضرورة إزالة الصخرة إثر الخطر الذي يمكن أن تحدثه، بدأت وعود البلدية بإزالة الصخرة “اليوم وبكرا.. وعالوعد يا كمون!”، وتتذرع البلدية، /حسب تعبير الأهالي/، بوجود خطر على عمالها، مع صعوبة وصول التريكس إلى المكان، وانحدار الصخرة، كما تذرعت أيضاً بعدم وجود اعتماد مالي!.
ولفت المهندس لؤي يوسف من سكان المنزل المهدد إلى وجود صخرة كبيرة منذ 15 عاماً في القرية، وكانت تهدد منزلاً أيضاً، إلا أن “الإرادة” عندما كانت موجودة لدى البلدية تم العمل على قدم وساق على إزالتها باليد العاملة، حيث تم تفتيت الصخرة إلى قطع صغيرة، بينما الآن مازال الموضوع يتنقل بين مرمى البلدية، والخدمات الفنية بطرطوس، والمواطن ضائع!.
وأضاف المواطنون: هل تماطل البلدية، وتتجاهل العمل حتى “يمل” المواطن من المطالبة بإزالتها، وبالتالي يسعى للحل وإزالتها على نفقته؟.. منوهين إلى أن تعاوناً ما إن تم بين البلدية وإحدى المنشآت الصناعية كمقالع الصخر يمكن أن ينجز الحل، الأمر الذي يبعد الخطر والضرر والأذى عن الأهل، والمارة، وأصحاب السيارات العابرة.

ضرورة إزالتها
نشارك المواطنين قلقهم، ونؤكد على ضرورة إزالتها، هذا ما أوضحه ساهر بو علي، رئيس بلدية دوير رسلان في بداية حديثه، فالصخرة، /حسب بو علي/ قديمة جداً، ومنذ سنين وسنين لم تتحرك، كما أن تصدعاتها قديمة جداً، وتعرت خلال العاصفة الجوية في 12 أيار 2018، وفي حال انحرافها عن مسارها في أية لحظة فإنها تهدد المارة والسيارات، إضافة إلى قاطني المنزل، وبيّن رئيس البلدية بأن ارتفاع الصخرة يبلغ خمسة أمتار، بعرض ثلاثة أمتار، وطول خمسة أمتار.

قيد الانتظار
وخلال حديثه لم ينف بو علي الشكاوى العديدة التي وردت إلى البلدية، كما أن المحافظ أرسل كتاباً شديد اللهجة، وتابع قائلاً: قدمت في الشهر الخامس 2018 شكوى إلى البلدية، وكون الصخرة كبيرة فهي بحاجة إلى مهارات في التكسير والإزالة، ولاسيما أنها قريبة من تجمع سكني، حيث تمت إحالة الطلب إلى مديرية الخدمات الفنية بطرطوس عن طريق المحافظ، واعتذرت الخدمات الفنية بدورها عن التنفيذ كونه لا يمكن إزالتها إلا باليد العاملة والضاغط، أعيد الطلب من الخدمات عن طريق المحافظ إلى البلدية لإزالتها عن طريقنا، وذلك في الشهر السابع 2018، وتم إعداد الدراسة اللازمة، وهي الآن بديوان المحافظة بانتظار الحصول على الإعانة المالية اللازمة.
وسبب تأخر البلدية بإزالتها هو انشغال البلدية بإزالة الأضرار التي وقعت نتيجة العاصفة التي ضربت البلدة بتاريخ 12/5/2018، حسب رئيس البلدية الذي وعد بإزالتها ريثما تصل الإعانة من المحافظة.

خارج صلاحية الخدمات
وبدوره نفى علي رستم، مدير الخدمات الفنية بطرطوس أي خطر يهدد السلامة العامة لصخرة تبعد عن الطريق 75 متراً، قائلاً: تتوضع الكتلة الصخرية فوق منزل مواطن، ولا تهدد الطريق والسلامة المرورية، وبالتالي فهي مسؤولية المواطن والوحدة الإدارية على أن تقوم باستئجار ضاغط وعمال، وأن تنفذ ذلك من خلال الموازنة الذاتية، وهي مسؤولية الوحدة الإدارية بمنح رخصة لإشادة منزل تحت صخرة، فالموضوع خارج صلاحياتنا.

تدارك الخطر
ويمكن القول: لا تكفي مشاركة المواطن بقلقه، بل لابد من العمل على إبعاد الخطر والأذى عن أرواح بريئة، والسرعة في الإنجاز قبل بدء موسم الأمطار، وقبل أن تتعرى الصخرة أكثر وأكثر، وقبل وقوع أضرار وخسائر جسدية ومادية لا تحمد عقباها، فهل سيجد المواطنون من يترجم قلقهم وخوفهم على أرض الواقع، أم ستستمر المشاعر؟!.

دارين حسن