الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

حكاية مثل أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه

 

هو مثل عربي قديم عن أحد كرماء العرب وهو المعيدي الذي اشتهر بسخائه وحكمته وكرمه على الجميع فأحبوه وذاع صيته في جميع أنحاء المدينة، حتى وصلت أخباره إلى الخليفة الذي أراد أن يقابله حتى يرى من حكمته وكرمه فإذا تأكد له ما سمع عن هذا الرجل جعله من حاشيته ورجاله، وبالفعل أرسل في طلب المعيدي ودعاه لمجلسه وما أن دخل عليه المعيدي حتى تفاجأ الخليفة من شكله فهو بسيط الثياب على الرغم من غناه كما انه دميم الوجه. فضحك الملك منه وقال: “تسمع عن المعيدي خير من أن تراه” يعني أن سيرته بين الناس أفضل بكثير من شكله وهيئته، فحزن المعيدي لكلام الخليفة ولكنه رد بحكمة وفصاحة بالغة عليه فقال له: “يا مولاي، إن الرجال ليسوا بقراً ولا غنماً كي تنظر إلى وجوههم وأجسامهم، إنما يعيش المرء بأصغريه قلبه ولسانه” فأعجب الملك لفصاحته وعينه في حاشيته كمستشار خاص له.
كن معيدي ولا تكن قارون:
إذا نظرت بعين الحكمة تجد المعيدي هو رجل بسيط أنفق بكرم وسخاء على قومه فلم يحرمهم من ماله لكنه لم يتمتع بجمال الوجه وهذا لا دخل له فيه وإنما هو خلقة الله، وهو على عكس قارون الذي كان يتمتع بالثياب الفاخرة والشكل الحسن وخزائن المال والذهب ولكنه كان مقتر على قومه متكبر وظالم، فأيهما تريد أن تكون؟ لا تجعل المظاهر هي كل ما يلفت انتباهك في الناس ولا تقلل من شأن أحد فقد يكون عند الله أثقل في الميزان.