الصفحة الاولىصحيفة البعث

لافروف: “النصرة” يستخدم الأبرياء دروعاً بشرية في إدلب ويجب القضاء عليه أهالي القامشلي يتظاهرون احتجاجاً على ممارسات “الأسايش”.. و”داعش” ينهار في بادية السويداء

 

 

سيطرت قواتنا المسلحة أمس على منطقة قبر عيد حنيش وبركة حوي عوض في عمق بادية السويداء الشرقية، وذلك خلال عملياتها المتواصلة على البؤر المتبقية لإرهابيي داعش في تلول الصفا، وسط حالة الانهيارات السريعة لإرهابيي التنظيم أمام ضربات وحدات الجيش التي اتبعت في تقدمها تكتيكاً دقيقاً في تعاملها مع الإرهابيين المتحصنين في الجروف الصخرية من خلال الاشتباك المباشر معهم بالوسائط النارية المناسبة مع استمرار إطباق الطوق في محيط تلول الصفا واحباط أي محاولة فرار لهم. في وقت دمّرت وحدات من الجيش أوكاراً وتجمعات لإرهابيي “النصرة” والمجموعات المرتبطة به في ريف حماة الشمالي، وعثرت على مستودع أسلحة وذخيرة وقذائف من مخلفات الإرهابيين من بينها صواريخ “تاو” أمريكية الصنع.
وسط هذه الأجواء تظاهر المئات من أهالي مدينة القامشلي احتجاجاً على اقتحام ميليشيا ما يسمى “الأسايش” عدداً من المدارس والسيطرة عليها وفرض مناهج تعليمية مغايرة لمناهج وزارة التربية السورية.
في السياسة، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254 للحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها، مشدداً على ضرورة القضاء على الإرهابيين الموجودين في إدلب التي تعد البؤرة الأخيرة لوجودهم لأنهم يستخدمون الأبرياء والمدنيين دروعاً بشرية بغية تثبيت وجودهم، فيما أكدت إيران أن سورية أفشلت المخطط الإرهابي ضدها بفضل وقوف الشعب إلى جانب الجيش في محاربة الإرهاب وداعميه.
وفي التفاصيل، بسطت وحدات الجيش العاملة على اتجاه تل أبو غانم سيطرتها على منطقة قبر عيد حنيش على أطراف تلول الصفا بعمق بادية السويداء بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي تنظيم داعش، أوقعت خلالها العديد منهم قتلى ومصابين، ودمّرت لهم سيارة دفع رباعي مزودة بمدفع 23 مم.
إلى ذلك واصلت وحدات من الجيش والقوات الرديفة تعزيز انتشارها وتقدمها وتثبيت نقاطها على اتجاه قبر الشيخ حسين وأم مرزخ، وسيطرت على بركة حوي عوض وعلى مساحات واسعة من الجروف الصخرية شديدة الوعورة والمليئة بالمغاور والجحور والتي كانت بمثابة خط دفاعي أول لإرهابيي داعش. كما وجهت وحدات من الجيش رمايات مدفعية وصاروخية على مقر قيادة وتجمع لإرهابيي داعش في المنطقة الواقعة ما بين خربة الحاوي وأم مرزخ، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير ما بحوزتهم من عتاد وأسلحة وذخائر.
ولفت مراسل “سانا” إلى حالة الانهيارات السريعة لإرهابيي داعش أمام ضربات وحدات الجيش والقوات الرديفة التي اتبعت في تقدمها تكتيكاً دقيقاً في تعاملها مع الإرهابيين المتحصنين في الجروف الصخرية من خلال الاشتباك المباشر معهم بالوسائط النارية المناسبة مع استمرار إطباق الطوق في محيط تلول الصفا وإحباط أي محاولات للتسلل أو الفرار وإيقاع أعداد من الإرهابيين بين قتلى ومصابين في صفوفهم.
وفي ريف حماة، نفذت وحدات من الجيش ضربات مدفعية على مواقع انتشار إرهابيي جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في الأطراف الغربية لبلدة اللطامنة وقرى الجيسات والجنابرة وحصرايا وكفر زيتا بالريف الشمالي، وأسفرت الضربات عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير عربات مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة ودراجات نارية.
إلى ذلك نفذت وحدات من الجيش رمايات نارية مكثفة على تحركات لإرهابيي “الحزب التركستاني” وتنظيم جبهة النصرة في بلدتي الزيارة والمشيك بسهل الغاب الشرقي ما أدى إلى القضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
وبعد رصد ومتابعة دمّرت وحدة من الجيش طائرة مسيّرة محملة بالقنابل للمجموعات الإرهابية على أطراف مدينة السقيلبية بريف المحافظة الشمالي.
وخلال تمشيط عناصر الهندسة في الجهات المختصة تلول الحمر لرفع المفخخات والذخائر والأسلحة التي تركها الإرهابيون قبل إخراجهم إلى شمال سورية، عثرت على مستودع أسلحة وذخيرة وقذائف وصواريخ من بينها صواريخ “تاو” أمريكية الصنع، وشملت الأسلحة المضبوطة سبعة صواريخ “تاو” أمريكية الصنع وصواريخ ب 10 وقذائف دبابات و “بي ام بي” إضافة إلى كمية من الطلقات المتفجرة.
في الأثناء تظاهر المئات من أبناء مدينة القامشلي احتجاجاً على اقتحام ميليشيا ما يسمى “الأسايش” عدداً من المدارس والسيطرة عليها وفرض مناهج تعليمية مغايرة لمناهج وزارة التربية السورية.
المتظاهرون من أبناء مدينة القامشلي، أكدوا رفضهم للمناهج التي تريد ميليشيا “الأسايش” فرضها بالقوة في المدارس وعلى أبناء مدينة القامشلي، مشددين على ضرورة وضع حد لهذه الاعتداءات على العملية التعليمية ووقف تصرفاتهم غير المسؤولة التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة.
وأشار مراسل سانا في الحسكة إلى أن المتظاهرين نفذوا وقفات احتجاجية شارك فيها المئات من أبناء مدينة القامشلي وعدد من رجال الدين المسيحي ووجهاء العشائر والمجلس السياسي لقبيلة طي العربية، مؤكدين رفضهم وإدانتهم ممارسات “الأسايش” والتأكيد على التعليم وفق المناهج المعتمدة من قبل وزارة التربية السورية.
واعتبر الأب صليبا عبد الله كاهن كنيسة السيدة العذراء في مدينة القامشلي في تصريح للمراسل أن الاعتداء على المدارس الرسمية والخاصة اعتداء على كل مكونات المجتمع وإجحاف وظلم بحق أبنائنا الطلبة، مبيناً أن التجمع اليوم رسالة واضحة لكل من يحاول فرض مناهج مغايرة لمناهج وزارة التربية السورية، وهي بمثابة تنبيه لعدم تكرار التدخل في شؤون المدارس والاعتداء عليها، وأشار إلى أن المظاهرة اليوم كانت رد فعل طبيعي من قبل مكونات المجتمع لتصرفات ميليشيا “الأسايش” ولن نقبل بأي محاولة للتدخل في شؤون التعليم الرسمي تحت أي عنوان.
مديرة تربية الحسكة إلهام صورخان، أشارت إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى، فالاعتداءات على المدارس تكررت بشكل كبير، ومحاولة “الأسايش” فرض المناهج بالقوة أمر مرفوض رسمياً وشعبياً، فالتعليم في المدارس وفق المناهج الوزارية المعتمدة فقط، ولن يكون هناك أي مناهج أخرى، لافتة إلى أن هذه التصرفات أدت إلى تدني مستوى التعليم وانخفاض نسبة النجاح في الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي، إضافة إلى أن المناهج التي يحاولون فرضها لا تمت إلى الحضارة والتاريخ السوري بأي صلة. وكان عناصر من “الأسايش” داهموا مجموعة من المدارس في مدينة القامشلي، وطردوا الكوادر الإدارية، وسيطروا عليها، الأمر الذي أثار غضب الأهالي الذين نفذوا مظاهرات احتجاجية واعتصامات، وتمكنوا من استعادة المدارس ورفع العلم الوطني عليها.
من جهة ثانية أفاد مراسل “سانا” في دير الزور بأن انفجار لغم من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي في بلدة محكان جنوب شرق مدينة الميادين بنحو 7 كم أسفر عن استشهاد مدني.
سياسياً، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254 للحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود لتأمين عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، ويؤكد القرار 2254 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع في كانون الأول عام 2015 على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية من خلال الحوار بين السوريين الذين هم وحدهم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي مع الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك بموسكو مع وزير خارجية نظام بني سعود: بحثنا الأوضاع في مختلف بلدان المنطقة التي تشملها الأزمات وقبل كل شيء سورية التي من الضروري فيها مراعاة قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشكل كامل ومتتابع ولا سيما فيما يخص مسألة الحفاظ على وحدة أراضيها، ودعا لافروف الأمم المتحدة وهيئاتها الخاصة إلى لعب دور أكثر نشاطاً في خلق الظروف الملائمة لعودة المهجرين السوريين إلى أماكن إقامتهم في سورية بما في ذلك تحديث البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية.
وشدد لافروف على أنه يجب القضاء على الإرهابيين الموجودين في إدلب التي تعد البؤرة الأخيرة لوجودهم لأنهم يستخدمون الأبرياء والمدنيين دروعاً بشرية بغية تثبيت وجودهم، مؤكداً أهمية الفصل بين الإرهابيين ومن تسمى “المعارضة المعتدلة” التي ترغب بالانضمام إلى عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية، موضحاً أن روسيا تقوم بجهود مكثفة واتصالات مع جميع الأطراف التي تشترك في عملية التسوية السياسية ولا سيما في اجتماعات أستانا.
وأعرب لافروف عن أمله بألا تعمل الدول الغربية على منع القيام بعمليات ضد الإرهابيين والقضاء على تنظيم جبهة النصرة في إدلب من خلال استخدام التكهنات أو الأدلة المفبركة حول موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية.
وفي طهران، أكد وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي أن سورية أفشلت المخطط الإرهابي ضدها بفضل وقوف الشعب إلى جانب الجيش في محاربة الإرهاب وداعميه. وأشار حاتمي خلال اجتماع مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني إلى أهمية الإنجازات التي حققتها سورية في الحرب على الإرهاب، قائلاً: خلال زيارتنا الى مدينة حلب شاهدنا مسيرة إرساء الأمن والاستقرار فيها بعد أن كانت قد تعرضت لهجمات عنيفة من قبل الإرهابيين التكفيريين.