تحقيقاتصحيفة البعث

استعداداً للعام الدراسي مواجهة مكررة مع الأعباء المادية.. وحرص على تأمين المستلزمات المدرسية واستعادة أجواء الدراسة

انتهت العطلة الصيفية، وبدأت الاستعدادات للعام الدراسي حاملة في جعبتها الهموم والمتاعب المادية والنفسية للآباء، فبعد أن بذل الأهالي المستطاع لتأمين مستلزمات المدرسة، والتي تأتي هذه الأعوام متزامنة مع الكثير من الأعباء الأخرى من أعياد، وتحضيرات للمونة، عليهم اليوم القيام بالتحضير النفسي والجسدي لأبنائهم الطلاب للإقلاع من جديد في العام الدراسي، والالتزام بالنظام المدرسي الذي نسوه في أشهر العطلة الصيفية، واستبدلوه بالراحة، والكسل، وكثرة النوم، والخروج مع الأصدقاء، واللعب والتسلية.

قلق وخوف

تأتي تهيئة الأطفال للمدرسة أصعب بكثير من تهيئة الطلاب الأكبر عمراً، فبحسب دراسة حديثة بيّنت أن 87% من الأهالي يواجهون صعوبة كبيرة في استقبال العام الدراسي في مطلع كل عام، هذه الدراسة شملت أهالي الطلاب من الفئة العمرية الأولى بين أعوام الـ 6 سنوات والـ 10 سنوات، حيث يتحمّل الأهالي هنا العبء الأكبر في إيجاد طريقة لإقناع أطفالهم بالذهاب للمدرسة، ومتابعة تحصيلهم العلمي، ويعود قلق الطلاب، والأطفال خصوصاً، من قدوم المدرسة لأسباب عديدة أهمها الخوف حسب ما ذكرت الدراسة، ولكن عندما نتحدث عن خوف الطلاب من قدوم المدرسة فإن أسبابه تعود للمدرسة، وأجواء التوتر والرهبة والخوف التي تضع الطالب بها، أو لأسباب خاصة بالأسرة والعقوبات والأنظمة الدراسية التي يضعها الأهالي في المنزل تخص الواجبات المدرسية، وأخيراً لأسباب شخصية تعود لفقدان الثقة بالنفس، وشعور الطالب ذاته بعدم كفاءته في التحصيل العلمي.

الترغيب لا الترهيب

تعتبر عودة الأطفال إلى المدرسة بعد أشهر العطلة من الأمور الصعبة والمعقدة، خاصة للأطفال الذين لم يتجاوزوا عشر سنوات، برأي الأستاذة سمر سعد الدين، “مناهج تربوية”، وذلك لأن الأبناء ممن تخطوا مرحلة التعليم الأساسي اعتادوا على المدرسة، ونظام العطلة الصيفية، ومن ثم عودة المدرسة، إلا أن الكثير من الأطفال يعتقدون أن المدرسة هي شي يمرون به لمدة عام وينتهي، لذا يجد الآباء صعوبة في إقناعهم باستمرارية الدوام في المدرسة على مدى أعوام طويلة، ومرحلة دخول الطفل للمدرسة هي المرحلة الثانية التي ينفطم بها هذا الطفل عن أمه، وهي من أصعب المراحل، لذا يجب على الأم البدء من الصيف بتكوين صورة جميلة للمدرسة في مخيلة طفلها، وترغيبه بالدخول إليها، وعليها البدء من مراحل مبكرة بدمجه بالآخرين، وتعويده على اللعب مع الأصدقاء والأقارب كي لا يشعر بفقدان أمه، وبالغربة عند دخوله للمدرسة، واعتبرت سعد الدين مرحلة الحضانة، أو ما يسمى بالروضة، من المراحل المهمة في حياة الطفل، والتي تكون عاملاً إيجابياً مساعداً في تعلّق الطفل بالمدرسة وحبه لها، أما بالنسبة للطلاب الذين تجاوزوا مرحلة الطفولة  فعلى الأهل تذكير أبنائهم بشكل دائم خلال الصيف بأهمية المدرسة، والتحصيل العلمي ليستطيعوا بناء مستقبل مستقل لهم، إضافة إلى أهمية البدء بالدراسة منذ الأسبوع الأول من العام الدراسي، فكثير من الطلاب يعتبرون الشهر الأول من العام الدراسي شهراً للتسلية وإضاعة الوقت، وتمضي الأشهر الدراسية، ويتراكم العبء عليهم، لينتهي المطاف بهم بنتيجة سيئة، كذلك يجب ترك الابن يختار الأدوات المدرسية التي يحبها، فالأطفال مثلاً يميلون لشراء الدفاتر الملونة التي تحتوي على رسوم كرتونية، وأكدت سعد الدين على ضرورة التعاون والتواصل الدائم بين الأهالي وإدارة المدرسة، وجلوس الأهالي مع أبنائهم بشكل مستمر، ومحاورتهم، ورفع معنوياتهم بشكل مستمر، فالأسرة لها دور هام في تهيئة الجو المناسب لأبنائهم داخل البيت خلال العام الدراسي للحصول على نتيجة مرضية،  فعلى الأهل بذل الجهد لتوفير الجو الدراسي المناسب، وعدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة من الأبناء، ورفع معنويات أبنائهم عند حصولهم على درجة امتحانية متدنية، وتهيئة الطلاب للمدرسة، وللنقلة النوعية من فترة الراحة إلى فترة الاجتهاد، ويجب أن تكون قبل بداية العام الدراسي بأسبوعين على الأقل من خلال الاستعداد النفسي أولاً، ومن ثم الاستعداد السلوكي بوضع برامج دراسية لكل طالب، والالتزام بها على مدار العام الدراسي، ومن ناحية أخرى فإن المعلم أيضاً يجب أن يكون قد أتم استعداده النفسي والتربوي قبل بدء العام الدراسي بأسابيع كي يتمم الطالب والمعلم بعضهما.

ميس بركات