صحيفة البعثمحليات

“زيارة ميمونة”

 

شكلت زيارة حاكم مصرف سورية المركزي إلى حلب بدعوة من غرفة التجارة فرصة غنية لتوضيح الكثير من الجوانب المتعلقة بالعمل التجاري والمصرفي وسعر الصرف وثباته أمام القطع الأجنبي، بالإضافة إلى التسهيلات الممكنة والمقدمة من مصرف سورية المركزي والتي من شأنها تدعيم ركائز النهوض الاقتصادي والتنموي وزيادة مساحة الاستثمار، وتوظيف رؤوس الأموال في مشاريع حيوية واستراتيجية تقوي من دعائم الدولة راهناً ومستقبلاً.
ومع تأكيد الحاكم أن حزمة الإجراءات الاقتصادية والمالية المتخذة أسهمت في تحقيق الاستقرار النسبي بما يتعلق بالجانب الاقتصادي بشقيه الصناعي والتجاري، ثمة أمور ما زالت تحتاج إلى الكثير من النقاش والمتابعة والتمحيص لتحقيق العدالة الاجتماعية والتخفيف من حالة التضخم وإيجاد آليات ناجعة للتعاطي مع قضايا مهمة ومستعجلة أفرزتها ظروف الحرب الإرهابية ما زال أثرها وفعلها ثقيلاً وقاسياً على المواطن حتى الآن.
وبطبيعة الحال الصراحة والشفافية التي اتسم بها اللقاء والنقاش يشي بوجود نية صادقة ومخلصة لحلحلة العديد من المشكلات العالقة، ويوحي أن المرحلة القادمة ستكون أشد حزماً وصرامة لاستكمال مشروع تعافي وتنظيم آليات عمل القطاع الاقتصادي والمصرفي، وبالتالي رسم خريطة جديدة وفق ضوابط ونواظم نافذة وفاعلة لا مكان فيها للمتلاعبين والمستغلين والفاسدين والذين اتسعت رقعتهم عمودياً وشاقولياً خلال سنوات الحرب الإرهابية.
ولا يخفى على حاكم مصرف سورية المركزي أهمية حلب كحامل ورافع للاقتصاد الوطني، وبالتالي فإن زيارته ولقاءه ممثلي الفعاليات الاقتصادية والتجارية في المحافظة تكتسب أهمية استثنائية وخاصة جداً، ولا بد من توظيف نتائجها ومخرجاتها لردم الهوة وتصحيح العلاقة بين العام والخاص، وبما يفضي في المحصلة إلى تحديد الواجبات والمسؤوليات والأولويات، ومعالجة كافة القضايا الشائكة والتي تقف حجر عثرة أمام انطلاق قطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمتمثلة بجدلية القروض المتعثرة وجدولتها أو هيكلتها بحسب توصيف الحاكم والحاجة الماسة إلى سن تشريعات وقوانين جديدة ناظمة للعمل المصرفي تكون داعمة ومساندة للعملية التنموية والإنتاجية.
ولعل أهم ما يجب عمله في هذه المرحلة ومن خلال الزيارة الميمونة لحاكم مصرف سورية المركزي إلى حلب هو إعادة النظر بالمشهد الاقتصادي الحلبي وإجراء عمليات فرز جدية تعيد الأمور إلى نصابها وتبعد الفاسدين ومحدثي النعمة ممن يستثمرون مخلفات الأزمة أبشع استغلال.
معن الغادري