صحيفة البعثمحليات

بأمر المعدلات ؟!

كالعادة ارتفعت معدلات القبول الجامعي لهذا العام لبعض الشرائح، وكان قد سبق ذلك رفع الحد الأدنى للقبول في السنة التحضيرية إلى 230 درجة، وهذا ما قلل فرص الكثيرين من الوصول إلى المربع الذهبي – إن جاز التعبير- للدخول إلى الكليات الطبية التي تدغدغ أحلام وأمنيات الكثير من الطلبة في الفرع العلمي وهذا من حق كل طالب مجتهد، ولكن ماذا عن المتفوقين المزيفين الذي حصلوا على معدلات عالية لا يستحقونها نتيجة فساد الامتحانات في العديد من المدارس وفي الكثير من المناطق وتحت أنظار المعنيين في الأمر؟!

صحيح أن امتحانات “التحضيرية” ستعمل على تصفيتهم، ولكن بعد أن يكونوا قد ضيعوا العشرات وربما المئات من المقاعد، هناك من كان أحق بها لو توفرت الثقة والمصداقية بطرق القبول الجامعي!

بالعودة لسنوات خلت من عمر اعتماد المفاضلة الجامعية، أي منذ ثمانينيات القرن الماضي نجد أن الوزارة جربت عدة طرق للقبول في الجامعات لكنها فشلت بذلك وبقيت العلامة هي “الحاكم بأمر الوزارة” بالقبول أو الرفض دون النظر إلى الرغبة الحقيقية للطالب في اختيار هذا الاختصاص أو ذاك، وهذه بلا شك طريقة خاطئة للقبول؛ لأن الكثير من التخصصات تحتاج إلى الرغبة أكثر من العلامة التي تلامس حدود السماء!

كان بإمكان “التعليم العالي” أن تخرج من هذا المأزق لو عملت على قلب هرم القبول الجامعي، كما خططت لذلك منذ أكثر من عقد، حيث كانت النيّة بقبول 75% من الناجحين في الثانوية بالتعليم الفني والمهني، و 15% أو أكثر بقليل في الجامعات.

كل ذلك لم يحدث، وما زاد الطين بلة إهمال التعليم الفني والمهني والتقاني واستمرار النظرة الدونية له، مما زاد من نسبة الفاقد والتسرب!!

المدهش في الأمر أن الوزارة رفعت منذ أيام نسب القبول 15% في بعض الاختصاصات من حملة الشهادة الثانوية المهنية وتعديل نسب القبول من حملة الشهادة الثانوية العلمي أو الأدبي في عدد من المعاهد، كبادرة منها لترغيب الطلبة بالمعاهد التقانية، يبدو أنها نسيت أو تناست أن نسب الالتحاق الحالية المخصصة للمعاهد متدنية جداً ولا تصل إلى نصف النسب المتاحة بالأصل! فلماذا الإصرار على رفع النسب وهي تدرك أن ذلك لن يفيد بشيء؟ لماذا الإصرار على رفع المعدلات وإهمال الرغبات؟!

لا شك أن الجامعات الخاصة هي أكبر الرابحين، وهذه القناعة بدأت تترسخ عند البيت السوري حتى يثبت العكس!!

غسان فطوم

ghassanfatom@gmail.com