اقتصادصحيفة البعث

بانتظار ساعة الصفر

 

تعلن اليوم ساعة الصفر لانطلاق النسخة ستين لمعرض دمشق الدولي، وسط ترقب لإحراز مزيد من النتائج الاقتصادية، بعد أن مهدت النسخة السابقة الطريق لمعاودة انطلاق الحدث الاقتصادي الأهم بعد توقف دام ست سنوات.
لم يكن معرض دمشق الدولي بنسخه المتوالية عبر عقود مجرد حدث عابر تمسح آثاره مع إطفاء أنوار آخر ساعاته، بل إن آثاره تبقى حاضرة على الأقل مع من تفاعل معه سواء من خلال الاتفاقيات التجارية المتمخضة عن نشاط قطاع الأعمال، أم من خلال زيارته والاطلاع على ما جادت به دوراته المتلاحقة من مخرجات اقتصادية وغيرها.
وما تكرار مقولة “ما قبل المعرض ليس كما بعده” عقب انتهاء الدورة الماضية على ألسنة المفاصل التنفيذية ورجال الأعمال والإعلام، سوى تأكيد يصب في منحى جملة من متغيرات قد تطرأ على المرحلة القادمة نتيجة ما أشرنا له من استمرار لآثار هذا الحدث، ولا ننسى كذلك ما يعكسه المعرض من بعد حضاري وتاريخي لسورية، تجلى في منشورات وبروشورات المعرض الإعلانية.
وإذا ما اعتبرنا أن النسخة التاسعة والخمسين حملت في طياتها الرهان الأكبر على معاودة الانطلاق وإثبات قوة الاقتصاد أكثر من الرهان على ما حققته من مخرجات اقتصادية فعلية رغم أنها كانت أكثر من مشجعة، وتصب في منحى تعطش الفعاليات الخارجية قبل المحلية للاستثمار في سورية وتعزيز التبادل التجاري معها، يمكن القول: إن منسوب الرهان الاقتصادي على نسخة اليوم مرتفع جداً، ولاسيما إذا ما علمنا أن رجال أعمال من وراء البحار شدوا الرحال لزيارة المعرض، في ظل تأهب الاقتصاد السوري للولوج إلى مرحلة إعمار يراهن على أن تكون استثنائية بكل المقاييس.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى مسألة غاية في الأهمية تتمثل بأنه ما كان لمعرض دمشق الدولي أن يستمر خلال العقود الماضية، ومعاودة تنظيمه بعد توقف لأسباب استثنائية قاهرة معروفة للقاصي والداني، لو لم يكن لدى الاقتصاد السوري مقومات استثمارية وتجارية جاذبة في حقيقة الأمر، فالمعرض بالنتيجة هو مؤشر يعكس حالة النشاط الاقتصادي ككل ويروج لها.
السوريون اليوم وقبلهم العالم، يترقبون فتح ستار منصة المعرض إيذاناً بتلاقي الدول وشركاتها ورجال أعمالها، والاطلاع على خلاصة ما أنتجه الاقتصاد العالمي، وعرضه في بلد طالما كان تواقاً لمواكبة كل جديد.
hasanla@yahoo.com