الصفحة الاولىصحيفة البعث

إدارة ترامب تشنّ حرباً على “الجنايات الدولية”

 

هددت واشنطن باتخاذ موقف صارم من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، من خلال فرض عقوبات على قضاتها، إذا شرعوا بالتحقيق في تقارير حول جرائم حرب ارتكبها أمريكيون في أفغانستان، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أمام الجمعية الاتحادية: “ستستخدم الولايات المتحدة أية وسيلة ضرورية لحماية مواطنيها ومواطني حلفائها من المقاضاة الجائرة من هذه المحكمة غير الشرعية”، و”ستردّ” إدارة ترامب إذا شرعت المحكمة الجنائية الدولية رسمياً في فتح تحقيق في تقارير عن جرائم حرب ارتكبها أفراد من القوات الأمريكية أو المخابرات خلال الحرب في أفغانستان.
وستدرس إدارة ترامب منع القضاة ومدّعي العموم من دخول الولايات المتحدة، وستفرض عقوبات على أي أموال لديهم في النظام المالي الأمريكي، وستلاحقهم أمام نظام المحاكم الأمريكي، إذا تم فتح تحقيق.
وأكد بولتون أن الإدارة الأمريكية لن تتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، ولن تقدم أية مساعدة لها، ولن تنضم إليها، وستتركها تموت من تلقاء نفسها.
وقد تتفاوض الولايات المتحدة أيضاً على اتفاقيات ثنائية أكثر إلزاماً تمنع الدول من تسليم أمريكيين إلى المحكمة في لاهاي.
بالتوازي، رأى ستيف بانون، مستشار البيت الأبيض السابق للشؤون الاستراتيجية، أن الرئيس الأمريكي يواجه “انقلاباً”، في إشارة إلى ما ورد في المقالة المجهولة بصحيفة نيويورك تايمز من تفاصيل عن معارضة داخل إدارته، وأضاف: “ما شهدتموه في ذلك اليوم كان في غاية الخطورة. هذا هجوم مباشر على المؤسسات”، مضيفاً: “هذا انقلاب”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد ذكرت أن المقال الذي نشر الأربعاء الماضي كتبه مسؤول بارز في الإدارة لم تذكر اسمه، وانتقد الكاتب المجهول “انعدام البعد الأخلاقي” عند ترامب.
وأوضح بانون في هذا السياق أن المرة السابقة التي تعرض فيها رئيس أمريكي لمثل هذا التحدي حدثت خلال الحرب الأهلية الأمريكية عندما اختلف الجنرال جورج بي مكليلان مع الرئيس إبراهام لينكولن، ورأى الجنرال مكليلان وكبار الجنرالات، وجميعهم ديمقراطيون في الجيش الاتحادي، أن إبراهام لينكولن غير مؤهل لأن يكون قائداً عاماً.
وعزل ترامب بانون في آب 2017 بعد خلافه مع مستشاري الرئيس بشأن جهوده لحمل الحزب الجمهوري على قبول جدول أعماله الاقتصادي القومي.
وقال المستشار الرئاسي الأمريكي السابق: “هناك عصبة من الشخصيات في المؤسسة الجمهورية تعتقد أن ترامب غير مؤهل لأن يكون رئيساً للولايات المتحدة. وهذه أزمة”، مضيفاً: “لست رجل مؤامرات… قلت: إنه ليس هناك دولة عميقة. إنها دولة ظاهرة”.