تحقيقاتصحيفة البعث

حق وواجب مشاركة المواطن في انتخابات مجالس الإدارة المحلية.. واختيار الأجدر ضرورة وطنية

أيام قليلة تفصل بيننا وبين انتخابات الإدارة المحلية التي يأتي مرسوم سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد رقم 214/لعام 2018، بتحديد موعدها في 16 أيلول الجاري، انعكاساً حقيقياً وصادقاً لإرادة شعبنا في إكمال مسيرة الانتصارات التي يسطّرها أبطال الجيش العربي السوري على كامل مساحة الوطن، وللتركيز على تعزيز الخدمات، والنهوض بالدور التنموي في المجتمعات المحلية، وإعادة الإعمار والبناء، بما يخدم عودة المهجّرين، فلابد من المشاركة الواسعة في العملية الانتخابية لاختيار الأكفأ والأقدر على تحمّل المسؤولية بما يخدم الوطن والمواطن.
مصدر السلطات
المحامي محمد كناج، نقيب محامي طرطوس، رأى أن مرسوم سيد الوطن أعطى المواطنين حقهم بتحديد خياراتهم ومرشّحيهم، وهنا يمكن أن نقول: إن الدولة عادت للمواطن ليقوم بهذا الدور في ظروف الحرب لإنتاج إداري يقوم بقيادة البلد في المرحلة القادمة، وصدور مرسوم السيد الرئيس دليل على أن البلد بخير، فالبلد قوي يرأسه رئيس فذ، مؤمن بشعبه، وقضائه، وبالحرية والديمقراطية، وبأن الشعب مصدر لكل السلطات.
وأشار كناج إلى أنه ما كان لهذا المرسوم أن يصدر لولا التضحيات التي قدمها جيشنا وشعبنا، وخيار شعبنا بمكافحة الإرهاب، وثقة الجيش والشعب بقائد عظيم استطاع أن يوصل السفينة إلى بر الأمان، فأبناء سورية ليست لديهم ثقة بأحد يوصل البلد إلى بر الأمان سوى الرئيس الأسد، فنحن قادرون أن نضحي لأن الرئيس موجود، فهو صمام الأمان، وضمانة استقرار الوطن.
الإعمار بسواعد سورية
وحول أهمية المرسوم في هذه المرحلة للتركيز على تعزيز الخدمات، وإعادة البناء والإعمار، أكد نقيب المحامين بأن البلد يعمّر بأبنائه، بسواعد شعبه ومحبيه، وكما هو معروف عن السوري حرفيته العالية، والحنكة القوية التي يعمل بها، شعبنا طيب “المقيم والمهجّر”، فالمهجّر ترك بلده خوفاً على روحه وروح أولاده، وخوفاً من الأعمال الإرهابية، كما أن لديه رغبة كبيرة بالعودة إلى بلده وتعميرها، فعودة الموارد البشرية أهم عامل من عوامل بناء الوطن.
المشاركة واجب وطني
ولعملية الانتخابات أهمية كبيرة انطلاقاً من كونها حقاً وواجباً، هذا ما أكده كناج قائلاً: حتى أطالب بحقي وخدماتي، وبتطوير مدينتي، والحفاظ عليها، وتجميلها من القرية وحتى مركز المدينة، يجب أن أختار المرشّح والإداري الصالح لتقديم هذه الخدمات، لذلك لابد من المشاركة في الانتخابات، وانتخاب الشخص الكفء الذي يخدمني في المستقبل، والمشاركة الواسعة في العملية الانتخابية لها أهمية كبيرة، ولاسيما في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سورية، لنأتي بالمسؤول الصالح، والرجل المناسب في المكان المناسب.
الفيصل والمعيار
وتحدث كناج عن أهمية انتخاب مجالس محلية جديدة بالطريقة الديمقراطية التي كرّسها قانون الانتخابات العامة رقم (5) لعام 2014 قائلاً: القضاء هو الضمانة في إجراء العمليات الانتخابية، ويخص القضاء أية عملية من عمليات التزوير، أو أية عملية غير ديمقراطية يتحمّل مسؤولية الكشف عنها، ومحاسبة من يقوم بها بالطريقة القانونية، ويجب أن تكون ثقافة المواطنين بإجراء انتخابات نزيهة، شفافة وواضحة، دون اللجوء إلى أي أسلوب آخر، مضيفاً: ثقتنا كبيرة بشعبنا وسلطاتنا، ومنها السلطة القضائية، وحرص الجميع على أن تكون الانتخابات ديمقراطية وعادلة وشفافة ومتوازنة، وعلى سوية واحدة لكافة المرشّحين، وعدم التمييز بين مرشّح وآخر، وأن يكون الصندوق هو الفيصل والمعيار لنجاح أو رسوب أي مرشّح.
الأمانة والصدق
يجب أن يتمتع المرشّح بالثقافة، بما يخص عمل الإدارة المحلية، وتفهمه لعمله، وفهمه لقانون الإدارة المحلية، وإطلاعه على ما يجري في البلدان المتقدمة لتحسين المدن والقرى والبلدات، نحن بحاجة إلى الأيادي البيضاء في العمل والأهداف، والأمانة والصدق والشفافية، تلك أهم الشروط والسمات المطلوبة التي يجب أن يتمتع بها العضو المنتخب، والتي لخصها لنا المحامي كناج.
حق وواجب
الأهم في عملية الانتخاب، كما يرى القاضي محمد زين، رئيس مجلس مدينة طرطوس، أن يشعر المواطن بحق المواطنة، وأن له دوراً في بناء مجتمعه، حيث إن الانتخاب ليس حقاً فقط، إنما هو واجب أيضاً، وهو تكريس لمبدأ الديمقراطية الشعبية، وعلى مبدأ تكافؤ الفرص، ولعملية الانتخاب أهمية كبيرة في هذه المرحلة التي تؤكد أن الجمهورية العربية السورية انتصرت على الإرهاب وداعميه، كما تؤكد على وجود الدولة وقوتها.
تحمّل المسؤولية
وأردف القاضي زين: من واجب كل من يجد في نفسه أنه جدير بأن يتحمّل المسؤولية، ويقوم بواجبه الوطني لخدمة مجتمعه، أن يشارك في بناء وطنه، فالإدارة المحلية تمثّل إرادة المجتمع المحلي، وتحمّل مسؤولياته من أجل تخفيف الأعباء عن المركز، وأن تتفرغ الحكومة للأمور الاستراتيجية التي تتعلق بمصلحة الوطن ككل، فلو كل مجتمع محلي ضمن نطاق الوحدة الإدارية يقوم بواجبه على أكمل وجه، ويحل مشكلاته ضمن الأطر القانونية المحددة لذلك، نكون عندها قد حققنا الغاية من الإدارة المحلية، وأن يقوم ممثّلو المجتمع المحلي بكافة الخدمات اللازمة للمواطنين للانتقال بعدها إلى مرحلة التنمية الشاملة.
مصلحة الوطن أولاً
على المرشّح، حسب القاضي زين، أن يتمتع بالكفاءة، والنزاهة، والوجود الاجتماعي، والمشاركة بكل الأمور المتعلقة بخدمة المجتمع المحلي، حيث إن كل مواطن ملزم بأن يكون عيناً ساهرة على مصلحة وطنه وأمنه، فالدستور والقانون السوري كرّسا حق المواطنة التي تتلخص بأن مصلحة الوطن فوق مصلحة الجميع، وعلى المواطن أن يختار من يرى فيه الجدارة لتحمّل المسؤولية، ولفت القاضي زين إلى أن الحق الذي منحه القانون مقدس، وفي حال اختار المواطن شخصاً غير جدير بالمسؤولية يكون قد فرّط بحق نفسه، وخالف المزايا التي أعطاه إياها الدستور والقانون، ومن غير المقبول أن يتذرع بأنه لا يعرف من سينتخب، لأننا نتحدث عن مجتمع محلي، ومن السهل جمع المعلومات عن الأشخاص!.
الابتعاد عن الأنا
ومن البديهي أن يتمتع المرشّح بالكفاءة، والنزاهة، والسمعة الطيبة، والحضور الاجتماعي، وحب الوطن، والولاء له، ولجيش الوطن وقائده، إضافة إلى تكريس مصلحة المجتمع المحلي، وأن يكون بعيداً عن الأنا، كما يتوجب عليه أن يكون ملماً بالأنظمة والقوانين، باعتبار أن معظم المهام الملقاة على الوحدات الإدارية تحكمها قوانين وأنظمة خاصة، وأمل رئيس مجلس مدينة طرطوس من المواطنين أن يكونوا على وعي وإدراك بأن انتخابهم يجب أن يكون على أساس الكفاءة من أجل الوفاء لدماء الشهداء الذين ضحوا من أجل مستقبل وطنهم، وللحفاظ على مصالح الأجيال القادمة، باعتبار أن أموال الوحدة الإدارية أمانة في عنق ممثّلي المجتمع المحلي.
العمل البنّاء
ويبقى صوت المواطن باختيار من يمثّله عنوان المرحلة القادمة من مستقبل سورية، والتي تتطلب العمل البنّاء، وبوتيرة عالية، للنهوض بالواقع التنموي الذي ينم عن إرادة قوية في وحدة إدارية منتجة.

دارين حسن