الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا والصين: 73 مشروعاً مشتركاً بقيمة 100 مليار دولار

 

 

اتفقت الشركات الروسية والصينية على تطوير التعاون التجاري والاقتصادي وزيادة الاستثمارات المتبادلة، وفي هذا الإطار تتمّ دراسة 73 مشروعاً بقيمة إجمالية تزيد على 100 مليار دولار، وذلك وفق بيان صادر عن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، على هامش فعاليات منتدى الشرق الاقتصادي الروسي، المنعقد حالياً في مدينة فلاديفوستوك الروسية.
وأضاف البيان: إن المشروعات المطروحة تتمّ دراستها من اللجنة الاستشارية التجارية المشتركة بين البلدين، وتشمل مجالات الإنتاج الصناعي والبنية التحتية والتنقيب ومعالجة المعادن والزراعة وغيرها، وأشار إلى أن سبعة مشروعات بقيمة إجمالية 4.6 مليارات دولار تمّ تنفيذها بالفعل كنتيجة للعمل المشترك بين روسيا والصين.
وقال رئيس الصندوق الروسي، كيريل ديميترييف بهذا الصدد: “نؤمن أنه بفضل النمو الاقتصادي المستقر في روسيا والصين، هناك العديد من الفرص الاستثمارية المربحة في الأسواق المحلية، لكننا نعتقد أن الصفقات الواعدة ستظهر بفضل العلاقات الثنائية”.
وعن العلاقات التجارية تعتبر الصين أكبر شركاء روسيا التجاريين، واستحوذت العام الماضي على 15% من تجارة روسيا الخارجية، وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2017 بنسبة 31.5% مقارنة مع عام 2016، وبلغ 87.4 مليار دولار، منها 39 مليار دولار هي صادرات روسيا إلى الصين، مقابل واردات بقيمة 48.4 مليار دولار.
وفي كلمة خلال الملتقى، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده تولي أهمية كبيرة لكل شريك تجاري يمكن بناء علاقات تعاون مثمرة معه، وأعرب عن أمله في أن تكون اللقاءات في الشرق الأقصى فرصة جيدة لبناء علاقات عمل وثيقة، مضيفاً: إن منطقة الشرق الأقصى ستشكل في المستقبل قاطرة النمو الاقتصادي الروسي.
وأوضح أن منطقة الشرق الأقصى قادرة على المنافسة اقتصادياً مع الأقاليم المجاورة ودول الجوار، داعياً الشركاء الأجانب إلى استخدام طريق البحر الشمالي للنقل، بقوله: “إننا ندعو الشركاء المهتمين لتطوير هذا الشريان الواعد”.
من جانبه، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الصين كانت ولا تزال تعتبر شريكاً نشيطاً في المشاريع الهادفة إلى تطوير الشرق الأقصى الروسي، وأنها أصبحت أكبر مستثمر وشريك تجاري في منطقة الشرق الأقصى الروسي.
وقال بينغ في خطاب ألقاه في المنتدى: “إننا نملك الإمكانيات الجيوغرافية النادرة، إذ إن روسيا والصين جاران قريبان.. كما يوجد لدينا الأساس السياسي الثابت، إذ نعدّ شريكين استراتيجيين شاملين، وتمرّ العلاقات بين الصين وروسيا بأفضل مرحلة في تاريخ تطويرها”، وأضاف: “في عام 2017 تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والشرق الأقصى الروسي مبلغ 7,7 مليارات دولار… وتشارك الصين في أكثر من 30 مشروعاً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والموانئ الحرة في الشرق الأقصى، تتجاوز قيمتها الإجمالية 4 مليارات دولار”.
ودعا شي جين بينغ إلى تحرير وتسهيل التجارة وإنشاء اقتصاد إقليمي مفتوح وخلق حلقة اقتصادية في شمال شرق آسيا، معبّراً عن اعتقاده أن روسيا والصين يجب أن تقوما جنباً إلى جنب بتطبيع العلاقات من أجل الاستقرار والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
بالتوازي، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العلاقات الروسية الأمريكية “مصابة بالتسمّم” في الوقت الراهن، حسب قوله في منتدى للدبلوماسيين الشباب على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي.
وانتقد الوزير الروسي السياسة الأمريكية التي تلجأ إلى تدابير عقابية وإجراءات إجبارية من أجل إلزام غيرها بنهجها ووجهة نظرها، وأضاف: “في العلاقات مع الشركاء أصبح للولايات المتحدة بالفعل شعار دائم: عندما يكون هناك شيء غير صحيح، أعلن على الفور عن عقوبات وتدابير ذات تأثير إجباري”، وأردف قائلاً: “لا أعتقد أنه يمكنك الاعتماد على نجاح مثل هذه السياسة على المدى الطويل”.
وينعقد المنتدى الاقتصادي الشرقي في دورته الرابعة في الحرم الجامعي لجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية، القائم على جزيرة “روسكي” في ضاحية مدينة فلاديفوستوك.