الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

أيمن الدقر مكرّماً في ثقافي ابي رمانة

 

تحت عنوان: “تحية إلى أيمن الدقر” أقامت جمعية شموع السلام بالتعاون مع وزارة الثقافة والتشكيليين من مختلف الأجيال والمشارب ندوة ومعرض -في المركز الثقافي–أبو رمانة، بمشاركة الأديب منذر زريق والفنان موفق مخول بحضور معاون الوزير د. علي المبيض.

وكان البورتريه عنصراً أساسياً بالفعالية إذ اعتمد زريق على البورتريهات التي رسمها التشكيليون عن الدقر خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات على صعيد الكلمة والتشكيل والموقف الحاسم تجاه الوطن، إضافة إلى الشاشة التي عرضت متتالية تصويرية للوحاته التي استُمدت من روح الأساطير ومن دمشق، وومضات من مسيرة حياته العملية وملصقاته السياسية وبعض رسوماته الكاريكاتورية.

وفاء الجيل الجديد

خلال الفعالية قدم د. المبيض مع أعضاء الجمعية درع تكريم للفنان أيمن الدقر، وأثنى المبيض على التشاركية بين الجهة الرسمية وزارة الثقافة وجمعيات المجتمع الأهلي والفنانين لتقديم هذه المبادرة الإيجابية التي تمثل حالة إبداعية بين أجيال الفنّ التشكيلي في “تحية إلى الفنان أيمن الدقر” الذي قدم الكثير خلال سنوات حياته، فالتكريم والشكر من قبل الجيل الجديد الذي يرى مستقبله بهذه الشخصيات الفاعلة يعدّ وفاء وعرفاناً بالجميل وامتداداً لما أسس له، فأعمال الدقر التي كانت مثالاً  لمدارس فنية متعددة لاسيما في المرحلة الأخيرة، توازت مع إبداعه على صعيد الكلمة بامتلاكه القدرة على النقد والتحليل من خلال عمله الصحفي وإغنائه الدراما بنصوصه، ليخلص إلى مواقفه الإنسانية والوطنية والقومية المشرّفة التي توّجت بأعماله الموسوعية التوثيقية.

الكتابات الواخزة

وتحدث زريق عن إبداعه بالفنّ إذ أقام معرضه الأول عام 1967 وهو في المرحلة الإعدادية، ليتوقف عند البورتريه الذي رسمه الراحل ناصر نعساني للدقر وأطلق عليه “مسبع الكارات”، ثم يتحدث زريق عن أيمن الدقر الشاعر والموسيقي الملحن والعازف على آلتي العود والكمان، فلحن وألّف وأخرج مسرحية “سلطان بالذور عام 1975، كما لحن الدقر لمهرجان الأغنية السورية.

ثم توقف زريق عند تجربة الدقر بكتابة السيناريو للدراما التلفزيونية لمسلسل حارة المشرقة، بطولة سلاف فواخرجي إخراج ناجي طعمة، ولحن الشارة الموسيقية”يا سنين لمينا” كلمات حسين حمزة وجاءت بتوزيع سمير كويفاتي، وهي الأغنية ذاتها التي لحنها الدقر لمهرجان الأغنية السورية وغنتها سمر عبد العزيز التي جاءت بتوزيع كويفاتي.

وعرض زريق مجموعة رسومات رسمها ممتاز البحرة لنصوص للأطفال كتبها الدقر، لينتقل إلى خوضه تجربة كتابة النص الإذاعي ” شلة العمر” كتب هذا النصّ بصوت شخصيات واقعية من أصدقائه المقربين بعشر حلقات نُفذت عام 2014.

العمل الموسوعي

وتميز الدقر بكتاباته الصحفية الساخرة الواخزة، كما أنه كان رئيس تحرير مجلة أبيض وأسود، ليتوقف زريق عند عمله كباحث ووصفه بالباحث الدؤوب، وبدا هذا واضحاً بعمله الموسوعي الضخم عن أمريكا اللاتينية الذي وثّق فيه كل ما يتعلق بدولها، إلا أن عمله الموسوعي الكبير” فلسطين اليوم وأمس وغداً” الذي ضم أربعمئة وثيقة تاريخية اتخذ الطابع القومي.

وقام بجهد هائل لإنجاز عمله الموسوعي الذي تناول انعكاسات الحرب الإرهابية على سورية بعنوان” آثار الحرب على سورية” والذي قدمه إلى مؤسسة وثيقة وطن.

مراسم التشكيليين

المنعطف الهام في حياة الدقر هو عمله النقابي إذ شغل منصب نقيب الفنانين التشكيليين عام 1998، وأحدث العديد من الفروع وعمل بإخلاص لمصلحة التشكيليين، ليتوقف زريق عند أجمل ما عمل عليه الدقر بإقامة مراسم التشكيليين في الصالحية التي أطلق عليها القلادة التي نُزعت من صدر دمشق، لينهي زريق هذا المحور بعمل الدقر مع الخبراء الروس في تصميم لوحات التوضع الأرضي لدورة البحر الأبيض المتوسط عام 1987، ومشاركته بلجان كثيرة في وزارة الثقافة والسياحة ومحافظة دمشق والإدارة السياسية.

وذكر زريق أن الدقر خلال عقود عمله الفني لم يقم إلا سبعة معارض فقط كان آخرها عام 1994، ليعقب الدقر بأن السبب هو بيع لوحاته كونها مصدر رزقه الوحيد لذلك لا يوجد لديه العدد الكافي لإقامة معرض، ليقترب الدقر من معاناة أغلب التشكيليين المبدعين من الوضع المالي.

لوحة الدقر

وأشار زريق إلى هوية لوحة الدقر التي نقرأ فيها الشعر والموسيقا ونبحر بعلوم الثقافة وفنونها، ليستشهد بسؤال فاتح المدرس له” لماذا تحب الديك؟؟ فيجيب الدقر: لأنه شرقي مثلي” فيتحدث عن ألوان الديك الحاضرة في لوحاته، وينهي مشاركته بتجربة الدقر مع نزار قباني فكانت دمشق حاضرة بخطوطه ودوائره. ثم قدم زريق بورتريه رسمه عبد الناصر الشعال، وقدمت رندة تفاحة بورتريه رسمته لأستاذها.

الفنان والسياسي

ووصف الفنان موفق مخول أيمن الدقر بالفنان ” الديناميكي” الذي يمثل دمشق  الحضارة والتاريخ والجمال، ليتحدث عن الجانب الإنساني في حياته وعلاقاته الاجتماعية فأوجد جسراً بين اللوحة والمجتمع ككل، ودعم حضور التشكيليين الرواد، ليخلص إلى أنه صنع من اللوحة ابتسامة.

وكانت المحطة الأخيرة مع أصدقائه فتحدث سامر تقي الدين رئيس الجالية السورية في السودان عن مواقف الدقر الحاسمة في المؤتمرات الدولية تجاه وطنه، وتطرقت الإعلامية رجاء الزين إلى دعمه قضايا المرأة، وأشار المخرج عبد المسيح نعمة إلى دقته بتفاصيل نصوصه، ليتحدث الفنان زياد قات عن ارتباط الدقر بهموم الوطن، ومما أثاره أحد الحاضرين هو تجربته بالعمل الطوعي مع مؤسسة أمان لذوي الاحتياجات الخاصة.

ملده شويكاني