الصفحة الاولىصحيفة البعث

تجدد المعارك يغرق طرابلس في الظلام

استؤنفت المعارك بين الفصائل الليبية المتناحرة في جنوب العاصمة طرابلس، ما أدى إلى انقطاع عام للتيار الكهربائي في غرب وجنوب البلاد، بحسب ما أعلنت الشركة العامة للكهرباء.

وعادت المعارك صباح أمس رغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الرابع من أيلول تحت إشراف الأمم المتحدة، وذلك خصوصاً على طريق المطار الدولي لطرابلس الذي دُمّر في 2014 في معارك مشابهة، وأشارت الشركة العامة للكهرباء إلى وقوع أضرار في شبكة التوزيع نتيجة المعارك.

وقالت الشركة في بيان: إن الكهرباء غير منتظمة منذ اندلاع العنف إلا أنها انقطعت منذ الاثنين من طرابلس وحتى الحدود الغربية مع تونس ومنطقة الجبال الغربية وجنوب ليبيا، وتابعت: إن محطة رئيسية لتوزيع الكهرباء تعرّضت للقصف خلال القتال في طرابلس، حيث وقعت معظم الاشتباكات في المنطقة التي كان يوجد بها من قبل مطار طرابلس الدولي والذي دُمّر في معركة أخرى في عام 2014.

ويقع مطار معيتيقة العسكري السابق في شرق العاصمة، وفتح أمام حركة النقل المدني بعد تدمير مطار طرابلس الدولي الواقع جنوب المدينة خلال أحداث 2014.

وأغلق معيتيقة للمرة الأولى في 31 آب بسبب القتال بين الفصائل المسلحة، ثم أعيد فتحه في 7 أيلول.

وتسبب سقوط ثلاثة صواريخ على الأقل الأربعاء الماضي في محيط مطار معيتيقة من دون إحداث إصابات، إلى تعليق الرحلات مجدداً، بحسب ما ذكر مصدر ملاحي.

في سياق متصل أعلن عبد السلام عاشور وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية، تسليم مهمة تأمين مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس، إلى قوات من الأمن المركزي (تابعة للوزارة) بدلاً عن قوة “الردع الخاصة” (تتبع الداخلية أيضاً).

يأتي ذلك في إطار “الترتيبات الأمنية الجديدة” بالعاصمة، وفق عاشور، وبعد ساعات قليلة من تكليف رئيس الحكومة، المعترف بها دولياً، فائز السراج، وزير الداخلية بتشكيل قوة شرطية نظامية لتأمين وحماية المطار.

وقوة “الردع”، هي كتيبة أمنية تتبع وزارة داخلية “الوفاق”، وهي نظامية شكلاً، غير أنها تتألف من مدنيين ومتطوعين، خلافاً لقوات الأمن المركزي.

وقال عاشور، خلال مؤتمر صحفي داخل مطار معيتيقة، مع وكيل وزارة المواصلات بالبلاد هشام بوشكيوات: “بناء على تعليمات الرئيس السراج، نشتغل على إعادة ترتيب القوة الأمنية داخل المطار”، وأضاف: إن ما تقدم يأتي من أجل “العمل وفق المعايير التي تشتغل بها دول العالم، ووفق الخطة المعدة من الإدارة العامة للمنافذ (تابعة لوزارته)”، وتابع: “نحن متواجدون هنا لبعث رسالة بأننا بدأنا في ترتيب قواتنا داخل مطار معيتيقة، وسيتم تأمين المطار من المحيط الداخلي بقوات من الأمن المركزي، نظامية شرطية، وتخضع لإدارة أمن المنافذ”.

وأشار عاشور، إلى أن “قوة فض النزاع (التي شكلها المجلس الرئاسي)، ستكون معنا في نفس إطار تأمين وحماية مطار معيتيقة، لضمان عدم تكرار الاعتداءات عليه”.

من جانبه، قال هشام بوشكيوات، وكيل وزارة المواصلات: إن “إعطاء الإذن بعودة الحركة الجوية لمطار معيتيقة، سيتوقف لحين التأكد من توفر شروط الأمن والسلامة للمسافر”، وأوضح بوشكيوات، بالمؤتمر نفسه، أن “الترتيبات الأمنية لن تأخذ وقتاً طويلاً، وبعدها، نعلن استئناف الحركة من مطار معيتيقة”.

ووفق مراقبين، فإن الترتيبات الأمنية الجديدة ستشمل تغيير جميع الكتائب الأمنية التي تؤمّن مواقع حيوية في طرابلس، والتي لها خلافات مع كتائب أو جهات أخرى.