دراساتصحيفة البعث

حزب العمال سيعطي أصحاب العمل حصصاً مالية في شركاتهم

ترجمة: سلام بدور

عن موقع الغارديان 8/9/2018

تعهد مستشار رئيس حكومة الظل في بريطانيا جون ماكدونيل بفرض تحوّل لا رجعة فيه على الثروة والسلطة، وحسب ماكدونيل فإنه يتعيّن على جميع الشركات الخاصة التي توظّف أكثر من 250 شخصاً أن تنشئ صناديق ملكية تمنح أصحاب العمل حصصاً مالية في شركاتهم وصلاحيات متزايدة، وذلك للتأثير المتبادل على الطريقة التي تُدار فيها الشركات في إطار الخطط الليبرالية التي أعلنها حزب العمال.

كما كشف مستشار الظل جون ماكدونيل في مقابلة مع صحيفة “الابزرفر” عن المقترحات بعيدة المدى التي من شأنها تمكين ملايين العمال في القطاع الخاص، موضحاً أن الأفكار ستكون في قلب حملة حزب العمال لتحقيق المزيد من المساواة من خلال فرض تحوّل لا رجعة فيه في الثروة والسلطة لصالح الشعب العامل، حيث يعتزم ماكدونيل تقديم التشريعات اللازمة في عامه الأول كمستشار، وسيوجز المقترحات الخاصة بحقوق العمال في خطابه أمام مانشستر بعد أن قامت حكومة المحافظين بتمزيق نفسها بسبب الفوضى التي أحدثتها عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتخابات عامة. وإذا حدث ذلك فإن حزب العمال سوف يكون مستعداً مع أكثر البيانات اليسارية في عقود، حيث سيتمّ طرح أفكار جديدة لتعزيز المساواة وتقوية المجتمعات وتحسين الخدمات العامة.

من جهة أخرى فإنه من غير المستغرب أن يرفض ماكدونيل المعتدلين في حزب العمال بمن فيهم توني بلير الذي جادل بأن الناخبين سيكونون في حالة من الرعب إذا كان الاختيار في صندوق الاقتراع بين نشرة يسارية من جيرمي كوربين وماكدونيل، واليمين البديل الموالي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبدلاً من ذلك يجادل ماكدونيل بأنه ليس فقط العاملون، ولكن العديد من الناس من الطبقة الوسطى والأشخاص ذوي الشهادات يتوقون إلى التغيير الحقيقي لأنهم لا يحبون الاتجاه الذي تسير فيه البلاد، ويريدون أن يتعاملوا مع حلول جذرية، إذ يحتاج الحزب من 5- 6% من الأصوات أعلى من رصيده في العام الماضي.

إن توسيع ملكية الموظفين بشكل كبير في الشركات هو بالضبط نوع الفكرة التي يعتقد ماكدونيل أنها ستستأنف على نطاق واسع، وإضافة إلى مكافأة العمال بأجورهم في الشركات الكبيرة فإنهم سيكافؤون بالأسهم التي تسمح لهم بدور الملكية، حيث يستشهد ماكدونيل بتقرير صادر عن معهد أبحاث السياسة العامة نُشر في الأسبوع الماضي والذي طرح أفكاراً لإعطاء ملايين الأشخاص حصة أكبر وصوتاً أكبر في أماكن عملهم مما يعزّز القدرة الإنتاجية والروح المعنوية والحوافز. وقال التقرير إن الهدف سيكون إعطاء الناس حصة من رأس المال ونشر القوة الاقتصادية والسيطرة في الاقتصاد من خلال توسيع حقوق اتخاذ القرار من قبل الموظفين في إدارة الشركات.

ومن النماذج التي يتمّ فحصها تلك التي يتعيّن على الشركات بموجبها وضع نسبة من الأرباح في الصندوق، حيث ستتراكم بمرور الوقت مما يمنح القوى العاملة من خلال ملكيتها للأسهم صوتاً متزايداً في اتخاذ القرارات الأساسية بشأن كيفية تشغيل الشركات وإدارتها. ومن غير الواضح ما إذا كان حزب العمال سيفضّل الموظفين ليصبحوا أعضاء في مجلس الإدارة بما يتماشى مع المساهمة التي جمعوها، ولكن يبدو أن هذا هو الاتجاه السائد.

بالمقابل يعترف ماكدونيل بأن الخلاف في الصف المعادي في الحزب قد أضرّ بالعمالة، لكن لم تكن تلك الحجة الوحيدة التي أفسدت المزاج الصيفي لحزب العمال، فبينما يستعد الحزب لعقد مؤتمره في ليفربول هناك سلسلة من التغييرات المقترحة في القواعد المدعومة من قبل مجموعات حزبية محلية، بما في ذلك التحركات التي من شأنها تسهيل اختيار الأعضاء، ومن هنا يبدو أن ماكدونيل بدأ يشعر بالخطر ويريد تجنّب المزيد من الشعور السيئ، ويقول بأن القواعد الحالية بشأن إعادة انتخاب أعضاء البرلمان جيدة كما هي، وتشير إلى أنه لن يدعم أي تغيير من شأنه أن يثير الحجج أكثر.

يضاف إلى ذلك كله موقف الحزب بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث تزايد الضغط مع نهاية هذا الأسبوع من قبل أعضاء النقابة العمالية لدعم خط أقوى للسوق الموالية للاتحاد الأوروبي، ففي مؤتمر العام الماضي تمّ تجنّب الخلاف الرئيسي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يقول ماكدونيل إنه من الطبيعي أن يكون هناك جدل، مضيفاً: ما جادلنا به هو إجراء انتخابات عامة بعد الفوضى التي أحدثها حزب المحافظين في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلاً إنهم يمزقون أنفسهم وعليهم التنحي جانباً، وفي حال لم نتمكن من إجراء انتخابات عامة فإن جميع الخيارات ستكون مفتوحة، حسب قوله