صحيفة البعثمحليات

التجهيز لتركيب جهاز “المسرع الخطي” ووحدة زرع نقي بداية العام القادم “البيروني الجامعي” يعيد تجميع أدواته ويباشر عمله قبل عمليات الترميم المدعومة بجرعات حكومية

دمشق – حياة عيسى

لطالما كان مشفى البيروني الجامعي خلال فترة الحصار والإرهاب الذي شهدتها المنطقة خندق نار وقف بوجه شظايا قذائف الغدر التي حاولت قطع شريان الحياة لمنع مرضى السرطان من الوصول إلى ملاذهم الوحيد لتلقي العلاج، إلا أنه لم يتوانَ عن الاستمرار بتقديم خدماته لمحتاجيه بالرغم من القذائف التي طالت جزءاً كبيراً من بنيانه وكادره، وأبى إلا أن يكون المؤسسة المدنية الحكومية الأولى التي باشرت عملها بطاقتها الكاملة قبل البدء بعملية الترميم والتأهيل بعد مرحلة التحرير، وهذا ما لمسناه في الجولة الميدانية التي قمنا بها إلى رحاب المشفى، بعدما تم الاتفاق والتنسيق مع كادر المشفى للعودة إلى “حرستا” بعد تحرير المنطقة بالكامل لتخفيف الضغط عن قسم البيروني الموجود في حرم المواساة والذي كان يضم 32 سريراً فقط.

وأشار مدير المشفى الدكتور إيهاب النقري في حديث خاص لـ”البعث” إلى أن المشفى في مرحلته الانتقالية ويعمل بطاقته الكاملة حيث تم دعمه حكومياً من قبل رئيس الحكومة الذي اطلع على عمل المشفى والخراب الذي لحق به والذي قدر بحوالي /300/ مليون ليرة تقريباً، الأمر الذي دفعه لتوجيه وزارة الصحة برفد المشفى بسيارتي إسعاف تم وضعهما في الخدمة مباشرة، وتكليف كل من وزارتي التعليم العالي والإدارة المحلية والبيئة ومحافظة ريف دمشق لإيجاد آلية لتأمين وصول المرضى والمراجعين من مركز المدينة إلى المشفى، إضافة إلى ترميم وتحسين المشهد البصري من خلال زراعة المساحات المتوفرة في ساحات المشفى الخارجية والتي أنجز منها حوالي 70% تقريباً، بالتزامن مع منح مكافآت للعاملين قدرت بحوالي /10/ ملايين ليرة، كما تمت مناقشة موضوع تغيير اسم المشفى ليتم توضيح عمله ولاسيما في المراسلات الخارجية حيث تم اختيار اسم “مشفى سورية الجامعي للأورام” ليصار إلى مناقشته من قبل الجهات المعنية لاتخاذ القرار بالتغيير، ناهيك عن تقديم دعم كبير للمرضى من خلال تركيب جهاز “PET-Scan” أو ما يسمى “البوزترون المقطعي” ليكون ” البيروني” المشفى الحكومي الأول الذي يضم الجهاز آنف الذكر، كون تكلفة الصورة تبلغ حوالي الـ/160- 175/ ألف ليرة، وسيتم رفد المشفى به مطلع العام القادم، إضافة إلى رفده بجهاز مرنان حديث، وإنشاء وحدة زرع نقي، ومطالبة مؤسسة الإسكان بالإسراع بعملية الترميم وإنجاز مركز المعالجة الشعاعية بأسرع وقت ممكن لتجاوز الدمار الكبير الذي لحق به.

وأضاف النقري أنه تمت مناقشة التحديات التي تواجه العمل ولاسيما نظام الحوافز وطبيعة العمل للكوادر الطبية وأعضاء الهيئة التدريسية، والتوجيه لإجراء كتاب بما يلزم ليصار إلى دراسته من قبل الجهات المعنية والتعرف على مدى قانونيته ليدخل ضمن الأطر القانونية للتطبيق، كما تم التطرق إلى ضرورة تأهيل الكوادر البشرية من خلال إجراء المؤتمرات العلمية الداخلية أو الخارجية وحث القائمين عليه على متابعة الندوات العلمية لرفع سوية الخدمة الطبية المقدمة، ووضع خطة تطويرية لعمل المشفى من النواحي الإدارية والطبية والعلاجية، وإنجاز رؤية نوعية لتحفيز الكوادر، ولاسيما بوجود جهود حكومية كبيرة لسد النقص في جرعات العلاج الأساسية نتيجة العقوبات والحصار الاقتصادي الجائر.

ونوه النقري على ضرورة إنشاء أكثر من مركز أورام في المنطقة الشمالية والشرقية لتخفيف العبء عن المشفى ولاسيما أنه يخدم أكثر من 90% من مرضى الأورام بسورية، والمسارعة بإنهاء ترميم مركز المعالجة الشعاعية، لكون “البيروني” ينفرد بتلك المعالجة ما شكل عبئاً كبيراً عليه ووضع المرضى في طابور الدور، وتركيب “المسرع الخطي” الذي أنجز منه حوالي 70% وسيتم إطلاقه بشكل فعلي بداية العام القادم، متابعاً أن المشفى مدعوم حكومياً بشكل ملحوظ من خلال تحمل عبء مليارات الليرات لصالح الأدوية السرطانية، مبيناً أن الميزانية الجارية للعام القادم حددت حوالي أربعة ونصف مليار ليرة منها ملياران ونصف ليرة لبند الأدوية، في حين حددت الميزانية الاستثمارية بحوالي مليار و100 ألف ليرة.

ويشار أنه تم نقل المعالجة الكيمائية، الشعبة الجراحية، الصيدلية، مكتب القبول، من فرع “المزة” ولم يبقَ فيه سوى المعالجة والتشخيص الشعاعي لوجود الأجهزة فيه، ريثما يتم الانتهاء من إنجاز المركز بمشفى البيروني بحرستا.