الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

محمد الركوعي.. صقل اللوحة بالرمل يعزز الديمومة

 

أقيم في صالة لؤي كيال للفنون التشكيلية معرض الفنان محمد الركوعي بعنوان: “جدائل الروح”, ضم 40 لوحة من مختلف الأحجام، وقد جاءت ضمن سياق مضمون واحد, إذ أن اللوحات بدت مرآة لخيال الفنان الخصب القادم من المخيمات الفلسطينية التي يقول أنها مغروسة في آفاق خياله والتي تنسدل على لوحاته بصيرورة وجمالية فنية معبرة. وبلغة التعبيرية رسم الركوعي ووظف الرموز بما يجعلها تنسب للفنان ابن بيئته وصاحب قضية يراها بآفاق خياله وتجعله يعيد قراءتها وينطلق إلى أبعادها  المعنوية بكل حيوية ..

والمرأة لديه افتراضية ورمز مشترك في لوحاته يرى فيها الحياة وفلسطين والأم.. وهي تحمل بوجهها المعاني المنوطة بها، إضافة إلى رموز موزعة وموظفة تخدم الحكائية التي حمّلها لكل لوحة، إذ أن جميع اللوحات في هذا المعرض بدت فصولا مستنسخة لمسرح “فكرة” تدور في خيال الفنان, وهو ما أضفى على المعرض خصوصيته, وقد أوضح قائلا:

“أنا أرسم من وحي خيالي بدون برمجة مسبقة, هناك مخزون من المشاعر ينساب من خلال الريشة على مساحة اللوحات التي اعتبرها لغتي المحببة, وقد اعتمدت تعتيق اللون من خلال مهارة خاصة إذ أنقع قشر الرمان بسائل لعدة أيام لأحصل على لون عبق دافئ هو سمة تعبر عن البعد الزمني للوحة ومعانيها الغارقة في أيام طفولتي بالمخيمات, وأسدلها على الرمل الذي أثبته على اللوحة الخشبية بتقنية خاصة وأصقلها بالألوان لتصبح قادرة على تحدي عوامل السنين للوحة زيتية وهي تجربة مشهودة في الرسم”.

وضمن ذلك نجد الألوان قد جاءت ترابية عابقة بدفء المشهدية المرتبطة بالرموز التراثية والمعاني الإنسانية لحياة ريفية, أما “الإضاءة” فقد جاءت خفية تبرز الأبعاد وتوضح الرموز وتغنيها بصريا.

والفنان محمد الكرعوي من فلسطين, خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق، وله معارض عديدة وجوائز تقديرية ومشاركات عربية ودولية.

رجائي صرصر