الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو: تصرّفات واشنطن في الشرق الأوسط أدّت إلى كوارث عالمية

 

اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الرئيس الأسبق جورج بوش الابن ارتكب “أسوأ خطأ” في تاريخ الولايات المتحدة عندما تدخّل في شؤون منطقة الشرق الأوسط، فيما قالت المتحدّثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن تصرّفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة أدّت إلى كوارث عالمية.

وأضافت زاخاروفا، في تصريح لها أمس على هامش منتدى “بالتيك ويك إند”، “أعتقد أن كيفية تقييم أخطاء الأميركيين شأن أميركي داخلي، لهذا أترك ذلك لعلماء السياسة والخبراء الأميركيين، لكن ما أستطيع أن أقوله هو أن تصرفات الولايات المتحدة في العقود الأخيرة في الشرق الأوسط أدّت إلى كوارث عالمية، وهذا ليس سراً”، مشيرة إلى أن أخطاء الولايات المتحدة هذه “أسوأ من الجرائم”.

وكانت زاخاروفا قالت في وقت سابق: إن إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران ستؤدّي إلى عواقب سلبية طويلة الأمد بما في ذلك على الوضع في الشرق الأوسط.

وفي وقت سابق، قال ترامب في مقابلة مع قناة “هيل تي في” الأمريكية: “أسوأ خطأ ارتكب في تاريخ بلادنا هو الذهاب إلى الشرق الأوسط الذي قام به الرئيس بوش”، وتابع: “قد يكون الرئيس السابق باراك أوباما قام بسحب العسكريين الأمريكيين بطريقة خاطئة، لكن التدخل بالنسبة لي كان أسوأ خطأ في تاريخ بلادنا”.

وردّاً على سؤال لماذا كان ذلك أكبر خطأ برأيه، قال ترامب: “لأننا صرفنا 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط.. 7 تريليونات وحياة ملايين الأشخاص، لأنني أفضّل احتساب الجانبين”.

وكانت رئيسة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا، مارين لوبان، أكدت أن الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية العديد من الأزمات الحالية في العالم، وخاصة في سورية والعراق، مذكّرة بأن تأسيس وتصاعد تنظيم “داعش” الإرهابي يرتبط منذ البداية بالسياسات الخاطئة التي نفذها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في العراق، وأضافت: “إن السياسة الامريكية مدمّرة للعالم كله وهي الأكثر عنفاً”، لافتة إلى القواعد الأمريكية المنتشرة في أكثر من 100 دولة، والتي “تقوم بالغزوات وتنظيم الانقلابات في دول ذات سيادة”.

ويشير مراقبون إلى أن السياسات والمؤامرات الأمريكية أفرزت تنظيم “داعش” الإرهابي، وانطلاقاً من ذلك لا أحد عاقل يصدق كلام واشنطن عن الحرب ضد الإرهاب كونها هي ذاتها الأم الرؤوم لجماعات الإرهاب المنتسب زوراً لدين الإسلام، والوحش الإرهابي الأكثر دموية، الذي قتل الملايين في حروبها ضد الدول والشعوب.

ويضيفون: واشنطن تواصل لعبة تفكيك الدول العربية وإشغالها بحروب تستنزف فيها الثروات العربية لشراء السلاح الأمريكي، ويهلك فيها ما تبقي من قوات جيوش المشرق في حروب مع جماعات إرهاب توالي أمريكا توليدها بانتظام وتحمل أسماء أخرى ما بعد “القاعدة” وما بعد “داعش”، ويشددون على أن أمريكا تحتكر لنفسها حق تحديد مفهوم الإرهاب واختيار التنظيمات الإرهابية التي ترى أنها تستحق محاربتها، وأن يكون المطلوب من باقي دول العالم، خاصة فى الشرق الأوسط، هو التنفيذ فقط، لتركّز على تنظيم بعينه بما يتفق مع المصالح الأمريكية، بغض النظر عن مصالح الدول التي تطالبها بالتحالف معها.