اقتصادصحيفة البعث

أين مرجعية الإعمار..؟

 

يصطدم الواقع العام للعملية الاستثمارية، بعدم وجود مرجعية استثمارية بكل ما تعنيه الكلمة، تكفل تحديد مواقع الاستثمار بأنواعه كافة “صناعي، تجاري، خدمي، سياحي، عقاري.. إلخ”، وبشكل يضمن تصويب مسارات التنمية المستدامة بشكل متوازن ومتوازٍ..!

ويزداد ضغط الحاجة لمثل هذه المرجعية الموحدة بالتزامن مع دخولنا مرحلة الإعمار، وشد بعض الشركات الأجنبية أحزمتها باتجاه الخوض في غمار الأخير، إذ نلاحظ تشتت بوصلة العديد من أصحاب رؤوس الأموال لجهة مراجعة الجهة المعنية بأعمال الإعمار كـ”وزارات الصناعة والاقتصاد والسياحة والنفط، وهيئتي الاستثمار السورية، والاستثمار والتطوير العقاري،…إلخ”، والتي يتقاطع عملها كجهات وصائية على العملية التنموية..!

وإذا ما اعتبرنا أن الإعمار هو العنوان الأبرز لهذه المرحلة، فنجد أنه من الأهمية بمكان إحداث هيئة تخصصية للإعمار، تكون المقصد الرئيسي لكل للمستثمرين القادمين لغاية الإعمار بالذات وتحديداً الرامين منهم لإحداث مشاريع كبيرة وذات أبعاد استراتيجية، على أن تضطلع بكل تفاصيل الإعمار ومتطلباته من الألف إلى الياء، مع لحظ وضع تشريعات عصرية خاصة للمشاريع الحكومية التي يضبطها حالياً قانون العقود رقم 51 لعام 2004، وإمكانية الاستعاضة عنه بعقد الفيديك الإنشائي، والذي يُنظّم سلسلة العمل الإنشائي كاملة، إذ إنه بموجب هذا العقد العالمي هُناك ما يُسمّى بالأوامر التغييرية في حال برزت الحاجة المُلحّة لتغيير موقع ما منوي العمل به أو ظهرت ظروف قاهرة تُعوق العمل.

ولا نغفل في هذا السياق أن الفيديك سلاح ذو حدين، لذلك يتطلب قدراً كبيراً من الكفاءة والنزاهة لتطبيقه، حيث إن هذا النظام يخول المهندس الاستشاري صرف الفروقات فوراً دون الرجوع لأية جهة كانت، ما يقتضي وجود خبرة هندسية هائلة ونزيهة قادرة على اتخاذ القرار المناسب في المكان المناسب، مع الإشارة إلى أن الفيديك هو نظام عقود عامة، وكل دولة تأخذ منه ما يتناسب مع خصوصيتها؛ لذلك لابد من أن يتم التعامل معه وفق ما يتوافق مع الخصوصية السورية.

تجدر الإشارة أخيراً إلى أننا قد لمسنا حقيقة أن ما وزعته هيئة الاستثمار السورية من بروشورات وسيديات خلال الدورة الأخيرة لمعرض دمشق الدولي، يعكس صورة باهتة عن الفرص الاستثمارية في سورية، إذ تحفظ بعض المستثمرين السوريين المغتربين على ما وزعته الهيئة معتبرين أنه يعكس صورة عامة بعيداً عن التفاصيل المغرية للاستثمار، ما دفع بهم بالمحصلة إلى اللجوء لبعض زملائهم المحليين للاستفسار عن جدوى الاستثمار في سورية، وآليات التعاطي مع المستثمر السوري المغترب والأجنبي..!

حسن النابلسي

hasanl@yahoo.com