الصفحة الاولىصحيفة البعث

الصين: التفاوض مع أمريكا مستحيل

 

جدّدت الصين أمس انتقاداتها لواشنطن، وأكدت على لسان نائب وزير التجارة وانغ شوين أنه من المستحيل مواصلة المفاوضات التجارية، التي كانت بدأت في وقت سابق مع الولايات المتحدة، تحت التهديد، وذلك بعد دخول الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ، وأضاف: إن الولايات المتحدة تبنّت للتو قيوداً تجارية كبيرة جديدة، فكيف يمكن إجراء مفاوضات والسيف مسلط على رقبتنا بهذا الشكل، وتابع: إن مثل هذه المفاوضات والمشاورات لن تجري في أجواء من الندية.
خبراء وباحثون في مجال الاقتصاد أوضحوا أن إجمالي الصادرات الصينية السنوية إلى الولايات المتحدة يزيد على 500 مليار دولار مقابل واردات أمريكية إلى الصين تقدّر بنحو 134 مليار دولار، بينما أكد أستاذ الاقتصاد والأعمال في جامعة جورج تاون الأمريكية تشارلز سكوبا أن واشنطن ستتعرّض لخسائر كبيرة بسبب إجراءات ترامب العدائية ضد بكين، مشيراً إلى أن النزاعات التجارية لا تنطبق عليها معادلة “الفوز الخسارة البسيطة”.
مراقبون يرون أن قطاعات أمريكية كثيرة ستتأثر بحرب ترامب العدائية ضد الصين بما فيها قطاع الوظائف، حيث ستلجأ الشركات الأمريكية إلى تقليص الوظائف للتعويض عن خسائرها في الأسواق العالمية، ومن المتوقّع أن يصل عدد الوظائف المتأثرة بالإجراءات الأمريكية إلى 700 ألف وظيفة في الولايات المتحدة. وكان ترامب فرض قبل أشهر في إطار حربه التجارية حول العالم رسوماً بنسبة 25 بالمئة و10 بالمئة على واردات بلاده من منتجات الصلب والألمنيوم من دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك ودول أخرى تحت ذرائع حماية إنتاج شركات بلاده من هاتين المادتين، وهو ما أثار مخاوف جدية من تأثيرات ذلك في الاقتصاد العالمي والأسواق العالمية.
من جانب آخر، أعلنت واشنطن أنها ستبيع تايوان أسلحة بقيمة 330 مليون دولار، في صفقة يتوقّع أن تثير غضب بكين لتزامنها مع بدء سريان الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: إنها وافقت على بيع تايوان قطع غيار وتبديل لطائرات حربية من طرازات “إف-16″ و”إف-5″ و”سي-30” بقيمة إجمالية تصل إلى 330 مليون دولار.
وحسب بيان الخارجية الأمريكية فإن هذه الصفقة “ستساهم في السياسة الخارجية للولايات المتحدة وأمنها القومي عن طريق تحسين القدرات الأمنية والدفاعية لتايوان التي طالما كانت وما زالت قوة مهمة للاستقرار السياسي والتوازن العسكري والتقدم الاقتصادي في المنطقة”.
وأمام الكونغرس مهلة 15 يوماً للاعتراض على هذه الصفقة وتعطيلها، لكن هذا الأمر مستبعد.
ويتزامن الإعلان عن هذه الصفقة ليس فقط مع غمرة الحرب التجارية المتأججة بين واشنطن وبكين، بل يأتي بعد أيام قليلة من فرض الولايات المتحدة عقوبات على الصين لشرائها أسلحة روسية.
وفرضت واشنطن عقوبات مالية محددة الأهداف على وحدة أساسية في وزارة الدفاع الصينية بسبب شراء بكين طائرات روسية مقاتلة من طراز سوخوي (سو-35) في نهاية 2017 ومنظومة الدفاع الروسية المضادة للطيران (400-S) مطلع 2018.
ورفضت بكين العقوبات الأمريكية، مؤكدة أنه لا يحق لواشنطن أن تتدخل في العلاقات “الطبيعية” بين دولتين تتمتعان بالسيادة، ومعتبرة أن هذه العقوبات تشكل “انتهاكاً صارخاً للقواعد الأساسية في العلاقات الدولية” و”دليلاً واضحاً وبسيطاً على سياسة الهيمنة” التي تتبعها واشنطن.
وعلى خلفية التصعيد في حدة التوتر بين الصين وأمريكا، أفادت قنصلية الولايات المتحدة في هونغ كونغ بأن بكين رفضت طلب واشنطن السماح لسفينة حربية أمريكية بدخول ميناء هونغ كونغ.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الصينية، كنغ شوانغ، رداً على سؤال من الصحفيين بشأن الموضوع، أن بكين تنظر دائماً في كل طلب أمريكي بشأن السماح لسفن عسكرية بدخول ميناء هونغ كونغ استناداً إلى مبدأ السيادة وحيثيات الوضع الراهن، وذلك دون تقديم مزيد من التعليقات.
ولم تتخذ بكين خطوات كهذه منذ عام 2016، حين منعت مجموعة سفن حربية أمريكية بقيادة حاملة الطائرات “جون ستينيس” من الرسو في ميناء هونغ كونغ.