دراساتصحيفة البعث

العمال البريطاني .. حملات تشكيك وإقالات !

ترجمة: البعث

عن الغارديان 29/9/2018

ظهرت تبعات المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني الذي عُقد قبل أيام، وكان بمثابة جردة حساب لتصفية المنافسين والمناهضين لسياسة زعيم الحزب جيرمي كوربين. ولعلّ أول تلك التبعات هي خسارة النائب العمالي كريس ليزلي تصويت الثقة من حزبه الانتخابي نوتينغهام الشرق، فقد صوّت الناشطون لتمرير اقتراح حجب الثقة عنه على خلفية تورطه في مؤامرة للإطاحة بـ جيرمي كوربين زعيم الحزب، وانتقاد ما قالوا إنه “محاولاته المتكررة.. لتقويض القيادة”!.

خسارة ليزلي جاءت مباشرة بعد دعوة كوربين إلى ثقافة تسامح أكبر بكثير و”حرية الاختلاف والحوار” في مؤتمر حزب العمل، لكن نشطاء نوتينغهام الشرق هاجموا الاقتراح، متهمين ليزلي مستشار الظل السابق بـ”عدم الولاء والخداع”، وقالوا إنه كان “عائقاً حاداً”، وأنهم كانوا “غير متوافقين” معه باستمرار كمرشح عن حزب العمل. في الواقع وضعت هذه الإقالة أعضاء حزب العمال في ثورة مفتوحة بتغيير قواعد الحزب المدعومة من الاتحاد الأوروبي.

بدورها قالت لويز ريغان، رئيسة حزب العمل في نوتنغهام إيست: لقد مررنا بأغلبية ساحقة بحركة عدم الثقة في النائب كريس ليزلي، وتمّ الاتفاق على أن هذه المعلومات ستتمّ مشاركتها مع الصحافة، ولكننا سنوضح أيضاً أن أعضاء حزب العمال سيخرجون من الحملة في اليوم الوطني للعمل، من أجل بناء الدعم لسياسات العمل والعمل الحكومي.

وكان ليزلي قد قال في وقت سابق إن الإستراتيجية الاقتصادية “الشديدة الانعطاف واليمنى” التي تبنتها قيادة حزب العمال ستسلم المحافظين عقداً آخر على الأقل في السلطة وينتهي بهم الأمر إلى إلحاق الأذى بالفقراء، مع ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، لكن لا تحمل مثل هذه الأصوات أي سلطة رسمية، ويمكن للناشطين إجراء “اقتراع زناد” الذي من شأنه أن يجبر النائب العمالي الذي يتزعمه للتنافس على الاختيار كمرشح للانتخابات العامة.

وقاطع ليزلي وأنصاره الاجتماع وقالوا إنه استهدف بشكل غير عادل، وانتقد الجبهة السابقة وما وصفه بعدم تسامح الآراء المختلفة داخل أقسام الحزب. وقال لقناة “بي بي سي”: “للأسف، لم يعد يتسامح مع بعض الآراء المختلفة في بعض أجزاء حزب العمال”، لكن يجب أن أقيّم آراء بضع عشرات من الناس في هذا الاجتماع مع الآلاف الذين صوتوا لي في الانتخابات الأخيرة.

كما نقلت تشوكا أومونا، التي سبق لها أن حثّت كوربين على “إلغاء الكلاب” التي تستهدف أعضاء حزب العمال، كلمات زعيم الحزب في كلمته أمام المؤتمر يوم الأربعاء الماضي، في إشارة إلى استبعاد المناهضين لسياسة كوربين.

وليس هذا فقط، فقد ألحقت تبعات مؤتمر حزب العمال الضرر ببعض الأحزاب الصغيرة المتحالفة معه، إذ واجه حزب لوتون الجنوبي، وجافين شوكر، وجوان ريان، وعضو البرلمان عن انفيلد نورث، وفرانك فيلد، الذي استقال من الحزب البرلماني في وقت سابق من شهر أيلول، تصويتاً بحجب الثقة من أحزابهم المحلية.