دراساتصحيفة البعث

عضوان في مجلس الأمن متورطان بجرائم ضد الإنسانية

ترجمة: علاء العطار

عن موقع “إنديانا غازيت” 28/9/2018

شغلت أخبار بريت كافانو، ورود روزنشتاين الشارع، لكن فلنتوقف للحظة لنتأمل الجرائم التي تدعمها الولايات المتحدة في اليمن ضد الإنسانية.

لم يذكر دونالد ترامب أياً من ذلك في الأمم المتحدة، لكن أمريكا تساعد في قتل وتشويه وتجويع الأطفال اليمنيين، فهناك ما لا يقل عن 8 ملايين يمني معرضون لخطر الموت جوعاً، لا بسبب ضعف المحاصيل، ولكن بسبب أفعالنا وأفعال حلفائنا، وقد وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأيادينا ملطخة بتلك الدماء.

أصابت قنبلة أمريكية الصنع، صنعتها شركة لوكهيد مارتن، حافلة مدرسية في اليمن الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 51 شخصاً، وفي وقت سابق قتلت القنابل الأمريكية 155 شخصاً ممن كانوا يعزون في جنازة، و97 شخصاً في أحد الأسواق.

ويتغذى الأطفال اليمنيون الجائعون على عجينة حامضة مصنوعة من أوراق الشجر، وحتى من تبقى منهم على قيد الحياة غالباً ما سيصاب بالتقزّم لبقية حياته، جسدياً وذهنياً.

تنطوي العديد من قضايا الأمن العالمية على عمليات موازنة معقّدة، لكن هذا أمر مختلف، فسلوكنا علامة على انعدام الضمير فينا.

قال ديفيد ميليباند، وزير الخارجية البريطاني السابق، والرئيس الحالي للجنة الإنقاذ الدولية التي عادت مؤخراً من اليمن: “إن أزمة اليمن الحالية صنعها الإنسان، فهذه ليست حالة تكون فيها المعاناة الإنسانية ثمن الفوز في الحرب، وليس هنالك من ظافر”.

الولايات المتحدة لا تقصف المدنيين في اليمن بشكل مباشر، ولكنها توفر السلاح والاستخبارات والوقود الجوي لمساعدة السعودية والإمارات في الوقت الذي تمطران فيه اليمن بالغارات الجوية وتدمران اقتصادها وتجوعان شعبها من دون أية أهداف واضحة، وسياستنا الواقعية تبرّر ذلك على هذا الشكل: نحن مستعدون لتجويع أطفال اليمن.

قال كينيث روث، الذي يعمل في مرصد حقوق الإنسان: “لقد جعلت إدارة ترامب من نفسها شريكاً في جرائم حرب منظمة”.

لنكن واضحين: هذه كارثة أخلاقية يُلام عليها الحزبان، فقد بدأت هذه السياسة في عهد الرئيس باراك أوباما، بوجود ضمانات، ثم ضاعف ترامب الجهود وأزال الضمانات.

وقال روبرت مالي، وهو مساعد سابق لأوباما، اعترف بالأخطاء التي ارتكبتها الإدارة في اليمن والتي زاد ترامب من خطورتها، لقد أدّت الحرب في اليمن اليوم إلى أسوأ كارثة إنسانية على مستوى العالم، وكونه يعمل الآن رئيساً للفريق الدولي المعنيّ بالأزمات، وهي منظمة غير ربحية تعمل على منع نشوب نزاعات، أضاف مالي: “من خلال أعمالنا وتقاعسنا، تبيّن أننا متواطئون حتماً في ذلك”.

أعلم أن كل الأنظار تركز على ترامب وعلى ما يحدث في البيت الأبيض، لكننا لا نستطيع السماح لترامب أن يحوّل الانتباه عن قضايا تتعلق بالحياة أو الموت، لا يمكن السماح لترامب بإخفاء مأساة عالمية.

لم تُثر المذبحة في اليمن مزيداً من الغضب، لأن السعوديين يستخدمون الحصار لمنع الصحفيين من الدخول، لعامين وأنا أحاول الدخول، لكن السعوديين يمنعون منظمات الإغاثة من أخذي في رحلات الإغاثة الجوية.

ويبدو أن ولي العهد السعودي يفضّل المجاعة والدولة الفاشلة في اليمن على تقديم تنازلات، وكلما زوّدناه بمزيد من الأسلحة طالت فترة المعاناة، علينا أن نستخدم نفوذنا للجم السعوديين، وليس التهليل لهم.

يحاول بعض أعضاء الكونغرس وقف هذه الفظائع، وهذا أمر يُحسب لهم، وبُذلت جهود من الحزبين في مجلس الشيوخ هذا العام، بقيادة كريس ميرفي ومايك لي، للحدّ من بيع الأسلحة للسعودية بسبب الحرب اليمنية، وحقّق نتائج مدهشة، حيث حصل على 44 صوتاً، كما أن هناك جهوداً جديدة تُبذل كذلك.

وتجمع زعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأدلوا ببيانات حول الأهداف العالمية لعالم أفضل، لكن الجمعية تنضح بالنفاق، فهذه الولايات المتحدة وبريطانيا تساعدان السعودية على ارتكاب جرائم حرب في اليمن دون أي رادع.

إنه لأمر مثير للشفقة: عضوان من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي متورطان في جرائم ضد الإنسانية.

ينفجر العديد من الأمريكيين في كل مرة يكذب فيها ترامب أو يغرد فيها بتعليقات لا عذر لها، أرجوكم ثوروا، ولكن أيضاً وفروا هذا الغضب لشيء أكثر وحشية، لأن الطريقة التي نساهم بها في تجويع الأطفال تفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم!!.