الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

في تأبين  فايز زهر الدين.. مدرسة موسيقية مهمة

“جميل هو الوفاء من معهد صلحي الوادي الذي أقام هذا الحفل بجهد مديره فادي عطية، وليس غريباً ذلك عليه وعلى معهد سمّى واحدة من قاعاته الدراسية باسم الراحل  فايز زهر الدين لأنه معهدٌ محترفٌ للوفاء كما للموسيقى، كيف لا وهو يحمل وفاءً اسم مؤسسه صلحي الوادي الذي غاب ولكن أثره باقٍ بيننا وهو الذي زرع المحبة والجمال والموسيقا في قلوب الناس، وبرحيله خسرت الحركة الموسيقية السورية صاحب فضل على الموسيقيين السوريين” بهذه الكلمات ختم الإعلامي أمجد طعمة تقديمه لحفل تأبين عازف العود الموسيقي فايز زهر الدين الذي أقيم مؤخراً في مكتبة الأسد الوطنية.

وبيّن مدير المعاهد الموسيقية والباليه محمد زغلول أن الراحل قامة وطنية وفنية ومدرسة موسيقية مهمة لتعليم العزف على العود، وكان له الفضل في تأسيس معهد صلحي الوادي وصفِّ العود فيه، مؤكداً أنه غادرَنا جسداً وسيبقى موجوداً في قلوبنا من خلال طلابه وهو الذي لم يبخل يوماً عليهم لا من علمه ولا من محبته، فكان مثال الفنان الملتزم الذي نفخر به جميعنا .

وأشار مدير معهد صلحي الوادي فادي عطية إلى أن الراحل انتقل من مدينة السويداء وسقى دمشق بموسيقاه التي انتشرت في أنحاء سورية.. وعلى الصعيد الدولي كتب بعض المناهج للجامعات الأميركية وهو الذي كان أستاذاً في معهد صلحي الوادي والمعهد العالي ومن صفوفه انطلق عازفون نحو العالم ينشرون الموسيقا والمحبة.

وأكد مدير المعهد العالي للموسيقا أندريه معلولي أن ما يرزح في القلب اتجاه الراحل أبلغ من الكلمات إذ ظل الراحل الموسيقي المتواضع  فكان تواضعه متوافقاً مع الموسيقا التي كان يقدمها، مؤكداً أن زهر الدين رحل ولكن ذكراه ستبقى بما قدمه لأجيال عديدة من الموسيقيين.

كما تحدثت ديمة موازيني عن الراحل وبصماته الإبداعية التي تركها في طلابه بمعهد صلحي الوادي الذين أصبحوا عازفين مبدعين على آلة العود، مشيرة إلى أنه كان شخصاً لطيفاً مع طلابه، فكان قريباً من الأطفال، يرعى مواهبهم بمحبة ويقدم ملاحظاته، وهي اليوم لا تنسى قطع السكر التي كان يضعها في جيبه ليقدمها لطلابه والتي كان لها كبير الأثر عليهم إنسانياً وموسيقياً. وخُتِم التأبين بكلمة لآل الفقيد ألقاها ابن عمه القاضي ربيع زهر الدين، مشيراً فيها لمناقب الراحل الكثيرة كموسيقار كبير كان يتمتع بحسٍّ قومي وإنساني ينشر محبته أينما وجِد عبر موسيقاه وحبه الكبير لآلة العود، فكان مربياً كبيراً لأجيال من الموسيقيين وقد رحل وهو لا يحب الأضواء والشهرة فعمل وقدم الكثير بصمت وتواضع، شاكراً وزارة الثقافة ومعهد صلحي الوادي على ما بذلوه لتقديم حفل تأبين يليق به وبما قدمه. وقدم في الحفل فيلم قصير تناول مسيرة الراحل الفنية والإنسانية، كما شارك طلاب معهد صلحي الوادي: صلاح قباني–حلا باشا-فايز فروج-آدم أبو الخير بتقديم مقطوعات موسيقية على آلة العود التي عشقها الراحل، في حين شارك طلاب المعهد العالي للموسيقا بوصلة غناء من تراث السويداء قدمتها لبنى نفاع غناءً.

أمينة عباس