صحيفة البعثمحليات

مطحنة طرطوس تنجح بتجربة إنتاج “التورب” وتنتظر إجراءات التعميم

 

 

 

طرطوس – رشا سليمان
نجحت تجارب مطحنة طرطوس في إنتاج السماد العضوي “التورب” من نواتج غربلة وتنظيف الأقماح، ولاقت استحساناً واهتماماً كبيراً أثناء عرضها في معرض دمشق الدولي، لما أظهرته من نتائج في الإنبات بسرعة قياسية مقارنة بالتورب المستورد، وإذا ما تم اعتمادها وتعميمها في أنحاء البلاد فإنها ستوفر الكثير من الجهد في استيرادها والمال اللازم لذلك.
ويبيّن م. حسان صالح صاحب الفكرة ورئيس قسم التصويل واسقبال الأقماح في مطحنة طرطوس لـ”البعث” أنه لحظ عند رمي نواتج غربلة الأقماح أو حرقها في عام 2011 والناتجة عن غربلة /3.7/ ملايين طن، وبلغت نسبة نواتج تنظيفها حوالي (2- 3) بالألف أي ما يساوي حوالي /10/ آلاف طن من هذه النواتج، إن هذه المادة فيها ميزات معينة من حيث البنية المكرونية الصغيرة وأنواع الأتربة بالإضافة إلى قشور وسنابل وقش، وهذه المواد غنية بالسليلوز، وغالباً ما تكون نظيفة ومعقمة نتيجة المواد المضافة للقمح، ما شجعه على تخمير هذه المواد وتحويلها إلى تورب، وبعد ذلك تم رفع كتاب إلى الإدارة وجاء الرد بتشكيل لجنة قامت بزيارات ميدانية بشكل أسبوعي لمتابعة العمل.
وعن طريقة التخمير التي قام بها م. حسان صالح يضيف تم استقدام حوالي /10/ أطنان، وتم البدء بإعادة التخمير من خلال تقليب وترطيب هذه المادة، وإضافة سلالات ميكروبية تقوم بتفكيك هذه المواد وتحويلها إلى “دبال” وتم إجراء عدد من التحاليل المخبرية بالتعاون مع البحوث العلمية الزراعية لمعرفة المرحلة التي وصل إليها التخمر، بالإضافة إلى مدى غنى هذه المادة، وبعد حوالي شهر ونصف من بدء التجربة تبيّن أن نسبة المادة العضوية بلغت حوالي 20% وهي غنية ب NPK (الآزوت، فوسفور، بوتاسيوم) وكانت الفكرة أن يتم استخدام هذه المادة العضوية في إنبات المشاتل وعادة ما يتم استيرادها من السوق الأوروبية وتدعى (Petmoss)، وهي مادة فقيرة بالغذاء ولكنها تحتفظ بالماء بشكل جيد ويستخدمها المزارعون لإنبات الشتول ولكن مشكلة هذه المادة أنه غالباً ما تكون حاملة للأمراض، إضافة إلى أن سعرها مرتفع وسعر الكيلو غرام الواحد منها (400- 500) ليرة، وأمل صالح من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك “المؤسسة العامة للمطاحن” تبني المشروع والاستفادة من هذه المادة وتعويض الخسائر الناتجة عن رميها لأنها مدفوعة الثمن مسبقاً، ورفد المؤسسة بمصدر دعم مادي آخر، وفي حال رغبة الحكومة باستثمار المواد الأخرى والمتبقيات النباتية وكل المواد العضوية عليها إنشاء مؤسسات مستقلة بهذا الغرض وتفعيل دور وزارة البيئة للحفاظ على الوطن أخضر.
وأوضح م. إبراهيم الباز مدير مطحنة طرطوس أن المطحنة تبنّت الأفكار المقدمة وخاطبت الإدارة العامة من أجل إجراء التجربة التي بدورها خاطبت الوزارة وكانت الردود إيجابية، وتم البدء بالتجربة وقدمت مطحنة طرطوس كافة المستلزمات لإجرائها وبعد حوالي 3 أشهر من العمل نجحت التجربة، وتتم حالياً معالجة كافة الأمور مع اللجنة من أجل الاستفادة وتعميم التجربة على مستوى القطر، ولفت صالح إلى وجود كمية /7/ أطنان من التورب بمواصفات عالية وقياسية يمكن بيعها لتعود بجدوى اقتصادية وترفد عمل المؤسسة، وعن الفوائد التي حققها المنتج الجديد أكد أنه يغني عن استيراد المادة من الخارج والاستفادة عوضاً عنها بمادة عضوية تفيد التربة وتحقق أرباحاً مادية، وأمل بدوره اعتماد التجربة من قبل الجهات المعنية والاستفادة من المخلفات المهدورة.