اقتصادصحيفة البعث

البحوث العلمية الزراعية تبحث عمن يتبناها.. دعـــــوات لإعـــــادة هــنـدســــــة الهـيــئــة تـنـظـيــمـيــاً وإداريــــاً

 

دمشق– محمد زكريا
تصطدم الأبحاث التي تعمل عليها الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بإشكالية عدم ترجمتها على أرض الواقع وتوظيفها استثمارياً, وذلك بسبب إحجام المستثمرين الحقيقيين عن هذه الأبحاث نتيجة هشاشة أنشطة الهيئة بتسويق أبحاثها، إذ يؤكد أحد خبراء الهيئة ضعف أثر أنشطة البحث العلمي الزراعي كونها منغلقة على ذاتها، ما أدى إلى تدني تفاعل المستثمرين مع ما تقوم به الهيئة من أبحاث، مبيناً أن عملية الاستثمار الفعال والهادف في هذا الجانب ترتكز على إعادة هندسة البحث العلمي الزراعي خاصة على الأصعدة البنيوية والتنظيمية والإدارية بحيث يتم تفعيل رأس مالها البشري والمعرفي في إطار مؤسساتي سليم ووفق توجهات هادفة وواضحة وقادرة على التفاعل الإيجابي في ما بين المفاصل الرئيسية للهيئة.

ريعية اقتصادية
رئيس قسم النبات بالهيئة الدكتور وسيم محسن أكد على ضرورة لاستثمار في البحث العلمي الزراعي ولاسيما في ظل تمكن الهيئة من تقديم الدراسات العلمية الزراعية لكثير من الأعشاب ذات الفائدة الاقتصادية، ومنها أعشاب الستيفيا على سبيل المثال لا الحصر، إذ يعتبر هذا النبات من النباتات الاقتصادية بامتياز وهو عبارة عن أوراق نباتية خضراء اللون تحتوي على مادة السكر الحلو الذي يدخل في تصنيع المربيات- اللبن- الآيس كريم- الشاي- معاجين الأسنان- أغذية الحميات- الأطعمة المالحة- الأغذية ذات الطعم اللاذع، ويستخدم أيضاً كحبوب للتحلية وغيرها، مبيناً أنه ريعية اقتصادية عالية خاصة في حال التوسع بزراعته، واستغلال وحدة المساحة من الناحية الإنتاجية والاقتصادية بالمقارنة مع زراعة الشوندر السكري، مشيراً إلى أنه يمكن تصنيفه ضمن قائمة النباتات المعدة للتصدير لما يحققه من عوائد مالية كبيرة، ولاسيما أنه غير موجود في دول الجوار وهو مطلوب في الخارج بكثرة، حيث يتطلب هذا النبات حرارة بين 15- 38 درجة مئوية ورطوبة نسبية جيدة، ومع ذلك للأسف هذا النبات لم يتم استثماره من قبل أي من المستثمرين!.
الجانب الاستثماري
مدير عام الهيئة الدكتورة ماجدة محمد مفلح بيّنت أن الهيئة بصدد الاعتماد على الجانب الاستثماري لمشاريعها ولاسيما في الأبحاث ذات المردود الجيد والتي تحقق جدوى اقتصادية، مشيرة إلى أن ما يصرف على الجانب الاستثماري في الهيئة يصل إلى 2.7 مليار ليرة سورية سنوياً، ويتم التعامل وفق الإمكانيات المتاحة، مشيرة إلى أن غالبية المراكز التابعة للهيئة في المحافظات تعرضت للتدمير والسرقة وأن الهيئة استطاعت أن تعيد أجهزة مخابرها في الغوطة والمقدر ثمنها بـ15 مليار ليرة سورية، موضحة أن الهيئة تسعى إلى إعادة تفعيل محطات الهيئة البحثية في كل سورية ورفد هذه المحطات بالمخابر والأجهزة والتقانات الحديثة.

استنباط
وفي الجانب العلمي البحثي لعمل الهيئة، أكدت مفلح أن الهيئة تعمل على استنباط أصناف محاصيل جديدة عالية الإنتاج ومتحملة للإجهادات الإحيائية واللا إحيائية ومتحملة للجفاف والمحافظة على الأصول الوراثية والموارد الطبيعية، ويتم من خلال فريق الباحثين في الهيئة العمل على المحافظة على السلالات المحلية للعروق الحيوانية وتحسينها وتوزيع المحسن منها لمربي الثروة الحيوانية، مبيّنة أن هناك ترابطاً وثيقاً بين عمل الهيئة والكثير من المنظمات المحلية والعربية، منها هيئة الاستشعار عن بعد وهيئة الطاقة الذرية ومنظمة أكساد وإيكاردا، إضافة إلى التواصل المستمر مع الجامعات الخاصة من خلال طلاب الدراسات العليا والأبحاث المشتركة.
وبيّنت أهم الأعمال التي قامت بها الهيئة خلال الفترة الحالية هو اعتماد الطراز S2و BوH 1 كأصول تفاح منتخبة محلياً، واعتماد نشر 10 أصناف من التفاح المدروس في المناطق البيئية المناسبة لها في سورية، وقسمت إلى مجموعات: (صنف مبكر وصنفان متوسط التبكير وخمسة أصناف متأخرة وصنفان متأخران جداً بالنضج)، وتتمتع بصفات كمية ونوعية مميزة، إضافة إلى خصائصها التسويقية التي تجعل منها منافساً جيداً في الأسواق المحلية والإقليمية.