الصفحة الاولىصحيفة البعث

تجدد المظاهرات في فرنسا احتجاجاً على سياسات ماكرون

 

للمرة الثانية عشرة منذ وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى كرسي الإليزيه، شهدت عدة مدن فرنسية، أمس، مظاهرات دعت لها النقابات العمالية، وعلى رأسها “الكونفدرالية العامة للشغل” و”قوة العمل”، احتجاجاً على “النموذج الاجتماعي” الذي طرحه رئيس البلاد.
وهذه المظاهرات العمالية الكبرى، التي جابت مدن باريس وليون ومرسليا، تأتي متزامنة مع اضطرابات تعيشها حكومة ماكرون من استقالات واهتزاز في الحزب الذي يقوده، الأمر الذي عدّه الكثير من المتابعين أن الآمال والوعود التي كان ماكرون طرحها خلال الحملات الانتخابية قد تتلاشى بسبب الشخصية المهزوزة للرئيس، وعدم قدرته على التعامل مع قضايا الدولة الكبرى.
هذا وتحاول النقابات العمالية الضغط على سياسة الحكومة والمتعلقة بالإصلاحات الاجتماعية الجاري العمل عليها، مثل التعديلات التي سوف تمس منظومة التقاعد والتأمين ضد البطالة.
وتقف “الكونفدرالية العامة للشغل” (سي جي تي) وراء الدعوة إلى التحرّك الاحتجاجي الجديد، والذي تمّ الشروع في التحضير له منذ نهاية آب، إلى جانب “الاتحاد الوطني للطلبة في فرنسا” و”الفدرالية المستقلة الديمقراطية لطلبة الثانويات” و”الاتحاد الوطني لطلبة الثانويات”.
وتشترك هذه النقابات في موقفها المعارض لإصلاحات ماكرون وسياساته، التي تمس بحسبهم بالشرائح الضعيفة في المجتمع الفرنسي، وتضر أيضاً بمبدأ التضامن والعدالة الاجتماعيين في البلاد.
وتحاول النقابات العمالية الضغط على سياسة الحكومة الفرنسية والمتعلقة بالإصلاحات الاجتماعية الجاري العمل عليها، مثل التعديلات التي سوف تمس منظومة التقاعد والتأمين ضد البطالة، وفي هذا الشأن تثير عملية إعادة تقييم منظومة المعاشات، استياء النقابات، والتي ترى أنه ضعيف جداً ومجحف في حق هذه الشريحة من المجتمع الفرنسي.
من جهتها، تتظاهر نقابات طلبة المدارس الثانوية ضد ما تعتبره “تخلي السلطات” عن شريحة من الطلبة تواجه صعوبات جمة في التسجيل بالجامعات بعد الحصول على شهادة البكالوريا، بسبب دخول نظام “باركورسيب” المثير للجدل حيز التنفيذ في 2018، بدلاً عن النظام السابق للقبول في الدراسات العليا. وكان 64% الفرنسيون قد أكدوا خلال الفترة الماضية، عبر استطلاع للرأي الأوروبي، أن ماكرون لن  يكون قادراً على “إحداث تقدّم كبير بشأن الأداء والتوجّه السياسي لفرنسا في الاتحاد الأوروبي”. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه شعبية الرئيس الفرنسي تدهوراً مطرداً منذ انتخابه رئيساً لفرنسا في السابع من أيار العام الماضي نتيجة للفشل الذريع الذي واجهته سياساته على مختلف الصعد الداخلية والخارجية.‏