رياضةصحيفة البعث

لو كان المدرب وطنياً؟!

 

 

 

 

كثيرة هي إشارات الاستفهام التي ارتسمت حول خيارات مدرب منتخبنا الكروي، وتبريراته التي ساقها خلال مؤتمره الصحفي الأخير، لكن الإشارة الأكبر ليست إلى المدرب “الأجنبي”، بل إلى المدافعين عنه والمطبلين له فقط لكونه “فرنجياً”.
لو افترضنا أن من يدرب المنتخب اليوم هو مدرب وطني، فهل كان هناك أحد سيدافع عن اختياراته، أو سيجد له عذراً أو مبرراً، وللتذكير فإن مدرب منتخبنا السابق أيمن حكيم تعرّض لسيل جارف من الانتقادات، وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لأنه لم يشرك المحترف غابرييل سومي في مباراة ملحق المونديال، رغم أن اللاعب لم يكن يحفظ أسماء زملائه، ولم يدخل لأجواء الفريق إلا قبل أيام قليلة.
فكيف يمكن تفسير ظاهرة الدفاع عن الأجنبي مع إبعاده لأحسن لاعبين في سورية خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل في خطي الهجوم والدفاع، واعتباره صاحب فكر وشخصية!.
وأسوأ ما في الأمر أن معايير الاستبعاد والضم للمنتخب ليست موحدة، بل مطبقة وفق معايير تخص شخص المدرب، وليست وفق الاختيارات الفنية، والجميع يدرك ذلك، وفي قصة الخطيب ومعسكر النمسا أكبر دليل، وهذا الأمر لم يكن ليسمح به لأي مدرب وطني، لا من اتحاد، ولا من صحافة، ولا من جمهور رياضي، وهنا لن نغوص كثيراً في صفحات التاريخ، بل يكفي أن نذكر أن المدرب الأجنبي قادنا لخسارة “مميزة” أمام قيرغزستان دون أن نسمع كلمة عن أخطائه الفادحة فيما يقال مع فوزه على الصين، وتعادله مع استراليا وإيران.
نحن اليوم أمام أفضل جيل كروي مر على سورية، ومن الواضح أنه لن يتكرر في قادم المستقبل، لذلك يجب الاستفادة منه في الحدث الآسيوي القادم، وترك الحبل على الغارب للمدرب الأجنبي دون نقاش سيجعلنا نندم، وإن كان مدرباً “أجنبياً” فلدينا من المدربين من يفوقه خبرة ونتائج، لكن الظروف لم تهيّأ لهم، ولم يمنحوا الفرصة لإثبات قدرتهم.
مؤيد البش