الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

نزار عمران يقدم تجربة جديدة للتأليف

 

 

الجمهور الكبير والمحبّ لعازف الترومبيت العالمي نزار عمران في أمسيته على مسرح الأوبرا ضمن مهرجان العزف المنفرد بمشاركة عازف الغيتار جورج مالك، كان ردّاً على بعض المنتقدين شرقنة هذه الآلة النحاسية الغربية لعزف الألحان الشرقية بصوتها الضخم، فكثيرون أصبحوا شغوفين بالإصغاء إلى نغمات ألحانها الشرقية بعزف العالمي نزار عمران لاسيما للألحان التي سكنت الأعماق وبقيت بالذاكرة، بدا هذا واضحاً بألحان أغنية فيروز ألحان إلياس الرحباني “كان عنّا طاحون”، وكذلك بلحن”يافجر لما تطل” ألحان مصطفى كردية، ليبدو تأثرهم باللحن الصوفي”إلهي” المبني على خصوصية اللحن التراثي القديم.
جمالية الأمسية بالإصغاء إلى تجارب عمران بالتأليف الموسيقي لهذه الآلة كما في” عتب محبة” التي تخللها صولو الغيتار واتسم اللحن بإيقاع الموسيقا الحيوية الفرحة، وتابع عمران عزف مقطوعاته التي ألّفها “في البحث عن” التي تميزت بالأبعاد الهارمونية للصوت، لينتقل إلى”بس تجي بتشوف” وربما يشعر المتلقي بتقاطعات وقواسم مشتركة لكن تبقى لكل مقطوعة خصوصيتها في الموسيقا الدرامية التي بدت واضحة في عزف عمران مقطوعة ألّفها طالبه- أحمد علي- بعنوان “ترومبيت عتيق” وتسرد حكاية حلم فبدأت بنغمات الغيتار ثم بتصاعد ألحان الترومبيت وصولاً إلى القفلة المرتفعة إشارة إلى تحقيق الحلم الذي كان يحلم به أحمد علي المتأثر بأستاذه، وبذلك يكون نزار عمران قدم تجربة جديدة للتأليف الموسيقي من قبل أحد طلاب المعهد.
وبيّن عمران أن تأليف مقطوعة موسيقية من قبل طالب يعزفها أستاذه تقليد متبع عالمياً ومتعارف عليه، بأن يبدأ الطالب بتأليف مقطوعة ثم سوناتا ثم كونشيرتو لتعزف مع الأوركسترا، ووصف هذه المبادرة بحالة إيجابية تؤدي إلى حضور التأليف الموسيقي السوري ولو بإمكانات بسيطة لتتطور هذه المحاولات، وبعد عشر سنوات سنرى أعمالاً ذات طابع جيد وعميق، كما أشاد بدور العازف جورج مالك بإضفاء البعد الهارموني لجميع المقطوعات.
ملده شويكاني