الصفحة الاولىصحيفة البعث

صحف بريطانية: السعودية امبراطورية للشر.. وابن سلمان طاغية دولي

 

 

كشفت مصادر متطابقة تابعة للنظام التركي، أمس، عناصر تدعم فرضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك بعد دخوله إلى قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول الأسبوع الماضي، أو اغتياله من قبل النظام السعودي، فيما أكدت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن السعودية أصبحت امبراطورية للشر ومكاناً مظلماً بشكل غريب، وقالت: “إن على البريطانيين التقدميين أن يشجبوا حكام السعودية بنفس الشدة التي يشجبون بها حكومة “إسرائيل””، مضيفة: إن السجون فيها باتت تضم أعداداً كبيرة من الصحفيين والأكاديميين ونشطاء سياسيين ونسويين تفوق أي وقت مضى.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان بات طاغية دولياً له تاريخ حافل في قمع المعارضة في بلاده، وخير مثال على ذلك رد فعله على مطالبة كندا بالإفراج عن ناشطة معارضة، حيث طرد السفير الكندي، واستدعى آلاف الطلاب ومئات الأطباء من كندا، لافتة إلى أن الإصلاحات التي ادعى ابن سلمان القيام بها ما هي الا محاولة لحجب أنشطة القمع والمراقبة المتزايدة التي يمارسها، وأوضحت أن ابن سلمان يعتقد أن الاعتماد على النفط سيجعل العالم كله ينحني له، وأغلب زعماء العالم يؤكدون له هذه التخيّلات، فيما تعتبر الحكومة البريطانية والأمريكية من أكثر المتذللين له.
من جانبها قالت صحيفة فايننشال تايمز: إن النظام السعودي له تاريخ طويل في قمع المعارضة، وإن الحملات القمعية داخل وخارج السعودية تزيد في ظل وجود ولي العهد الحالي محمد بن سلمان، وأشارت إلى أنه إذا ثبت مقتل الصحفي جمال خاشقجي، فإن هذا يظهر استعداداً خطيراً لدى ابن سلمان لازدراء القانون الدولي، مشددة على أنه في غياب تفسير الرياض عن اختفائه، فإن الاستنتاج هو أن محمد بن سلمان يعتقد أن بإمكانه التصرّف دون عقوبة، ولا بد من بذل جهد دولي مشترك لإثبات العكس.
ولفتت الصحيفة الى أن مواقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب ساعدت ابن سلمان في اكتساب الجرأة لتكثيف حملته ضد الصحفيين والمدونين وحتى العديد من أفراد أسرته.
ويشن النظام السعود حملة قمعية ضد كل من يظهر أي معارضة لسياساته، شملت حتى أفراداً من العائلة الحاكمة ومشايخ وكتاباً وصحفيين، حتى من المحسوبين عليه، والذين كانوا من المروّجين لسياساته ومغامراته العدوانية ضد دول المنطقة.
في الأثناء، بثت قناة “24 تي في” التركية أول مشاهد من كاميرا فيديو المراقبة تظهر خصوصاً دخول خاشقجي وفريق سعودي إلى القنصلية، وتظهر حافلة صغيرة تدخل إلى القنصلية ثم تخرج منها، وتتوجّه بعد ذلك إلى منزل القنصل القريب من مبنى القنصلية.
وقال رئيس تحرير صحيفة أقسام التركية مراد كليكتلي أوغلو خلال عرض هذه المشاهد: “إنه من المؤكد أن خاشقجي نقل على متن هذه الحافلة الصغيرة حياً أو ميتاً”، ويدرس المحققون حالياً مضمون 150 كاميرا لإيجاد أي تفاصيل حول اختفاء خاشجقي.
إلى ذلك، نشرت صحيفة صباح التركية أسماء وصور 15 رجلاً أكدت أنهم فريق الاغتيال، بينهم رجل يدعى صلاح محمد الطبيقي، واسمه مطابق لاسم ضابط كبير في دائرة الطب الشرعي التابعة للنظام السعودي.
ونشر فيديو من كاميرات المراقبة في القنصلية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي محطات تلفزة تركية لما قيل إنه لـ “فرقة الاغتيال السعودية” منذ وصولهم لتركيا، مروراً بدخول خاشقجي إليها.. وحتى مغادرتهم وإنهاء العملية. كما نَقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤول كبير في النظام التركي قوله: “إنَ كبار المسؤولين الأمنيين في تركيا توصّلوا إلى أن خاشقجي اغتيل في قنصلية بلاده في اسطنبول بناء على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي”، فيما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” “أن الاستخبارات الأميركية اعترضت اتصالات لمسؤولين سعوديين يبحثون خطة لاعتقال خاشقجي”.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية: إنها لا تعرف حقيقة ما حدث لخاشقجي، فيما أكد السيناتور الأميركي بوب كوركر، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن كل شيء يشير اليوم إلى “أن الصحفي السعودي والمقيم القانوني في الولايات المتحدة جمال خاشقجي قد قُتل الأسبوع الماضي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول”، وأضاف: “إن رأيه قد أعيد تأكيده بعد الاطلاع على معلومات استخبارية سرية من داخل منطقة آمنة في الكابيتول “مقر الكونغرس” عن اختفاء خاشقجي، أحد المساهمين في صحيفة “واشنطن بوست” والناقد العنيف للنظام السعودي”.
وأردف كوركر، وهو منتقد صريح للسعودية، “إنه تحدّث مؤخراً مع السفير السعودي في الولايات المتحدة، الذي أخبره أن فيديو المراقبة خارج القنصلية فقط هو الذي لا يتم تسجيله”، وأضاف: “لم أسمع أبداً عن نظام أمني من هذا القبيل. كان من الصعب عليّ تصديق ذلك، وشاركت ذلك معه، وقال: (حسناً، كان الأمر يعمل بشكل خاطئ وكان بثاً مباشراً فقط). وهكذا يبدو لي أن الأمر يشبه إلى حد كبير حدوث بعض الأنشطة الشائنة من جانبهم، لكنني لا أريد أن أهرع إلى الحكم. يجب عليهم اكتشاف طريقة، إذا لم يكن ذلك صحيحاً، تُظهر أنه غادر السفارة “القنصلية” بعد دخوله”.
وفي حين حصلت صحيفة واشنطن بوست على لقطة تظهر على ما يبدو خاشقجي، وهو يسير إلى داخل القنصلية الثلاثاء الماضي، نفى مسؤولون سعوديون تقارير عن وفاته، وأكّدوا أنه غادر القنصلية في وقت لاحق من ذلك اليوم، لكنهم لم يقدّموا أي دليل لدعم هذا الادعاء. وحذّر كوركر من أن رد الكونغرس على القتل المزعوم سيكون “ملموساً”، مضيفاً: إن “علاقاتنا مع السعودية، على الأقل من وجهة نظر مجلس الشيوخ، هي الأقل مستوى على الإطلاق. لم يكن هذا المعدل سابقاً منخفضاً أبداً”. وفي السياق، أكد السيناتور الأميركي بيرني ساندرز ضرورة الإدانة الكاملة من قبل الولايات المتحدة للنظام السعودي إذا  تبيّن أنه قتل خاشقجي.