الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجعفري: لسورية دور محوري ولا أحد يستطيع تهميشها المعلم: شرق الفرات هو الهدف بعد تحرير إدلب من الإرهاب

 

دمشق- البعث:
شدّد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في دمشق أمس، على أنه بعد تحرير إدلب من الإرهاب سيكون الهدف شرق الفرات، فيما أكد الجعفري أن العلاقات العراقية السورية تاريخية وصلبة وقوية وستبقى كذلك، وأوضح أن العراق يقدّر مواقف سورية الداعمة له، ولن يسمح بأي تدخل خارجي في علاقته الاستراتيجية معها.
وقال المعلم: إن انتصار سورية والعراق في الحرب على الإرهاب مهم لجميع دول المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن زيارة الوزير الجعفري تأتي في ظروف مهمة للغاية، فالبلدان بدأا يتلمّسان حلاوة النصر على الإرهاب، الذي استهدف البلدين بفضل صمود شعبيهما والتفافهما حول قواتهما المسلحة، مشيراً إلى أن هذا النصر، سيكون مفيداً للعالم أجمع، وتساءل: “تخيّلوا لو أن تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين انتصرا في العراق وسورية، ماذا يمكن أن يحدث لأوروبا وللدول العربية وللعالم كله؟!، وشدد على أن الشعب السوري ناضل طيلة سبع سنوات ونصف السنة من منطلق الحرص على قراره الوطني المستقل، مضيفاً: إن مصالح سورية يقرّرها دائماً القرار الوطني المستقل النابع من الشعب، والذي تتبناه القيادة، لذلك نحن نستشير الأصدقاء والحلفاء، ونتعاون وننسّق معهم، لكن في نهاية المطاف القرار سوري-سوري، وأردف قائلاً: إن سورية ثابتة في مواقفها السياسية، ومستمرة في محاربة الإرهاب، وهي لم تتغيّر، في حين توصّل الآخرون، ممن راهنوا على إسقاط الدولة، إلى نتيجة مفادها فشل رهاناتهم، وهم يعيدون اليوم النظر في سلوكهم، وهناك من بقي صامتاً، ووجد الشجاعة بأن يتحدّث الآن، والبعض ممن دعم سورية، لأنها صاحبة حق، شعر بأن موقفه كان موقفاً عادلاً، وأضاف: “نحن نمد أيدينا للجميع من باب الثقة بالنفس.. فنحن نعيش الآن ثمار بدء الانتصار، ولا أستطيع أن أقول انتصاراً كاملاً حتى تستعيد سورية كل أراضيها في إدلب وفي شمال حلب وشرق الفرات”. وأكد المعلم أن إدلب كأي منطقة في سورية ستعود حتماً إلى سيادة الدولة السورية، وإذا لم يتمّ تنفيذ الاتفاق حولها سيكون لدى الدولة السورية خيارات أخرى، فقواتنا المسلحة جاهزة في محيط إدلب لاستئصال تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، المدرج على لائحة مجلس الأمن الدولي للكيانات الإرهابية، من آخر معاقله في سورية.
وأردف قائلاً: “بسبب وجود مواطنين سوريين في إدلب لا ذنب لهم، قلنا: إن تحرير إدلب بالمصالحة أفضل بكثير من إراقة الدماء، وجاء دعم سورية لاتفاق سوتشي من باب حرصها على عدم إراقة الدماء”، مشيراً إلى أن معظم الإرهابيين في إدلب لديهم علاقات مع الاستخبارات التركية، وأن الدولة السورية تنتظر رد الفعل الروسي على ما يجري في إدلب، لكنها لا يمكن أن تسكت على استمرار الوضع الراهن فيها إذا ما رفضت “جبهة النصرة” الانصياع لهذا الاتفاق.

قرار سورية هو بسط سيادتها على كامل الجغرافيا الوطنية
وحول الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية شرق الفرات، وإجراءاتها مع ما تسمى “الإدارة الذاتية الكردية”، قال المعلم: “إن كل هذه الإجراءات تأتي في إطار الحرب النفسية، ونحن لا نعترف بها، ولا نقيم لها وزناً، ولا حتى لما يقال “قواعد أمريكية”، وأنا أقول بكل صدق: بعد إدلب هدفنا شرق الفرات، وعلى الإخوة هناك، إن كانوا عشائر أو من الإخوة الأكراد، أن يقرّروا ماذا يريدون في المستقبل، لكن تحت شعار عودة السيادة السورية إلى كل الأراضي السورية، وهذا الأمر ناضل شعبنا من أجله، ولن نتخاذل تجاه تنفيذه”، وأضاف: “إذا أرادوا الحوار، فسيكون الحوار على أسس واضحة.. هناك دستور وهناك قوانين تنظّم العلاقة، والدولة السورية لا تقبل أي “فيدرالية” في هذه المنطقة، لأن هذا الأمر مخالف للدستور، وإذا أراد الإخوة الأكراد الاستمرار بالوعود الأمريكية والوهم الأمريكي، فهذا شأنهم وعليهم أن يدفعوا الثمن، أما اذا أرادوا العودة إلى حضن الوطن، فالطريق ممهّد لهم، لكن دون أوهام.. عليهم أن يتعلّموا من دروس العقود الماضية عندما كانوا يتحالفون مع دول عظمى، وفجأة تتخلى عنهم هذه الدول.. وأؤكد هنا بكل صراحة بأن موضوع شرق الفرات حيوي، ولا يمكن أن نتنازل عنه، وقرار سورية هو بسط سيادتها الوطنية على كامل الجغرافيا السورية”.
ورداً على سؤال حول إمكانية قيام تفاهم روسي إيراني تركي في شرق الفرات على غرار مسار أستانا، قال المعلم: “نحن ما زلنا نعتبر تركيا دولة غازية محتلة لأراضينا، لذلك لا يمكن أن تشارك قواتنا المسلحة مع قواتها في أي عملية شرق الفرات”.
وحول عمليات “التحالف الدولي”، الذي تقوده الولايات المتحدة، أكد المعلم أن “التحالف” دمّر مدينة الرقة بالكامل، وقتل الآلاف من أبنائها بالغارات، ونقل إرهابيي “داعش” بقوافل محمية بالطيران الأمريكي إلى شرق دير الزور وقرب الحدود مع العراق، وشدّد على أن الولايات المتحدة تحارب كل شيء في سورية إلا “داعش”، بل هي تحمي عناصر التنظيم، وتستثمر بإرهابه لإطالة أمد الأزمة، وتهديد مصالح سورية والعراق.

خلال أسابيع سيتم فتح معبر البوكمال
وفيما يتعلّق بفتح معبري نصيب والبوكمال الحدوديين، أكد المعلم أنه خلال السنوات الماضية كان الإرهابيون يغلقون هذه المعابر، وكانت الدول الداعمة لهم تقف ضد فتحها، مضيفاً: تمّ فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وسيتمّ خلال أسابيع فتح معبر البوكمال مع العراق بعد إغلاقه بسبب الإرهاب.
ورداً على سؤال حول تسلّم سورية منظومة “إس 300” الصاروخية من روسيا، شدد المعلم على أنه من حق سورية بأن تكون أكثر أمناً تجاه اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي وغيره، لافتاً إلى أن “إس 300” سلاح دفاعي وليس هجومياً، وعندما نقول: إننا نصبح أكثر أمناً بوجود هذا السلاح الردعي، فهذا يؤدي إلى أمن واستقرار أكثر في المنطقة.
وحول ضرورة عودة سورية إلى الجامعة العربية، شدّد المعلم على أن لسورية موقعها في العالم العربي، ويجب أن تمارس دورها العربي، ومن هذا المنطلق هي تستجيب لأي مبادرة عربية أو دولية، مضيفاً: إن العراق كان أول من تحدّث في اجتماعات الجامعة حول هذا الموضوع، والكثير من الدول العربية تؤيد اليوم ما طرحه العراق قبل سنوات.

العلاقات العراقية السورية قوية وستبقى كذلك
من جهته أكد وزير الخارجية العراقي أن سورية تخطّت الكثير من الأزمات التي تعرّضت لها، وصمدت في وجه الإرهاب، وحليفها النصر في وجه كل المؤامرات، مضيفاً: إن أحداً لا يستطيع تهميشها لدورها المحوري في المنطقة.
وشدد الجعفري على أن العلاقات العراقية السورية تاريخية وصلبة وقوية وستبقى كذلك، وأضاف: إن العراق يقدّر مواقف سورية الداعمة له، ولن يسمح بأي تدخل خارجي في علاقته الاستراتيجية معها، وتابع: إن التنسيق مستمر بين البلدين في مختلف المجالات، وخاصة في مجال الأمن المائي، فمن حقهما الاستثمار الأمثل لمواردهما المائية.
وأوضح الجعفري أن إغلاق المعابر الحدودية بين البلدين جاء بسبب ظروف استثنائية جراء الإرهاب، وستفتح قريباً لما فيها من خير للشعبين العراقي والسوري، لافتاً إلى أن العراق حقق النصر على الإرهاب، لكنه حذّر دوماً من خطورته، التي تهدّد العالم بأسره، وشدد على أن السيادة العراقية خط أحمر، ومن غير المسموح لأي طرف المساس بها، مشيراً إلى أن العراق يرفض رفضاً قاطعاً محاولات عدد من الدول تزويد بعض الأطراف بالسلاح لزعزعة استقراره أو استقرار أي دولة في العالم، محذّراً إياها من ارتداد سياساتها هذه عليها.
وفي رد على سؤال لـ “البعث” أكد الجعفري أن التعاون والتنسيق الأمني بين سورية والعراق مستمر، ولا يمكن أن يتأثر بأية استحقاقات أو ضغوطات، وهو قرار عراقي مستقل، مشيراً إلى أن قوات الحشد الشعبي هي جزء من الجيش العراقي، وهو يمثّل جميع أطياف الشعب العراقي، مشدداً على أن الحشد كان له دور رئيسي في تطهير المدن العراقية من إرهابيي داعش، وأن كل ما يشاع عبر وسائل الإعلام المغرضة، لا يمت إلى الواقع بصلة، ويأتي في سياق الحملة الغربية لزرع الفتنة في العراق.