ثقافةصحيفة البعث

معرض تشكيلي دعماً للجمعية السورية لأمراض الثدي

 

 

يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء، وتشكل الإصابة به ثلث السرطانات التي تصيب سيدات سورية، وبما أن الأبحاث والدراسات أثبتت أن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي قد زاد من نسبة الشفاء والنجاة، ودعماً للجمعية السورية لأمراض الثدي أقامت سيدات أعمال غرفة تجارة دمشق وبالتعاون مع غاليري تجليات للفن التشكيلي معرضاً لمجموعة من أبرز الفنانين السوريين يستمر لغاية 17 من الشهر الجاري، ويعود ريع الأعمال المباعة بالكامل لصالح الجمعية.

عملية تشبيك
وأوضحت سونيا خانجي عضو مجلس غرفة تجارة دمشق بأن الغرفة لديها منذ سنوات مركز طبي عالي التقنية في المهاجرين موجه لكل طبقات الشعب وبأسعار مدروسة وأطباء مميزين، ويحاول تقديم خدمات لكل الناس، وفيه جهاز “ماموغراف” للفحص عن سرطان الثدي، مبينة أنه في كل سنة نحاول مع الجمعية تقديم محاضرات توعية عن هذا المرض، ولكننا في هذا العام قمنا بالتشبيك بين صالة تجليات وفنانين سوريين أصيلين وخيرين لنقدم عملا خيريا فنيا لدعم الجمعية حيث يعود قسم من ريعه لشراء جهاز “ماموغراف” يتجول في الريف للسيدات اللواتي ليس لديهن قدرة أو وعي بأهمية الاكتشاف المبكر لهذا المرض، مشيرة إلى أن جميع الأبواب كانت مفتوحة وتواقة للمشاركة إما عبر الاقتناء أو التبرع، وحتى مديرة غاليري تجليات سهير أسعد قدمت لوحات من المجموعة الخاصة بها، فهو عمل جماعي رائع، شاكرة الجميع على هذا العطاء الذي هو دليل على أن شعب سورية معطاء وأن الفن بإمكانه أن يكون في خدمة المرأة السورية لتكشف عن أمراضها.

لأنك أقوى
من جانبها بينت المهندسة سامية كنج نائب رئيس الجمعية السورية لأمراض الثدي أنه في هذا العام لدينا الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي “لأنك أقوى من السرطان” ونحن شركاء أساسيون وداعمون فيها وبالتعاون مع عدد من الجمعيات العامة والخاصة وجهات حكومية، ونحن عادة نقدم أياما مجانية ولكن في هذا العام كانت الحملة مجانية لشهر كامل على مستوى سورية كلها، موضحة أن فكرة المعرض جاءت لدعم الكشف المبكر عن هذا المرض عبر لوحات فنية قدمت مجاناً لدعم كل ما يحتاجه مركز الكشف المبكر من تصوير وتوجيهات واستشارات طبية ودعم نفسي للعائلات وللمريضة، متمنية أن تصل فكرة أهمية الكشف المبكر عبر هذا المعرض وتقتنى اللوحات لدعم الفكرة النبيلة، لافتة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتماد على الفن لدعم الجمعية، ونحن أحببنا أن يتلازم في الحملة الجانبان الفني والوطني لتكون الحياة والفن جنباً إلى جنب في مواجهة المرض، منوهة إلى أن الجمعية تقوم على الدوام بتقديم محاضرات توعية لتجمعات النساء عبر أطباء وتجارب لشافيات وناجيات لمعرفة الفرق بين الكشف المبكر والمتأخر، ونجد تفاعلا كبيرا لهذه النشاطات، ولفت عمار حسن المسؤول الإعلامي والفني في صالة تجليات أنها ليست المرة الأولى التي تشارك الصالة في نشاطات لصالح الحالات المجتمعية، وفي هذه المبادرة كانت “تجليات” هي المكان والجهة التي وجهت دعوات للفنانين المشاركين حيث سيعود ريع الأعمال لصالح الجمعية السورية لأمراض الثدي وأما التي لن تباع فستعود للفنان، وهنا يبرز دور الصالة الاجتماعي ودور الفنان بدعم القضايا إنسانية، مبيناً أن الصالة دعت مجموعة فنانين لهم حضورهم على الساحة التشكيلية وكان لديها رؤية بأن تكون أسعار اللوحات مقبولة ومدروسة لكي تتمكن من بيعها، إضافة إلى أن الصالة تبرعت بعدد من أعمالها الفنية لصالح هذا المعرض، مشيراً إلى أن دور الفنان لا ينفصل عن مجتمعه وهو ابن بيئته بالمعنى الثقافي والمادي، وقد كان تجاوب الفنانين سريعاً ولم يتردد أياً منهم بالمشاركة، وكان التواصل مباشرة معهم ومشاركتهم نابعة من رغبتهم وأصالتهم، وقد بلغ عدد الفنانين 22 فنانا تبرع كل منهم بعمل، بالإضافة إلى أربعة أعمال تبرعت بها الصالة.

رسالة إنسانية
من جانبه أشار الفنان المشارك أكسم طلاع أن للفن رسالة إنسانية فضلاً على مضمون الجمال الذي يفيض فيه، ويكتمل هذا الفيض بوظيفة الفن والتزامه قضايا المجتمع والإنسانية، ويأتي هذا المعرض ضمن فعاليات الشهر الطبي المختص بمعالجة المرض وضرورة تكافل المجتمع ومساعدة المرضى، مبيناً أن هذا الدور يقوم به الفنان والمواطن من كل شرائح المجتمع، لكن تبقى الفنون أكثر رحابة وتعاطفاً لأنها لغة سلام ومحبة، ولفت الشاعر منذر زريق إلى أن فناني سورية أصيلين ومنتمين للمجتمع وهم يساهمون عبر هذه المبادرة في خدمته بأجمل صورة، مؤكداً أن ما نراه في هذا المعرض هو أرقى ما يكون، لأن تبرع الفنانين هو جسر بين الجمال والفن والخير، وكذلك مقتني اللوحة يشارك بخدمة المجتمع والفن، فهذا المعرض مكان يلتقي فيه عاشق الفن مع المنتج ومبدعه.
لوردا فوزي