الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“مايسترو”.. خيال وإبداع وموسيقى في عمل واحد

 

يوحي العمل الفني “مايسترو” بالخيال العالي للنحات هشام المليح الذي يستخدم بصيرته الوقادة وشعوره المرهف ليكشف لنا عن أسرار الجمال النفسي والروحي الأصيل الكامن في الصميم، حيث تزدحم بفكره خواطر العالم فيخطها بريشة أو إزميل ويبرزها بقالب شيق هو قالب الفن والجمال، وعنه يقول المليح: كنت متأثراً بالموسيقى الكلاسيكية ولطالما كنت أتردد على المعهد العالي للفنون وأتابع البروفات وأحضر حفلات الفرقة السيمفونية، وقد التقيت الموسيقار صلحي الوادي وأخبرته عن فكرتي إذ كانت تلهمني حركات المايسترو الجنونية وعرض علي تصويره بشكل مباشر وقريب وقد اعتبرت هذا تكريماً منه، فأنا عشت تلك الحالة وكأنني المايسترو، كل هذه العناصر والأفكار والطاقات ساعدتني في إسقاط الأفكار وبناء هذا العمل وتأليفه.

ولفت المليح الذي عبر عن موضوعه بشكل رمزي إلى أن تجسيد المايسترو بهذه الحالة وهو بقمة عطائه وطاقته الإيجابية بإظهار مكنوناته الإبداعية والفنية يعبر بطريقة ما عن ذاتي وعن الأنا في داخلي، فقد حاولت التعبير عن موضوع حساس وهو توجيه الطاقة وتفريغها (الإيجابية والسلبية) فإن لم تفرغ الطاقة الإيجابية بشكل صحيح قد يكون لها تأثيراتها السلبية وتتحول لأشياء أخرى، لأن الفن هو حالة تفريغ ومعالجة للروح والذات والأنا، فعندما أقف أمام الكتل الحجرية والخشبية والصلصال أشعر أنها عاجزة عن استيعاب طاقاتي الكبيرة، وعندها أبتعد عن العمل لأنني كثيراً ما حطمت العمل بين يدي بعد مضي عدة أشهر وأنا أعمل فيه، وقد عبرت عن هذه الحالة وكل ما يماثلها بلحظات درامية خزنتها بـ “المايسترو” وكل من شاهده تأثر بالحالة الدرامية التي يعطيها العمل، منوهاً إلى أن المتلقي للعمل الفني لا يتلقاه بالصدفة إنما بشكل متعمد، والجو النفسي هو الذي يحدد طبيعة هذا التلقي وهو يختلف من شخص لآخر. ويرى المليح بأن على الإنسان استغلال كل الطاقة الكامنة فيه من أجل الارتفاع إلى أعلى المستويات، ولكن ليس بمعنى الارتفاع عن الآخرين إنما ببساطة الارتقاء إلى مستوى طاقاته وقدراته.

لوردا فوزي