اقتصادصحيفة البعث

تبرير التهريب..!

 

أسواقنا ملأى بالموز المهرب، وهاهو ذا الليمون الحامض يشق طريقه على خط التهريب مع مواد أخرى، وكأنّ تجار المهربات يتحدون الأجهزة الرقابية على مختلف مسمياتها ومتدرجاتها: لن تتمكنوا من منعنا أبداً..!.
وفي محاولة من الجهات المعنية لتبرير التهريب فإنها تؤكد أن الموز الموجود في الأسواق هو صومالي لا لبناني، في حين تنفي الجمارك أي موز مهرب في الأسواق السورية..!.
اللافت أن هذه الجهات لا تعرف إن كان الموز دخل تهريباً إلى أسواقنا بدليل أنها وعدت بتدقيق الموضوع لمعرفة إن كان (مصدر الموز الموجود حاليا مهرباً أو مستورداً بطريقة نظامية)..!
ترى هل يحتاج الأمر إلى لجنة أو زمن مهما قصر لسؤال بائعي المفرق: من باعكم هذا الموز..؟
وإذا كانت الجهات المعنية تبرر دخول الموز تهريباً لافتقار السوق المحلية إلى هذه المادة… فبماذا تبرر تهريب الليمون في الوقت الذي يتوفر فيه فائض كبير من هذه المادة في أسواقنا..؟
هذه الجهات لا تكتفي بفشلها بتسويق حمضياتنا إلى الأسواق الخارجية..وإنما تفشل أيضاً بمنع تهريب حمضيات دول أخرى لتنافس الحمضيات السورية في عقر دارها..!.
وإذا كان التجار يلهثون وراء الربح الفاحش من خلال تهريبهم للحمضيات..فبماذا نبرر فشل الجهات المعنية بالوقوف عاجزة أمام هذا النوعية من التجار..؟
صحيح أن الجهات الرقابية تضبط الكثير من السيارات التي تنقل مواد مهربة كما تضبط بعض المستودعات.. إلا أن السؤال الدائم: ما حجم المهربات التي لم تُضبط..؟
والسؤال الأهم: لماذا يستمر تهريب المواد الغذائية إلى سورية..؟!
الجهات المعنية لا تجيب عن هذا السؤال بصراحة.. فلماذا..؟
قد يكون السبب ضعف الإجراءات والعقوبات، أو بتواطؤ بعض العناصر المكلفة بمنع التهريب مع المهربين.. إلخ!
ولكن اللافت أن التجار الذين تمرسوا بفن التهريب لم تعد تكفيهم الأرباح الخيالية التي يشفطونها يومياً فلهثوا وراء المزيد والمزيد..!.
ووجدوا ضالتهم بتهريب المواد المنتهية الصلاحية أو الفاسدة وأغرقوا أسواقنا بها غير مكترثين بما تسببه من تهديد للصحة والأرواح..!.
الجهات المعنية تكرر يومياً عشرات الحجج والتبريرات لدخول المواد الفاسدة تهريباً إلى الأسواق السورية.
وإذا افترضنا أن المواطن اقتنع بتبرير تهريب المواد الفاسدة.. فإنه حتماً لن يقتنع بانتشارها في الأسواق.. أي إلى صغار الباعة..!.
كما أن المواطن لن يقتنع بعجز الجهات المعنية عن الوصول إلى المهربين ومحاسبتهم على أفعالهم الشنيعة بحق البلاد والعباد..!
نعم.. من السهل جداً إمساك نهاية طرف الخيط أي “بائع المفرق” ومن ثم تتبعه وصولاً حتى التاجر المهرب .. الأمر لا يحتاج إلى معجزة للقبض على مهربي المواد الفاسدة..!
واللافت جداً جداً أنه لم يُكشف أو يُقبض على مهرب واحد كبير حتى الآن..فلماذا..؟!

علي عبود