تحقيقاتصحيفة البعث

حوالي ستة مليارات عائداته المالية في العام الماضي مركز “العريضة” الحدودي.. خدمات كبيرة ومنفذ بري استراتيجي

 

يعتبر مركز “العريضة” الحدودي الذي تم إحداثه بالمرسوم التشريعي رقم /20/ لعام 2006 من أهم المراكز الحدودية مع القطر اللبناني، وخاصة بعد صدور قرار وزير المالية رقم /163/ل/تاريخ 3/7/2012، بحيث تتمتع أمانة جمارك العريضة بكافة الاختصاصات العائدة لمكاتب الفئة الأولى، حيث كان لهذا المركز دور فاعل وحيوي خلال سنوات الأزمة والحرب التي تمر على سورية، وذلك لتعزيز صمود وطننا الغالي من خلال تصدير المنتجات الزراعية، واستيراد مختلف السلع الضرورية لزوم تخفيف المعاناة عن شعبنا جراء الحصار الظالم المفروض على اقتصادنا من قبل دول العدوان الغربي، ومن هنا تبرز الحاجة الماسة لدعم وتجهيز هذا المعبر الحدودي لكافة الوسائل والإمكانيات والأدوات ليشكّل معبراً يعكس الوجه الحضاري، وما يقدمه من خدمات للمواطنين العابرين للحدود السورية اللبنانية، ويعمل على تسهيل الخدمات والإجراءات، رغم التأكيد على المستوى الجيد المقدم من قبل القائمين، سواء فيما يخص الخدمات، أو تسهيل وعبور الترانزيت والأشخاص.
وخلال زيارة ميدانية للمركز شاهدنا حركة وجهوداً مشكورة من قبل القائمين لتسهيل حركة العبور، والمعاملة اللائقة، وكذلك لمسنا الحاجة لضرورة العمل على تأمين ما يحتاجه المركز.

واقع المركز
نظراً لأهمية المركز فقد قامت المحافظة بدعم من المحافظ بتنفيذ العديد من المشاريع الاستراتيجية والضرورية، منها تنفيذ مشروع تركيب كاميرات: /ست كاميرات خارجية، وست كاميرات داخلية/ ضمن مساحة المركز، وضمن مبنى الهجرة والجوازات، ومبنى المركز خلال العامين الماضيين، كما تم تقديم مضخة “لشفط” المياه المالحة، وحوض الترسيب، وبمتابعة من المحافظ تم تركيب مولدة حديثة باستطاعة /100/ ألف ك.ف لتغذية كامل المركز بالكهرباء بشكل دائم بسبب الأعطال المتكررة للمولدة القديمة، ويتم حالياً استكمال تنفيذ مشروع مظلة مطرية على حاجز المغادرة من خلال العقد رقم /21/ لعام 2016 بقيمة /24155394/ ليرة، والمبرم مع الشركة العامة للبناء والتعمير، مع صيانة دهان، واستبدال شبكة إنارة الهنكارات، مع لوحتين مضاءتين من الالكيبوند، تم تصميمها على حاجزي القدوم والمغادرة، وبمشاركة وزارة السياحة، كما قامت إدارة المركز بإعطاء أمر المباشرة لتنفيذ مظلة مطرية مع غرفة للعناصر من الجهة الغربية للمظلة على حاجز القدوم بقيمة /30325380/ ليرة بعد تصديق الإضبارة من السيد وزير الإدارة المحلية، حيث تم استدراك بعض النواقص، والمواضيع الضرورية في مظلة حاجز المغادرة منها، وتنفيذ عزل جزئي لسطح الهنكار والواجهة الغربية، وتتم حالياً مخاطبة الشركة العامة للبناء لتنفيذ مشروع صرف صحي ومطري ضمن المركز بقيمة /6889490/ ليرة من خلال إضبارة تنفيذية تم تصديقها من قبل المكتب التنفيذي للمحافظة، وكذلك مشروع تعبيد ساحات، وإنارة شارعية للمواقع الضرورية ضمن الساحات، والعمل على الطاقة الشمسية بقيمة تصل إلى /6205125/ ليرة، إضافة لإحداث محجر طبي في المركز، وتكليف طاقم طبي مكون من طبيبين للأسنان، وأربعة عناصر للعمل، كما يجري العمل لتأمين طبيب بشري على الأقل لتحقيق الغاية من إحداث هذا المحجر الطبي.

المشاريع المدروسة
من أهمها صيانة مبنى المركز والهنكار، وبكلفة مالية /7027085/ ليرة، وإضبارة تنفيذية لمشروع صيانة قاعتي القدوم والمغادرة في مبنى الهجرة بكلفة مالية تصل لأكثر من مليون ونصف مليون، وتصوينة للجزء الشرقي، ورفع التصوينة بكلفة 4,7 مليون ليرة، وتوجد دراسة لتنفيذ قاعة للشرف بكلفة مالية /22,133,540/ ليرة، ومشروع صيانة مبنى أمانة الجمارك بكلفة مالية /9516945/ ليرة، حيث تم تسليم الدراسة إلى مديرية الجمارك.
وبحسب المهندس حسن برهوم مدير المركز فإن المحافظة ومديرية المركز تعملان على تنفيذ منحوتة تمثّل لوحة أم الشهداء، حيث تم رفع كتاب من قبل المحافظ إلى وزارة السياحة لتقديم إعانة مالية بقيمة المنحوتة /8/ ملايين، في حين يتم العمل لرصد الاعتماد المالي /600000/ ليرة كلفة تنفيذ الركيزة من قبل المحافظة، حيث تظهر اللوحة الجميلة والمعبّرة عما قدمته محافظة طرطوس من شهداء على امتداد الوطن دفاعاً عن وحدة سورية، وقدسية ترابها، وأصالة شعبها، حتى لقّبت بأم الشهداء، وتعكس اللوحة هذا الوجه الإنساني والوطني لأبناء المحافظة، وتضحياتهم الجسام من المشاريع الحيوية.
ومن جملة المشاريع الحيوية التي تنوي المحافظة القيام بها، بحسب مدير المركز، مشروع توسيع المركز من الجهة الشرقية، علماً بأن إضبارتي الاستملاك والتنفيذ موجودتان لدى المديرية العامة للجمارك، كما تعمل المحافظة على إزالة المبنى القديم للهجرة المهجور، وتتم دراسة إنشاء مبنى خدمي مكانه: /نافذة واحدة، دورات للمياه، كراج للسيارات، وغيرها/، والعمل على تنفيذ دراسة لتنفيذ تصوينة على كامل محيط المركز، مع كل ما يلزم من إنارة وسواها، مع العمل على تأمين مولدة احتياطية نظراً للحاجة الماسة للكهرباء بشكل مستمر وتحت أي ظرف، ومن المشاريع التي تعمل مديرية المركز لتنفيذها نقل عقد النظافة إلى إدارة المركز أسوة بباقي المراكز الحدودية، والعمل على شراء وتأمين سكنر على حاجز المغادرة لزوم الحاجة الماسة له.
ولفت برهوم إلى أنه وبعد زيارة وزير النقل، ورئيس اللجنة الوزارية، وأعضاء اللجنة، والمحافظ للمركز، فقد تم الطلب من مدير المواصلات الطرقية لإعداد الدراسة اللازمة لتوسيع وتحسين الطريق الواصل لمدخل المركز، مع لحظ الساحات ضمن المركز، وكل ما يلزم، حيث تم إنجاز الدراسة، وتصديق العقد، حيث بلغت قيمته بحدود /300/ مليون، وحالياً تمت المباشرة بالأعمال بدءاً من الجزء المقابل لحي الرادار، كما تم منذ أيام “قشط” معظم الساحات والمداخل ضمن المركز، ويجري العمل على إكسائها خلال الأيام القليلة القادمة.

ستة مليارات
وفي موضوع إيرادات المركز فقد بيّن مدير المركز بأن مجمل العائدات المالية لمركز العريضة الحدودي في العام الماضي بلغت حوالي ستة مليارات ليرة سورية، وتعمل إدارة المركز على زيادة العائدات المالية بشكل مستمر، آملاً أن يتزايد هذا المبلغ نهاية العام الجاري بما يؤمن رفداً إضافياً للخزينة العامة، ودعم الاقتصاد الوطني نظراً لموقعه الاستراتيجي والحيوي على مستوى المنطقة.

تعقيب لافت.. ومن الأهمية!!
خلال جولتنا، وطرح الكثير من الأسئلة مع القائمين حول آليات عمل المركز وأهميته الاقتصادية والخدمية، وسؤالنا عن المعبر المقابل “المركز اللبناني”، وتشابه المركزين بالاسم ذاته، فقد فوجئنا بأن تسمية المعبر السوري بمركز العريضة لا علاقة له باسم المنطقة السورية حيث يوجد، وإنما باسم قرية أو منطقة العريضة اللبنانية، ولا علاقة لا من قريب أو بعيد بالجغرافيا السورية، أو المنطقة العقارية الخاصة بمحافظة طرطوس جغرافياً وعقارياً، وهنا نسأل ونطالب بإلحاح بضرورة العمل على تغيير اسم المركز، وتسميته باسم المنطقة العقارية السورية كباقي المراكز الحدودية مع الدول المجاورة مثل مركز جديدة يابوس، أو نصيب مع الأردن، والتنف والبوكمال مع القطر العراقي، وغيرها لما لذلك من رمزية تمس السيادة الوطنية، وأهمية المصطلحات والمسميات الوطنية لدى الذاكرة الجمعية لنا كسوريين، مع الإشارة إلى إن اسم المنطقة أو القرية السورية هي قرية الشيخ جابر حيث يوجد المركز الحدودي السوري، والذي هو فعلاً معبر حيوي واقتصادي لسورية، إضافة لأهمية العمل على تجهيزه، وتنفيذ المشاريع المشار بدراستها من قبل المحافظة لكي يكون المركز بوابة عبور تليق بنا، وتعطي الانطباع اللائق والجميل لهويتنا السورية الأصيلة، وهو يشكّل رافداً للاقتصاد الوطني كبقية المعابر الحدودية، ويستحق ذلك، مع أهمية التأكيد على الجهود المبذولة من قبل القائمين، وخدمة المسافرين والمغادرين، بما يعكس أصالة وطيب الشعب العربي السوري.
لؤي تفاحة