اقتصادصحيفة البعث

غياب التسويق يفشل المشاريع الصغيرة والمتوسطة الملتقى الثاني لـ”مديري المبيعات” يكشف ضعف التسويق وعدم اعتماده على منهجية علمية

 

 

دفع غياب الثقافة التسويقية لدى أصحاب المشاريع ولاسيما الصغيرة منها والمتوسطة، بالتوازي مع ضعف دور هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لجهة رعايتها لهذه المشاريع، بملتقى مديري التسويق والمبيعات في عامه الثاني إلى تسليط الضوء على هذه المعوقات والمطالبة بحلول علها تنهض بواقعه وتؤسس لمرحلة إعادة الإعمار، إذ تناول الملتقى دور الهيئة في تمكين المشاريع ورعايتها، ومواكبتها لتشكل نواة لمشاريع كبيرة يمكنها النهوض بالاقتصاد الوطني، إلا أن مداخلات الحضور التي ركزت على اتهام الهيئة بالتقصير واكتفاء دورها على تسجيل الطلبات والمشاريع، دون العمل على دعم أصحابها بالأسس الضرورية لنجاح المشروع وتأمين أقنية تسويقية تساهم في استمرار المشروع وتحقيق الأرباح، دفع بمديرها العام إيهاب اسمندر إلى توضيح آليات العمل المتبعة في الهيئة، وأصر مراراً على أن الهيئة تقدم الدعم المناسب لهذه المشاريع، من خلال حاضنات الأعمال التي تقدم الدعم الفني والاستشاري المطلوب إضافة إلى رعايتها للكثير من المشاريع الصغيرة.
وأكد اسمندر خلال تصريح لـ”البعث” أن الهيئة تقدم جميع الدراسات اللازمة للمشاريع وتضمن أصحاب المشاريع بحد أقصى ثلاثة ملايين ليرة لدى أذرعها التمويلية كالشركة الوطنية وبنك الإبداع وصندوق الوطني للمعونة والمصارف العامة، ضمن معايير تحددها الهيئة كموقع المشروع أو الآلات الموجودة فيه.

ترخيص مؤقت
سعى مدير الشركة الأولى للأعمال والاستشارات وائل الحسن إلى تطبيق المفاهيم النظرية للملتقى على أرض الواقع، من خلال مطالبته الهيئة بتأمين ترخيص مؤقت للمشاريع الصغيرة غير القادرة على الحصول على اسم تجاري ليكون بمثابة الدافع للاستمرار بها، إلى جانب تأكيده على ضرورة تأمين بيئة تشريعية مناسبة، على غرار قانون الشركات وقانون الاستثمار، تتضمن إصدار قوانين وقرارات خاصة بالمشاريع ومنحها مزايا وإعفاءات ضريبية، إلى جانب اعتماد معايير مناسبة لهذه المشاريع، وذلك للنهوض بواقع هذه القطاع الذي يشكل نسبة كبيرة تقارب الـ 97% من المشاريع الاقتصادية، وبين الحسن أن المشاريع الصغيرة بحاجة إلى التسويق أكثر من المشاريع الكبرى أو المتوسطة، كونها لا تستطيع تحمل أعباء التسويق والترويج مطالباً هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة تأمين سبل التسويق ضمن المعارض أو البازارات المختصة بالترويج.

تشبيك
وأكد المجتمعون غير مرة على أهمية التشبيك بين الهيئة والجمعية السورية للتسويق لتأمين التدريب والخبرة اللازمة للبداية في أي مشروع، إضافة إلى تنمية دور الجمعيات الخيرية والإنسانية وتوجيهها باتجاه تسويق منتجاتها واستثمار الأرباح في مشاريع تنموية، ومن اللافت خلال الملتقى طرح فكرة التسويق الاستراتيجي وانعكاسه على الأزمة السورية وذلك من خلال التسويق للشركات الوطنية السورية التي يجب أن تحظى بالفرصة المماثلة مع الشركات الدولية لإعادة بناء اقتصاد سوري قوي، مؤكدين ضرورة اعتماد التسويق على مبادئ علمية وخبرات مختصة من شأنها تصحيح مساره والخروج بنتائج إيجابية تنعكس على الاقتصاد السوري.

كذب
كما تناول الملتقى استراتيجيات التسويق وأساسياته، وفق وجهات نظر مختلفة، إذ بين الخبير الاستراتيجي في التسويق الدكتور فادي عياش أن التسويق هو سلوك إنساني يمارسه الجميع وهو أحد أدوات النجاة، وأداة أساسية للبقاء والارتقاء، مشيراً إلى أن هناك العديد من استراتيجيات التسويق كالتكامل والتنوع والتحدي وغيرها، فيما قدم الأمين العام لاتحاد السوري لشركات التأمين الدكتور عبادة المراد دورة حياة المنتج وربط المراحل باستراتيجية التسويق المناسبة لها بأسلوب قصصي فني، مستعرضاً أربع استراتيجيات للتسويق مع بيان أسباب اعتمادها والفترة الزمنية المتوافقة معها، أما خبير الموارد البشرية علاء أصفري اعتبر أن التسويق في سورية ضعيف، ولا يعتمد على منهجية علمية، ويعتمد على الكذب في تقديم مزايا المنتج أو الخدمة، مما أدى إلى انحدار مستواه وتشكيل ردة فعل سلبية في المجتمع، مؤكداً على ضرورة الاعتماد على آليات حقيقية ومدروسة تحقق نتائج مرضية، معولاً على أن يعيد هذا الملتقى التسويق لمجراه الطبيعي ويعمل على تنشيطه، ليأخذ دوراً هاماً في مرحلة إعادة الإعمار.

فاتن شنان