الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

معارض فنية متنوعة في مهرجان دمشق الثقافي في الأوبرا

 

دمشق المدينة الخالدة حاضرة بحاراتها ومآذنها وكنائسها وبيوتاتها وياسمينها، مع خطوط دوّنت أشعار من وصفها، مع ملامح من حرفها اليدوية التي اشتُهرت بها كلها تلاقت في أجواء وجدانية في معارض مهرجان دمشق الثقافي في الأوبرا.
ومن يتجول بأركان المعرض يرى دمشق بكل جزئياتها وتفاصيلها بألوان وهياكل التشكيليين الذين جسدوها بأساليب ورؤى فنية مختلفة، تنم عن مضمون واحد يوحي بعراقة وأصالة أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، خصّها الله لتكون مهد الديانات وموطن الحضارات.
وقد قدم الفنان عدنان الأبرش جدارية جسد فيها جزءاً من حيّ الشيخ محي الدين والصالحية المنازل المتراصة والمفعمة بالمحبة، بينما جسد الحارة القديمة بأسلوب تعبيري الفنان علي الصابوني، وفي لوحة الفنان راغب حواضري ندهش بأجزاء البيت الدمشقي وجمالية عمارته بحجارته وأقواسه وقببه وحديقته الغناء بكل النباتات والورود، ليقتطع الفنان ناثر حسني جزءاً من الكل فيجسد النافذة المحاطة بشجرة الكباد.
وفي زوايا أخرى نرى دمشق بأساليب مختلفة تجمع بين التجريد والتعبيرية لرسم ملامح الحارة كما في لوحة الفنانة سوسن الزعبي، وتشدّ الانتباه لوحة الفنانة إيفان قبوش التي جسدت قوس باب شرقي وأظهرت الانتماءات المختلفة في ذاك الحيّ التاريخي.
وفي لوحة الفنان نذير بارودي توثيق دقيق لمعالم الحياة اليومية في الحارة بالتركيز على المارة بأزيائهم، في حين جسد الفنان أنور الرحبي شيئاً من مفردات دمشق بتصوير أنثى تعزف على الناي داخل مكونات المدينة.
وبألوان مزركشة بين الأحمر والأخضر خطّ الفنان عدنان شيخ عثمان عبارة “بكتب اسمك يا بلادي” وخطّ الفنان عاصم الرّهبان شعر الأديبة كوليت خوري”شامة الدنيا أنا ويريدون تلوينها بالجراح”، تتقابل مع لوحة الفنان قصي الأسعد التي خطّ فيها شعر سعيد عقل “قرأتُ مجدك في قلبي وفي الكتب” لتتوج بلفظ الجلالة الله للفنان عرابي أبو بكر، ليحمي الله سورية.
كما أُفرد جانب خاص للمهن اليدوية للكروشيه والمنسوجات الدمشقية وأدوات الزينة والحصائر الملونة الصغيرة، إضافة إلى معروضات معرض كنوزنا المستردة.
ملده شويكاني