اقتصادصحيفة البعث

مضامين استحقاق “المحلي”..؟

وإن كنا متأخرين قليلاً، لكن ونظراً لأهمية توقيت الإنجاز، وجب تسليط الضوء لانعكاساته الكبرى على الوطن، اقتصادياً واجتماعياً، وعلى الرأي العام العالمي، إنه إنجاز استحقاق انتخابات الإدارة المحلية.

أما وقد أرخت “المعارك” الانتخابية أوزارها على استحقاق “الإدارة المحلية”، وانتهت لما انتهت إليه، نجد أنفسنا في الطريق لإفساح المجال – بعد فترة تمديدية للمجالس المحلية- أمام نفس جديد ونفحة جديدة لإنتاج مجالس محلية، مقدر لها أن تقود العمل المحلي للمجتمعات المحلية، لفترة هامة و حساسة قادمة من تاريخ بلادنا.

وهنا لابد لنا من أن نعلن مضامين ما جرى انتخابياً وفق تراتبية رسائلها وأهمها الرسالة الوطنية الواضحة قولاً واحداً: إننا بلد ملتزم بانتظامية ودورية الانتخابات، حتى في أحلك الظروف، وسابقاتها كثر: (الإدارة المحلية كانون الأول 2011 – برلمان 2012 – رئاسية 2014 – برلمان 2016)، وهذا الاستقرار بالانتظامية قل وعز نظيره في عديد من الدول حتى تلك المستقرة والتي لم تشهد ما شهدنا.

وثانيها الرسالة الاجتماعية للمجتمعات المحلية  ومفادها: أن على الشعب أن ينتخب، ويتحمل مسؤولية ذلك – وفقاً للقوانين – ويدرك أنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وعلى حسن الاختيار تتحد النتائج.

أما ثالثها فخاص وموجه للرأي العام العالمي، وهي الأهم بين الرسائل، والتي أكدت من خلالها، أن سورية قادرة على إنجاز عمل جبار تعجز عنه الدول في حالة الأزمات الكبرى العاصفة، واستطراداً، إننا بإجراء الانتخابات ضمن راهن الأزمة نضع أنفسنا بين كبار الأمم، شاء من شاء و أبى من أبى، ذهب أم أتى، وهذا واقع حصل.

الرسالة الرابعة تؤكد أن نسبة المشاركة الشعبية العالية بالانتخابات، هي مؤشر لتمسك الشعب بمؤسساته العريقة، وهذا بالمحصلة يعني مؤسسات لها من القوة الكثير الكثير، تضاف إليها الرسالة الخامسة التي بينت القدرة الكبيرة – لوجستياً وخبرة وآفاقاً – للأجهزة الحكومية المولجة بالانتخابات.

وبالانتقال المختصر للبعد الاقتصادي فيما أنجز، لوحظ وصول نخبة جديدة انتخابياً، ستتولى المشاريع الاقتصادية بأقل مستوى من الفساد والترهل، إضافة لمشاركة وجوه من رجال الأعمال، ما يعني ويفترض ويُتوقع، أن كثيراًَ من التغير يجب أن يحدث أو يفترض أن يتغير وعلى كافة مجالات العمل المحلي: اقتصادياً وخدمياً واستثمارياً واجتماعياً.

بعد ما سلف نقول: لا يستطيع المتبصر والحكيم، أن يتجاهل أهمية إنجاز استحقاق كبير بهذا الحجم، في توقيت ليس سهلاً، ففي حين نجحت وتنجح سورية بإنجازه، نشهد دولاً تفشل وتمدد، وهذا بحد ذاته يستحق الشكر لوزارة الإدارة المحلية – وزارة المجالس المحلية، لاقتحامها السكون التمديدي، حين حسمت أمرها بقرار حكيم، حين حددت يوم 16 أيلول يوماً لانتخابات الإدارة المحلية.

فهل نتفاءل بالراهن والقادم على ذلك، وقد شهدنا مأساة خدمية محلية، بعد الامتحان الأقسى والأعظم خسارة وكلفة، للعاصفة المطرية الخيرة، والذي هو في الحقيقة والأصح، امتحان للوحدات الإدارية، بدءا من المحافظة وليس انتهاء بمجالس الأحياء، والعكس صحيح..؟!. وهذا هو الامتحان الأهم الذي نخبئ له شكرنا الأكبر..!؟.

قسيم دحدل

Qassim1965@gmail.com