ثقافةصحيفة البعث

فنّ الديالوج عند محمد عبد الوهاب “بالروح ليلى قضت لي حاجة عرضت ما ضرها لو قضت للقلب حاجات”

رائعة أحمد شوقي – أوبريت مجنون ليلى- التي وردت في فيلم يوم سعيد، وأداها محمد عبد الوهاب وأسمهان، كانت حاضرة في أمسية موسيقا الزمن الجميل بصوت الباحث وضاح رجب باشا والشابة وفاء حسين على مسرح المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- وقد جمعت الأمسية بين الغناء المباشر وعرض مقتطفات من فيديوهات أفلام محمد عبد الوهاب التي لحنها ومثلها وأداها بروح الشخصية، لتحليل فنّ الديالوج وتفاعل الجمهور مع ديالوج “حكيم عيون” الذي ارتبط بالذاكرة.

استهل الباحث وضاح باشا الأمسية بشرح الديالوج الذي هو محاورة غنائية لمفردات جميلة تشبه الشعر المحكي تحمل فكرة وتقوم على حدث، يتألف من مقاطع عدة تختلف بمعناها الدرامي وبجملها الموسيقية وفق تصاعد الحكاية ويتحكم الملحن بالتغييرات اللحنية، وتابع باشا عن جمالية التجديد الموسيقي الذي قدمه عبد الوهاب لفنّ الديالوج من خلال أفلامه وتوظيفه التداخل الصوتي في مواضع، والإلقاء المنغم في مواضع، والفكرة الأساسية التي ركز عليها الباحث هي الجمل الموسيقية القوية التي كان يكتبها عبد الوهاب لنفسه وإعطاء البطلة شريكته بالمحاورة الغنائية الجمل الموسيقية السهلة، ويعزو عبد الوهاب ذلك إلى أن من تؤدي الديالوج معه ممثلة وليست مطربة، وبرأي الباحث باشا أن هذا التعليل ليس مسوغاً لأنه غنى الجمل القوية حتى مع أسمهان مما يظهر اعتداد عبد الوهاب بنفسه.

الديالوج والأفلام

وقدم الباحث لمحة مسبقة عن كل فيلم لشرح قصة الديالوج مبتدئاً بفيلم دموع الحب الذي وصفه بالفيلم النادر المأخوذ عن رواية تحت ظلال الزيزفون للمنفلوطي، فاختار ديالوج “صعبت عليك” على مقام النهوند، لينتقل إلى فيلم”يحيا الحبّ” مع ليلى مراد ويتوقف عند ديالوج”طال انتظاري” على مقام النهوند أيضاً، ليتصاعد الحدث بغيرة الحبيبة والبعاد ثم اللقاء في ديالوج “يادي النعيم” على مقام العجم، والذي بدأ من فرحة اللقاء “كان لك حبيب تشتاق إليه، وارتد لك بعد الغياب” ليصل الباحث إلى الاختلاف الموسيقي في المقطع الثاني “أنت اللي كنت السبب، في الهجر والخصام”، وقد أداه الباحث على المسرح مع وفاء حسين وسُبق بعزف باشا المقدمة الموسيقية على العود.

وتميز فيلم ممنوع الحب الذي اختلف بمساره السينمائي في قصته المبنية على الصراع بين طبقة البشاوات من أجل الانتخابات، إلا أن ابنة الباشا وابن الباشا وقعا فعلاً بالحبّ وعاشا حياتهما الزوجية بعيداً عن المال والجاه، واتصف الديالوج “ياللي فوق المال والجاه” بجمله الموسيقية المرحة وكلماته المعبّرة عن الاشتياق، فيقوم على محاورة حول تأخر الزوج عبد الوهاب عن موعد قدومه من العمل إلى المنزل دقيقة واحدة إلا أن الديالوج يكشف أنها دقيقة ونصف على مقام البياتي مع رجاء عبدو:

“دي مش دقيقة، تعال وبص، دقيقة ونصّ”.

وشغل فيلم رصاصة في القلب مع راقية إبراهيم التي اشتُهرت بجمالها وأناقتها حيزاً من الأمسية لجمالية قصة الفيلم القائمة على الحبّ والتضحية والتي بدأت مع الديالوج الشهير “حكيم عيون” على مقام العجم، ليصل إلى المقطع الذي يهزّ البطل “والشخص دا شيفاه قدامك.. بالطبع لا”، ويرد لها عبد الوهاب الموقف ذاته بديالوج “أقلك إيه عن أحوالي” فتسأله “والشخص دا موجود هنا” فيفاجئها بجوابه “بالطبع لا” فتشعر برصاصة تدخل قلبها، إلا أن النهاية تحمل الحزن والفرح.

الأصوات في مجنون ليلى

كما تحدث الباحث عن الديالوج في فيلم لستُ ملاكاً “اضحكي وغني” مع نور الهدى، ليختم الأمسية بخلاصة عن فنّ الديالوج عند عبد الوهاب الذي أثرى الموسيقا العربية بأحد وعشرين ديالوجاً في أفلامه.

ملده شويكاني