الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

دريد لحام سفير الطفولة

 

“الطفولة مملكة أسوارها عالية، لا يمكن اختراق هذه الأسوار إلا إذا كنت طفلاً” كلمات قالها الفنان الكبير دريد لحام أمس ضمن فعاليات معرض كتاب الطفل الأول حيث التقى بطلبة مدارس أبناء وبنات الشهداء، أبناء قناديل السماء وأبناء أنبل بني البشر، فلولا تضحيات هؤلاء الشهداء لما كنا هنا اليوم.
وللفنان لحام دور كبير في الجانب الدرامي لتوجيه رسائل للأطفال، وفي مكتبة الأسد اختار موضوع البيئة حيث عُرض فيلم قصير مدته عشر دقائق بسبب خوفه من خطر كبير على الأطفال من هذه البيئة الملوثة، فالكبار بأعمارهم الكثيرة انتهى دورهم، أما مستقبل سورية فهو بيد أطفالها وشبابها، وعن الطفل وحقوقه قال:
بناء الطفل يبدأ بالثقافة والقراءة والتعليم، وبشرع الأمم المتحدة لحقوق الطفل هناك 52 حقاً للطفل، وعندما كنت سفيراً لليونيسف انتقينا عشرة حقوق وعملنا عليها أفلاما قصيرة بحدود عشر دقائق بالتعاون معهم، وكان الهدف منها لفت النظر لمسألة الطفل والحوار معه، فقد اعتاد البعض التعامل مع الطفل كشيء صغير من خلال توجيه أوامر له فقط دون لغة حوار هادفة والوصول إلى دواخله والتعرف عليه، ومن خلال هذه الأفلام التوعوية حاولنا إيصال فكرة التعامل مع الطفل كإنسان صغير وليس كشيء يلبي الأوامر فقط.
وعن إمكانية وصول الفنان إلى قلوب الأطفال كما يصل إلى قلوب الناس قال لحام: يستطيع الوصول بكل تأكيد إن وجد بداخله طفلا صغيرا، هو يتقدم في العمر ولكن يبقى الطفل الصغير فاحرصوا دائماً عليه. وأنا بدوري أحافظ كثيراً عليه فهو يتميز بالنقاء، لا يملك شيئا ماديا أو مصلحيا بل يتعامل بعفوية مطلقة، وأنا كدريد لحام تعلمت معنى الإيمان من الأطفال وليس من الكتب.

وقدم الفنان لحام نصيحة من خبير : لكي نتعامل مع الأطفال يجب أن نكون أصدقاء لهم، ولا يمكن الاستخفاف بعقل الطفل، ويكمن جماله في أسئلته الكثيرة، فهو يحب المعرفة والتعلم حتى بالأسئلة المحرمة، ولا يمكن أن يطل على الدنيا إلا من خلال هذا الحوار والأسئلة.
جمان بركات