الصفحة الاولىصحيفة البعث

الإضــــراب العــــام فـــي الجــــولان اليــــوم رفضــــاً لـ “مجالس” الاحتــــلال

في بلدة مجدل شمس الصامدة، كان أهلنا في الجولان المحتل مع تحدٍّ جديد للاحتلال وإجراءاته التهويدية، حيث أكدوا بهتاف واحد “الجولان سورية ومش ناقصها هوية”، مشددين في اعتصام على أن الجولان أرض سورية وجزء لا يتجزأ منها، وسيستمرون في مقاومة كل مشاريع وقرارات سلطات الاحتلال الهادفة إلى الاستيلاء على أرضه ومقدراته ومحو هويته الوطنية، غير آبهين باعتداءات قوات الاحتلال، من ضرب واعتقال ورصاص حي وغاز سام، ومعيدين إلى الأذهان الإضراب الكبير.

بالتوازي، أكدت سورية أن الجولان العربي السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها، وستعمل على إعادته عاجلاً أم آجلاً، معربة عن دعمها للمواطنين العرب السوريين في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي ولإجراء ما يسمى انتخابات “المجالس المحلية” غير الشرعية.

فمنذ صباح أمس، يعتصم أبناء الجولان السوري المحتل أمام المدرسة الثانوية في بلدة مجدل شمس المحتلة رفضاً لإجراء ما تسمى “انتخابات المجالس المحلية”، والتي تريد سلطات الاحتلال فرضها عليهم، وسط انتشار لقوات الاحتلال التي حاولت تفريقهم، مؤكدين تمسّكهم بالهوية العربية السورية.

وأعلن أهلنا في الجولان السوري المحتل إضراباً عاماً اليوم في قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية رفضاً لممارسات قوات الاحتلال القمعية التعسفية الرامية إلى تهويد الجولان السوري المحتل وضمه إلى الكيان الإسرائيلي المصطنع.

وكانت قوات الاحتلال اعتدت بالرصاص وقنابل الغاز السام وأسلحة محرمة دولياً على أهلنا المعتصمين في البلدة، الرافضين لإجراء “انتخابات المجالس المحلية”، وأفاد مراسل سانا في القنيطرة بأن قوات الاحتلال حاولت تفريق المعتصمين بالقوة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت عدداً من الأهالي.

ولفت المراسل إلى إصابة عدد من المعتصمين في بلدة مجدل شمس، ووقوع حالات اختناق بين الشيوخ والأطفال والنساء جراء اعتداء قوات الاحتلال بالغاز السام والقنابل الصوتية والدخانية والرصاص على المعتصمين، وبيّن أن أهالي مجدل شمس تصدّوا لقوات الاحتلال، التي حاولت اقتحام مكان الاعتصام، لافتاً إلى انفجار لغم أرضي زرعته قوات الاحتلال في أحد التلال المحيطة بمكان الاعتصام في بلدة مجدل شمس.

وقالت المصادر: إن الاحتلال يعزّز قواته لقمع المعتصمين، إلا أن الأهالي يصرّون على البقاء في أماكنهم، وقاموا بنصب خيمة كبيرة للتأكيد على الاستمرار في تحرّكهم، ولفتت إلى أن أبناء الجولان المحتل سيواصلون اعتصامهم واحتجاجاتهم حتى إلغاء كامل “الانتخابات”.

وطالب أهالي مجدل شمس الأمم المتحدة بالحماية الدولية لهم بوجه تعسّف الاحتلال، مؤكدين أن الجولان سيبقى سورياً عربياً.

ويواصل أبناء الجولان السوري المحتل من بلدات مسعدة ومجدل شمس وعين قنية وبقعاثا المحتلة نشاطهم بتنظيم تظاهرات ووقفات احتجاجية قبالة المقرات الانتخابية وصناديق الاقتراع تعبيراً عن رفض التصويت.

وأكد الأسير المحرر بشر المقت أن أبناء الجولان السوري المحتل سيسقطون كل مخططات الاحتلال لتهويد الجولان، وآخرها “انتخابات المجالس المحلية”، التي أكدوا رفضهم القاطع لها، وشدّد على أن أهالي الجولان المحتل مصممون على مواصلة اعتصاماتهم الرافضة لهذه الانتخابات، ولكل إجراءات الاحتلال التهويدية مهما كلف الثمن، وأضاف: إن ما تسمى الانتخابات باطلة ولا قيمة لها وكل إجراءات الاحتلال في الجولان لاغية، مشدداً على أن أبناء الجولان المحتل متمسكون بهويتهم العربية السورية وبثوابتهم الوطنية ومستمرون في النضال لإسقاط كل مخططات الاحتلال التهويدية.

إلى ذلك، وجّهت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية رسالتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، قالت فيهما: خلافاً لكل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولاتفاقيات جنيف الخاصة بالأراضي الواقعة تحت سلطة الاحتلال.. تعكف سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إجراء انتخابات في قرى الجولان السوري المحتل “مجدل شمس- بقعاثا- مسعدة- عين قنية” لما يسمى “المجالس المحلية”، والتي كانت قد دأبت على تعيينها بالقوة خلال السنوات الماضية، وذلك خلافاً لرغبة وإرادة السكان العرب السوريين القاطنين في الأراضي السورية المحتلة، حيث حدّدت سلطات الاحتلال موعد إجراء هذه الانتخابات بتاريخ 30-10-2018، وأضافت: وفي مواجهة هذه السياسات الإسرائيلية نظّم المواطنون السوريون في الجولان طيلة الأسابيع الماضية مسيرات احتجاجية رافضة لهذه الانتخابات، حيث قاموا بحرق البطاقات الانتخابية، وندّدوا بمحاولات قوات الاحتلال الإسرائيلي لفرض القوانين الإسرائيلية عليهم بالقوة، وكمثال على الهمجية الإسرائيلية، فإنها قامت بتاريخ 30-10-2018 بحشد جنودها لقمع المسيرات الاحتجاجية، وأطلقت الغازات السامة على المتظاهرين في بلدة مجدل شمس، حيث حدثت حالات اختناق بين الأطفال والشيوخ والنساء أثناء تصديهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وشددت الوزارة على أن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترمي إلى إضفاء الشرعية على مؤسسات غير شرعية أصلاً، وتمثّل سلطة احتلال، وهي محاولة تهدف إلى تمرير مخططاتها التهويدية الاستيطانية، عنصرية الطابع، كما تهدف هذه الخطوة الإسرائيلية إلى شرعنة وتكريس الاحتلال وتطبيق “القانون الإسرائيلي” على الجولان السوري المحتل.

وأضافت وزارة الخارجية والمغتربين: إن الجمهورية العربية السورية تعيد التأكيد على أن الجولان العربي السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها، وستعمل على إعادته إلى الوطن الأم عاجلاً أم آجلاً بكل السبل والوسائل المتاحة، كما تؤكّد دعمها للمواطنين العرب السوريين في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي ولإجراء هذه الانتخابات غير الشرعية، وفي رفضهم لقرار ضم الجولان العربي السوري إلى كيان الاحتلال ولكل القرارات غير الشرعية التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت الوزارة: إن سورية تود التأكيد على أنه من غير المقبول أو المعقول دولياً أن تستمر “قوة قائمة بالاحتلال” كـ “إسرائيل” في رفض وتجاهل كل قرارات الأمم المتحدة التي تنصّ على ضرورة إنهاء احتلالها للجولان العربي السوري، وأن جميع ما اتخذته من إجراءات لتغيير وضعه القانوني وطبيعته السكانية والجغرافية تعتبر لاغية وباطلة، ولا أثر لها في القانون الدولي، وأوضحت أن الجمهورية العربية السورية تؤكّد، حكومة وشعباً، على رفضها التام وإدانتها المطلقة لهذا الإجراء العدواني والتعسفي وللاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ في الجولان السوري المحتل، وتدعو كل المنظمات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن، للتعبير بجلاء عن رفضها لهذه الانتهاكات الإسرائيلية الفاضحة للقوانين والشرائع الدولية ولميثاق الأمم المتحدة ولاتفاقية جنيف وخاصة الفقرة الرابعة منها، ولقرارات مجلس الأمن الدولي، وفي مقدمتها القرار رقم 497-1981، الذي ينصّ على أن قرار “إسرائيل” بفرض قوانينها وسلطاتها وإداراتها على الجولان المحتل يعتبر لاغياً وباطلاً، وليس له أثر أو فعالية قانونية على الصعيد الدولي.

وختمت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتيها بالقول: “إن الجمهورية العربية السورية تود التأكيد أيضاً على أن هذه الإجراءات الإسرائيلية العدوانية والاستفزازية ستؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد للأوضاع القائمة في الجولان المحتل والمنطقة، ولهذا فهي تطالب مجلس الأمن الدولي بالتحرّك العاجل لحفظ الأمن والسلم الدوليين، من خلال إدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان المحتل، وإلزام “إسرائيل” باحترام قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة، ووقف سياساتها الاستيطانية غير القانونية وإجراءاتها القمعية بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل، ووقف كل أشكال دعمها المادي والمعنوي للعصابات الإرهابية المسلحة في سورية، والتوقف عن سياسة ازدراء الشرعية الدولية والمجتمع الدولي.

وقفة في القنيطرة

وفي القنيطرة (محمد غالب حسين)، وتضامناً مع الأهل، ودعماً لمواقفهم الوطنية، تجمّع مئات السوريين عند دوار العلم، قادمين من مختلف قرى وبلدات القنيطرة والمحافظات، ونفّذوا مسيراً على الأقدام من دوار العلم باتجاه ساحة التحرير، حاملين الأعلام الوطنية واللافتات التي تؤكّد عروبة الجولان المحتل وحتمية عودته إلى الوطن الأم سورية عاجلاً أم آجلاً، منوهين بالمواقف الوطنية لأهلنا في الجولان وتمسّكهم بأرضهم وبانتمائهم لوطنهم سورية. وشدد المشاركون على أن جميع ممارسات الاحتلال الإسرائيلية باطلة ولا قيمة قانونية لها، مطالبين المنظمات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، بممارسة دورها في الضغط على سلطات الاحتلال، وإلغاء الانتخابات، وإلزام الاحتلال بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين.

وأكد الرفيقان أمين فرع القنيطرة للحزب الدكتور خالد أباظة، ومحافظ القنيطرة المهندس همام صادق دبيات أن أهلنا في الجولان سيسقطون “الانتخابات” كما أسقطوا سابقاً قرار ضم الجولان إلى الكيان الصهيوني.

وأشار مختار الجولان عصام شعلان إلى أن الجولان عربي الهوية والإنسان والأرض، وأن ممارسات الاحتلال لن تثني أهلنا الصامدين في أرضنا المحتلة عن مواصلة نضالهم والوقوف بوجه كل أشكال التهويد، فيما أكد الأسير المحرر علي اليونس أن أبناء الجولان المحتل سيسقطون كل المخططات الإسرائيلية، كما أسقطوا قرار ضم الجولان وفرض الهوية الإسرائيلية على أهله السوريين في عام 1982.

أبناء الجولان وجّهوا صفعة للمحتل الإسرائيلي

وفي القدس المحتلة، أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أن أبناء الجولان السوري المحتل يشكلون مدرسة وطنية عروبية وحافظوا على انتمائهم لوطنهم سورية رغم كل محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية، وقال: إن أهالي الجولان المحتل يوجهون صفعة للمحتل الإسرائيلي ولكل مخططاته التهويدية في الوقت الذي تسارع فيه أنظمة عربية وخاصة ممالك ومشايخ الخليج للتطبيع مع كيان الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وحيا صمود أبناء الجولان ورفضهم إجراءات الاحتلال التهويدية، مشيراً إلى أن أبناء القدس المحتلة يرفضون منذ احتلال مدينتهم عام 1967 أي انتخابات تجريها سلطات الاحتلال، معتبرين أن أي اجراءات تقوم بها في المدينة باطلة وغير شرعية.

وفي بيروت، أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان أن وقفة أبناء الجولان السوري المحتل بمواجهة مخططات الاحتلال الصهيوني التهويدية تدل على عمق انتمائهم إلى وطنهم سورية، وقال: إن هذه الوقفة الشجاعة ليست الأولى التي تتحدى عتو الاحتلال وغطرسته بل هي امتداد لمسيرة نضال حافلة بالمحطات والوقفات عبّر من خلالها أهلنا في الجولان السوري المحتل عن صلابة إرادتهم ومضاء عزيمتهم وتصميمهم على افشال مخططات الاحتلال، وأشار إلى أن الاعتداءات الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال بحق أهل الجولان السوري المحتل تعبر عن حقد عنصري مقيت ما يستدعي تحركاً دولياً مسؤولاً يدين هذا الاجرام الصهيوني الموغل في الوحشية ويضغط بقوة من أجل انهاء الاحتلال الصهيوني للجولان السوري.

وشدد البيان على أن الجولان المحتل بمدنه وقراه جزء غال وعزيز من الأرض السورية، ومهما طال ليل الاحتلال فإن صبح تحريره آت لا محالة، موضحاً أن سورية التي واجهت الإرهاب ورعاته على مدى سبع سنوات وحققت انتصارات متتالية بإرادة السوريين والتفافهم حول قيادتهم وجيشهم ستتمكن بالإرادة التي يعبر عنها أهلها في الجولان من تحريره.

إلى ذلك، أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان أن أبناء الجولان السوري المحتل أفشلوا ما تسمى “انتخابات المجالس المحلية” التي حاولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضها عليهم، وأوضح في مقابلة متلفزة أن المشهد الذي تابعه الملايين اليوم والمتمثّل في رفض أبناء الجولان المحتل هذه (الانتخابات) الباطلة يؤكد مجدداً تمسكهم بالهوية العربية السورية وتحديهم لكل محاولات سلطات الاحتلال التهويدية ويدل على فشل المخططات التي حاول الاحتلال تمريرها في الجولان السوري.