الصفحة الاولىصحيفة البعث

الأمم المتحدة تدعو إلى مشاركة محققين دوليين في اغتيال خاشقجي

 

في تطوّر لافت دعت الأمم المتحدة، أمس، إلى مشاركة محققين دوليين في قضية اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بصورة مستقلة ومحايدة، وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت: “يجب التحقيق في مقتل خاشقجي بطريقة مستقلة ومحايدة لضمان الفحص الكامل والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت”، واصفة الحادثة “بجريمة صادمة ومخيفة”، وهو ما أكده المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.
ورحبت باشيليت بالخطوات التي اتخذتها سلطات النظامين التركي والسعودي للتحقيق مع الجناة المزعومين لقتل خاشقجي ومحاكمتهم، لكنها أشارت إلى أنه “يجب وضع حدّ عالٍ جداً لضمان المساءلة والعدالة الجادة لمثل هذه الجريمة ضد صحفي وناقد حكومي”.
من جهته، دعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة النظام السعودي إلى الكشف عن مكان جثة خاشقجي.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مسؤول تركي قوله: إن “أنقرة تشكّك في إرادة الرياض التعاون بصدق في قضية خاشقجي”.
وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن اعتراف سلطات النظام السعودي بحصول جريمة قتل الصحفي خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول “ليس كافياً”، وقال لإذاعة “آر تي إل”: “يجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة وجلاء الحقيقة”، مضيفاً: “رغم أن السلطات السعودية اعترفت بحصول جريمة، إلا أن هذا ليس كافياً، والحقيقة لم تكشف بعد، والتحقيقات يجب أن تتواصل”، وتابع: “نحتفظ لأنفسنا بجميع الخيارات بشأن العقوبات جراء الجريمة بالتنسيق مع شركائنا الأوروبيين”.
من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أمام البرلمان أن وزارته لم تكن على علم بخطط أجهزة الاستخبارات السعودية خطف وقتل خاشقجي، وأكد هانت في الوقت عينه “أن السعودية دولة تمثل مصدر قلق لوزارة الخارجية البريطانية فيما يتعلق بحقوق الإنسان”.
وقال ردّاً على سؤال لأحد النواب: “أنا لم أكن أعلم بتاتاً أي شيء عن مقتل خاشقجي الفظيع، وقد صدمت مثل الآخرين”.
إلى ذلك، أعلنت السلطات القضائية التركية أن خاشقجي قُتل خنقاً في قنصلية بلاده باسطنبول ومن ثم تمّ تقطيع جثته والتخلص منها، وقال مكتب النائب العام في اسطنبول في بيان: “إن خاشقجي قُتل خنقاً بمجرد دخوله القنصلية السعودية في الثاني من تشرين الأول في عملية جرى التخطيط لها مسبقاً، وتم تقطيع أوصاله بعد ذلك، والتخلص منها”.
وأضاف البيان: “لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة في المحادثات التي أجراها النائب العام عرفان فيدان مع نظيره السعودي سعود المعجب”.
يذكر أن النظام السعودي وبعد تصاعد الانتقادات الدولية والمطالبات بالكشف عن ملابسات اختفاء خاشقجي اعترف في وقت سابق ولأول مرة بمقتل الأخير داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، زاعماً أن الأمر حدث خلال شجار مع عدد من الأشخاص بعد أن ادعى أنه غادر القنصلية حياً.