تحقيقاتصحيفة البعث

المحفزات موجودة لعودة سكان مدينة تدمر.. والمطلوب تسريع وتيرة العمل واستكمال البنى التحتية

 

 

العائدون يطالبون
أثناء تجوالنا في المدينة التي تتوزع فيها محال تجارية تؤمن حاجات العائدين الأساسية، التقينا المواطنين في منازلهم ومحالهم، وأكدوا أن الظروف جيدة، والأمن والأمان متوفران، وليس هناك داع للخوف، وهم يناشدون إخوانهم بالعودة، لأن هذه العودة ستكون أقل تكلفة من البقاء حيث هم الآن يدفعون أجور المنازل المستأجرة.
يقول العائدون: إن المدارس مازالت خارج الخدمة، ومازال أبناؤهم منذ بداية العام الدراسي دون تعليم، ويفترض أن تكون المدارس جاهزة مع عودتنا، وفي الإجابة عن هذا المطلب قال مدير التربية بحمص أحمد الإبراهيم: إن مدرسة أذينة التي تستوعب 1520 طالباً في كافة المراحل وبدوامين، وكذلك مدرسة هدى شعراوي التي تستوعب 1200 طالب، ستكونان جاهزتين في غضون أسبوع.

عودة مؤسسات الدولة
لا شك أن عودة مؤسسات الدولة هي الأساس لعودة سكان المدينة الذين هجروا أكثر من مرة، فقد طردت عصابات داعش ثم عادت، والأهالي دفعوا ثمناً لعودة عصابات الإجرام، وكل ما يخشونه أن تتكرر المأساة من جديد.
محافظ حمص طلال البرازي بدد هذه المخاوف عندما قال: إنه تمت السيطرة على القوس الذي كانت العصابات تأتي منه قادمة من قاعدة التنف، والأجهزة الأمنية أخذت دورها في المدينة، وليس هناك داع للخوف، وأكد أن المحافظة ستوجه الدعوة للأهالي للعودة، وستصرف التعويضات عن المنازل المتضررة، كما أن حركة إعادة الإعمار ستبدأ في حي المتقاعدين، وهذه مؤشرات لعودة الحياة الطبيعية.

خدمات متوفرة
الكهرباء وصلت، وقد كلفت الكثير من الأموال والجهد، فقد كانت مخربة بالكامل من حدود منطقة الفرقلس حتى مدينة تدمر، ويتم تأمين التيار للعائدين، والمشاكل تنحصر في التمديدات الداخلية التي “ستتبيّن” مع عودة سكان المنازل.
والمياه متوفرة سواء للشرب، أو حتى لإرواء الواحة التي وصلت إلى مرحلة حرجة خلال السنوات العجاف، حيث قطعت العصابات الإرهابية المياه عنها، وقد تمت صيانة الآبار والشبكات، وعادت المياه لتعيد الحياة إلى الواحة التي تشكّل رئة تدمر الخضراء.

5200 ربطة خبز
المخبز الذي عاد للعمل، ويعاني من بعض التخريب، ينتج اليوم 5200 ربطة خبز يومياً، والخطة أن يصل الإنتاج إلى 6000 ربطة مع عودة المزيد من العائلات، والسعي لإضافة خط إنتاج آخر، والإمكانيات متوفرة حسب تأكيد مدير فرع المخابز عبد الحكيم البشير.

الهاتف خلال أيام
اتصالات الخلوي متوفرة، والكابل الضوئي عاد من الشهر الرابع، وبلغت أضرار الشبكة حوالي 69 مليون ليرة سورية، وتقدر كلفة الإصلاح بحوالي 75 مليوناً، حسب قول معاون مدير اتصالات حمص، المهندس وسيم حداد الذي أكد أن المبنى المكون من خمسة طوابق دمر بالكامل، وقريباً سيكون 11 ألف رقم بالخدمة مع 1100 بوابة أنترنت.

المشفى عاد للعمل
1000 خدمة صحية قدمها المركز الطبي خلال الشهر الحالي، حسب تأكيد مدير صحة حمص، ومدير المركز، وهو مجهز لتقديم المزيد من الخدمات المتنوعة، وهو بالتأكيد يحتاج إلى إضافات، وإعادة إصلاح، وتأهيل الأجزاء المتضررة وبصورة عاجلة، لأنه يكاد يكون المركز الوحيد الذي يقدم خدمات طبية، ومع عودة المزيد من العائلات سوف يتعرّض لضغوطات كبيرة، والعيادات الخاصة في المدينة تبدو مقفرة، وكل ما بقي منها لوحات في الشوارع ترشد إلى مكان هجره من كان يعمل فيه مجبراً.
البنى التحتية
في المرات السابقة أنجزت مديرية الخدمات الفنية بحمص أعمالاً في البنى التحتية، ورفعت الأنقاض من عدد من الشوارع، واليوم هناك متطلبات أكثر من السابق، حسب قول مدير الخدمات الفنية بحمص، المهندس أمين العيسى، سواء في ترحيل ما تبقى من الأنقاض، أو إعادة تأهيل الشوارع.

مطلب عاجل
كما ذكرنا، معالم الحياة في المدينة قائمة، لكن أسعار الحاجات اليومية للعائدين مرتفعة، فكل ما تحتاجه يأتي عبر النقل بالسيارات من مدينة حمص التي تبعد أكثر من 160 كيلومتراً، وهذا يعني إضافات على أسعار السلع الاستهلاكية التي ترهق كاهل المواطنين الذين طالبوا بإعادة منفذ السورية للتجارة الوحيد في المدينة.
المهندس ياسر بلال، مدير فرع السورية للتجارة، قال: المنفذ جاهز، وقد تعرّض للسرقة أكثر من مرة، ونحن على استعداد تام لإعادة افتتاحه، وتزويده بمختلف السلع والحاجات وبأسعار تنافسية.

مركز للبادية
بعيداً عن القيمة التاريخية والسياحية لمدينة تدمر، فهي المركز الأساسي والوحيد لسكان البادية الذين تقوم حياتهم على ما تنتجه الثروة الحيوانية التي تعرّضت للكثير من الضرر والتراجع خلال السنوات الماضية، ومربو الثروة الحيوانية يطالبون بتأمين مادة الأعلاف، وفتح الآبار لتوفير مياه الشرب لها، لأنها فعلاً بحاجة لها من أجل عودة الإزهار والتزايد، وهي بالتأكيد لا تقل أهمية عن واحة تدمر، أو عن أي قطاع إنتاجي آخر في البادية السورية التي تعتبر كنزاً ثميناً بكل ما تعنيه الكلمة، ومن ضمنها الثروة الغنمية المعروفة بجودتها العالمية، والمطلوبة لكل الأسواق الخارجية.
عادل الأحمد