الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتلال يقتحم وزارة شؤون القدس.. والمستوطنون يواصلون تدنيس دور العبادة

 

اقتحمت قوات الاحتلال مبنى محافظة القدس ووزارة شؤون القدس في بلدة ضاحية البريد شمال مدينة القدس المحتلة، ما أدى لإصابة خمسة فلسطينيين بحالات اختناق ورضوض، حيث حاصرت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال المبنى الذي توجد فيه المحافظة والوزارة، ثم نفذت عملية اقتحام، واعتدت على الموظفين وألقت قنابل الغاز السام بكثافة داخل غرف المكاتب ما أدى إلى إصابة 5 منهم.
من جهتها، جدّدت الحكومة الفلسطينية إدانتها لتصعيد سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدةً أن اقتحام وزارة شؤون القدس ومحافظة القدس والاعتداء الوحشي على الموظفين فيهما انتهاك سافر لكل الاتفاقات والقوانين الدولية.
وطالب المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان له المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته والدفاع عن مدينة القدس المحتلة والتاريخ الذي ترمز إليه والعمل على تعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال على المدينة المقدسة.
وفي بيان ثانٍ طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتحرك دولي عاجل لوقف جرائم التطهير العرقي التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وخاصة في مناطق الأغوار ومسافر جبل الخليل وشرق القدس المحتلة، وقالت: “إن سلطات الاحتلال تدير حرباً مفتوحة وشاملة على الوجود الفلسطيني وخاصة في مناطق جنوب جبل الخليل وشرق القدس والأغوار المحتلة من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية وطرد العائلات الفلسطينية من منازلها والاستيلاء عليها”.
وأكدت الوزارة أن سياسة التطهير العرقي الممنهجة التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد الوجود الفلسطيني جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي.
واستنكرت الخارجية تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون من تضييق لإجبارهم على ترك منازلهم وأراضيهم بالإكراه وقوة الاحتلال، مطالبةً إياه بتوفير مقومات الصمود والبقاء للفلسطينيين في جبل الخليل والأغوار ومناطق القدس الشرقية المحتلة ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي.
في سياق متصل، أعلن سفير فلسطين لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” منير أنسطاس تقديم رسالة احتجاج للمديرة العامة للمنظمة بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والهجمة الاستيطانية التي تتعرض لها البلدة القديمة في الخليل والمسجد الإبراهيمي.
وقال أنسطاس: “إن قرارات اليونسكو التي تدين انتهاكات الاحتلال تفضح صورته الحقيقية أمام العالم وتعتبر أدلة قانونية كون المسجد الإبراهيمي ومدينة الخليل مدرجين على لائحة التراث العالمي المهدّد بالخطر ويمكن للدبلوماسية الفلسطينية استخدامها في رفع قضايا على سلطات الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية”.
وتتعرض البلدة القديمة في الخليل والمسجد الإبراهيمي لاعتداءات متواصلة من قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين بهدف تهويدها وإنهاء الوجود الفلسطيني فيها.
في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين من مناطق متفرقة بالضفة الغربية، أحدهم من بلدة عزون شرق قلقيلية وآخر من بلدة النبي صالح غرب رام الله واثنان من مدينة الخليل.
وكثفت قوات الاحتلال من وجودها العسكري في مدينة الخليل وأقامت الحواجز العسكرية على مداخل المدينة والبلدات والقرى المحيطة بها، فيما اقتحم نحو 70 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة تحت حماية قوات الاحتلال ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
كما واصل المستوطنون تدنيس دور العبادة الفلسطينية، إذّ اقتحم الآلاف منهم حرم المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة في مدينة الخليل بذريعة الاحتفال بما يسمى “عيد السيدة سارة”.
وقد استباح المستوطنون المسجد بحماية قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، وأدوا صلوات تلمودية فيه، كما أطلقوا مزاميرهم وابواقهم داخل المسجد وفي باحاته وأروقته وساحاته الخارجية.
وفي غزة، استشهد الشاب عماد خليل شاهين (17 عاماً) من سكان مخيم البريج وسط قطاع متأثراً بجروحه التي أصيب بها يوم السبت قرب السياج الفاصل، وقال مصدر حقوقي أنه تم إبلاغهم من قبل الاحتلال الاسرائيلي باستشهاد الشاب شاهين بعد إصابته واعتقاله عند السياج الفاصل في القطاع، وأوضح أن الشاب كان يتلقى العلاج في مستشفى في بئر السبع، وأنه تمّ إبلاغ عائلته باستشهاده، ولم يُعرف متى سيتم تسليمهم جثمانه.
ووصل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات العودة وكسر الحصار منذ الثلاثين من آذار الماضي إلى 215 إضافة إلى إصابة أكثر من 23 ألفاً بجروح مختلفة وحالات اختناق بالغاز.