صحيفة البعثمحليات

هذه أسباب ارتفاع البروكسيد في زيت الزيتون وما يشاع حول السمية مبالغ فيه..؟

 

حماة – محمد فرحة
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي منذ شهر ونصف ولا تزال شائعات تقول إن زيت الزيتون المنتج حديثاً من موسم هذا العام شديد السمية وغير صالح للاستهلاك نظراً لارتفاع نسبة الأكسدة والبروكسيد التي وصلت في بعض العينات إلى 175 متجاوزة الحد المسموح به وهو 20 فقط.. كل ذلك خلق حالة من التوجس من تناول هذا المنتج الأمر الذي أقلق المنتجين والمستهلكين في آن معاً؛ ما أثر كثيراً على سعر صفيحة الزيت.
في مخبر مديرية حماية المستهلك بحماة والذي تم نقله أيضاً الى دائرة حماية مستهلك مصياف كنا شهود عيان على العديد من التحاليل، حيث أشار البعض منها إلى أن نسبة البروكسيد في الزيت وصلت إلى 175 والحد المسموح به هو20 فقط، لكن بالمقابل كانت هناك عينات أقل من الحد المسموح به، ليشير المخبريون إلى أن ارتفاع البروكسيد الذي هو بمثابة التزنخ يضر بالصحة؛ لذا يجب ترقين الزيت لفترة ليست بطويلة ريثما يصح استهلاكه. في هذه الأثناء كانت دائرة حماية المستهلك بمصياف تغص بمنتجي الزيت، كل يحمل بيده عينة ويريد تحليلها.
ويقول المهندس عبد المنعم الصباغ مدير زراعة حماة معلقاً: إن المزارعين يتحملون المسؤولية لجهة جمع ثمار الزيتون المتساقط منذ أشهر وعصره لاستخراج الزيت، مشيراً إلى أن الدودة التي تصيب الثمار تسهم إلى حد كبير في ارتفاع البروكسيد في الزيت. إلا أن مصدراً آخر طلب عدم ذكر اسمه في زراعة حماة أوضح أن سبب ارتفاع نسبة البروكسيد في الزيت هو ذبابة الزيتون وعدم مكافحة الحشرة، ويقال إن بعضاً منها كان غير مجدٍ ومنتهي الصلاحية أو عديم التأثير لغياب المادة الفعالة فيه. إلا أن ما قاله الدكتور بسام بازرباشي معاون مدير زراعة حماة كان الأشمل حيث أشار إلى أن الصنف القيسي هو غالباً ما يتأثر بمثل هكذا حال أي دور ذبابة الزيتون على المنتج من الزيت، فضلاً على أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير ولافت وانعدام الرطوبة وتداخل أجيال الذبابة في طورها الحشري أثر كثيراً على المنتج نافياً أن يكون له أثر سلبي كبير على الصحة العامة وخاصة بعد ترقينه لفترة محددة.
وزاد بسام بازرباشي قائلاً: هناك مزارع مجتهد وآخر كسول وأن مقولة شجرة الزيتون لا تحتاج إلى عمليات الخدمة ليس صحيحاً، علماً أن عدداً من المزارعين قالوا لنا إنهم قاموا برش المبيدات ومكافحة الحشرة دورياً ولم يستفيدوا شيئاً ما يشي بأن هذه المبيدات غير مجدية وغير فعالة.
باختصار: يبقى المتهم في كل قضية زراعية الظروف الجوية اولاً وسوء المبيدات المستخدمة في المكافحة يضاف إلى ذلك جمع الثمار المتساقطة واليابسة منذ عدة أشهر الأمر الذي يرفع نسبة البروكسيد في الزيت المنتج، ليبقى السؤال المهم هل تستطيع السورية للتجارة شراء الزيت من المزارعين وإعادة تنقيته وتعبئته حفاظاً على المنتجين بدلاً من البحث عن تقدير الأضرار من صندوق الكوارث الحكومي؟