الصفحة الاولىصحيفة البعث

ثلاثة عقود لتوريد أسلحة روسية للصين

 

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع حكومي سلّط الضوء على صادرات البلاد من الأسلحة والمعدات العسكرية، إلى تطوير استراتيجية عمل جديدة في ظل المتغيّرات التي تشهدها سوق الأسلحة العالمية.
وقال بوتين، خلال اجتماع مع اللجنة المسؤولة عن التعاون العسكري والتقني بين روسيا وشركائها الخارجيين: “إن منافسي روسيا في المجال التقني العسكري يلجؤون  كثيراً إلى أساليب منافسة غير نزيهة”، وأكد عزم روسيا على مواصلة التعاون مع شركائها في المجال التقني العسكري وتقديم أشكال مرنة ومريحة من التعاون، مشيراً إلى أن المنافسين في الكثير من الحالات يلجؤون إلى ابتزاز العملاء، بما في ذلك استخدام العقوبات لفرض معداتهم العسكرية، رغم سعرها المرتفع وجودتها المنخفضة مقارنة مع نظيراتها الروسية.
وأضاف: إن الظروف المحيطة بتجارة المعدات العسكرية في تغيّر مستمر، لذلك يجب وضع استراتيجية شاملة جديدة للعمل، في خطوة تهدف إلى المحافظة على ريادة روسيا في سوق المعدات العسكرية العالمية، حيث تحتل روسيا المرتبة الثانية عالمياً.
وأعلن بوتين أن العقود الثنائية الروسية في مجال التعاون العسكري التقني لم تكن موجّهة ضد دول ثالثة ومصالحها الأمنية، قائلاً: “نقوم بمراعاة القواعد والمبادئ الدولية في هذا المجال بعناية، ونصدّر الأسلحة والمعدات العسكرية لمصلحة الأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب لا غير، وفي كل حالة منفصلة نقوم بتقييم الوضع بالتفصيل والتنبؤ بتطوّر الأوضاع في مختلف مناطق العالم، ولم تكن العقود الثنائية الموقّعة موجّهة، في أي وقت من الأوقات ضد أي دول ثالثة أو مصالحها الأمنية”.
وابتعدت روسيا مؤخراً عن الدولار في تنفيذ صفقات توريد الأسلحة، نظراً لسياسة العقوبات التي تتبعها واشنطن، حيث فرضت عقوبات على “روس أبورون اكسبورت”، التي تدير صادرات المعدات العسكرية والأسلحة الروسية.
وفي وقت سابق أمس، وعلى هامش مشاركته في معرض دولي للطيران والفضاء منعقد حالياً في مدينة تشوهاي بمقاطعة غوانغدونغ جنوبي الصين، أكد مسؤول روسي في قطاع صناعة الأسلحة أن روسيا ستحقق الهدف الذي تمّ وضعه فيما يتعلق بصادرات الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية، رغم المنافسة الشديدة التي تشهدها هذه السوق في العالم.
وقال سيرغي تشيميزوف رئيس “روستيخ”، الشركة الأم لـ”روس أبورون اكسبورت”: من المخطط أن تبلغ صادرات روسيا من هذه المنتجات خلال العام الجاري ما لا يقل عن 13.4 مليار دولار.
وكانت “روس أبورون اكسبورت” ذكرت أن حجم طلبيات الشراء المقدمة لها من الأسلحة والمعدات العسكرية خلال العام الجاري تجاوز مستوى الـ50 مليار دولار.
وأوضحت أنها صدّرت أسلحة خلال العام الجاري إلى أكثر من 40 دولة حول العالم، كما أبرمت 1100 عقد بقيمة 19 مليار دولار، بزيادة نسبتها 25% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وعلى هامش المعرض أيضاً، وقّعت روسيا والصين ثلاثة عقود لتوريد أسلحة برية وبحرية وجوية لبكين، وقال مدير التعاون الدولي والسياسة الإقليمية في شركة روستيخ الروسية فيكتور كلادوف خلال المعرض: “نحن نتعاون بشكل نشط مع جمهورية الصين الشعبية في جميع مجالات التعاون العسكري التقني البري والجوي والبحري، ولدينا الكثير من المشاريع الأخرى، فضلاً عن العقود الثلاثة التي وقعناها مؤخراً مع الجانب الصيني”.
وأشار كلادوف إلى أن روسيا تنفذ حالياً بنجاح عقدين مبرمين مع الصين يتعلقان بتوريد منظومات إس 400 و24 مقاتلة من طراز سو35، مؤكداً أن “كل شيء يسير وفقاً للمواعيد النهائية المتفق عليها، وسيتم تنفيذه في الوقت المحدد”.
وكانت روسيا قد أكدت عزمها على الاحتفاظ بمستوى تعاونها مع الصين في المجالين العسكري التقني والمصرفي على الرغم من العقوبات الأمريكية.