صحيفة البعثمحليات

هل تتطابق تصريحات التربية مع الواقع وتثمر عن “دفء”..!؟ “محروقات” تبرئ ذمتها من حصة الطلبة من المازوت.. وحجج مديري المدارس لم تعد مقبولة

مع حلول فصل الشتاء وهبوط درجات الحرارة والطقس البارد تبدأ فصول مسرحية نقص مادة التدفئة “المازوت” في المدارس وشكوى الطلاب من غياب التدفئة وخاصة تلاميذ المرحلة الأولى الذين يقعون ضحية استهتار مديري المدارس تارة أو خلل في عملية التوزيع تارة أخرى، إضافة إلى مخالفة بعض مديري المدارس بعقد صفقات مع المسؤول عن التوزيع ومستخدم المدرسة كما روي إلينا من متابعين للعملية التربوية.

حيث يتم الاتفاق مع الموزع والمستخدم والإدارة على تعبئة كمية تنقص عن الكمية المحددة للمدرسة لقاء بيع الكمية المتبقية وتوزيع الحصص على الشركاء، ولاسيما في ظل غياب الرقابة والتدقيق من المعنيين ومعرفة الكميات المعبأة والمصروفة خلال العام الدراسي، علماً أن هكذا حالات زادت خلال أعوام سابقة كان هناك نقص في المادة جراء الحرب والاعتداءات الإرهابية على آبار النفط وقطع الطرقات، ومع نفي المسؤولين التربويين صحة ما ذكر في ظل الرقابة الصارمة والمتابعة الدورية على المدارس وتدقيق جداول المخصصات ومقدار الصرف وكيفية الصرف، بقيت المشكلة موجودة في أغلب المدارس بغض النظر عن طريقة المخالفة مابين خلل وتقصير وفساد، فاليوم وبعد عودة الأمن والأمان لربوع الوطن لم يعد مسموحاً اختلاق الحجج وعدم تشغيل المدافئ للتلاميذ في ظل توافر كميات مادة المازوت وذلك حسب مديريات المحروقات التي أكدت توزيع المادة على مديريات التربية بنسبة 95%، معتبرين أن الكرة صارت في ملعب التربية وأي شكوى أو نقص يتحملها المعنيون في التربية على التوزيع، حيث بين مدير فرع محروقات دمشق إبراهيم أسعد أن تربية دمشق استلمت أغلب الكمية المخصصة، وذلك حسب الجداول المرفقة من التربية التي توضح الحاجة الفعلية لمدارس دمشق.

98% نسبة تنفيذ

ويوضح أسعد أن فرع المحروقات وزع في العام لمدارس دمشق 900 ألف ليتر حسب الحاجة المطلوبة، وفي هذا العام تم حتى الآن توزيع 450 ألف ليتر وفق الخطة الموضوعة كمرحلة أولى، معتبراً أن هذا الموسم سيكون أفضل من المواسم السابقة، ولن يكون هناك اختناقات وأن لدى الشركة 500 سيارة توزيع جاهزة على مدار الساعة لتأمين المادة. ليأتي تأكيد مدير تربية دمشق محمد مارديني أن التربية وزعت على المدارس لهذا العام بنسبة 98% من المرحلة الأولى وسيتم إنهاء النسبة المتبقية خلال الأسبوع الحالي، محملاً المسؤولية لإدارة المدارس في حال ورود شكاوى من الأهالي لعدم تشغيل المدافئ، ولاسيما أن هناك جداول مرسلة من المدارس إلى التربية تفيد باستلام الكمية المخصصة.

الأكثر برودة

ودعا مارديني جميع الأهالي لإعلام التربية عن أي حالة خلل وتقصير من أي مدرسة ليتم متابعتها ومعالجة الشكوى أصولاً. في حين اعتبر الأهالي أن مديري المدارس يقومون بتدفئة مكاتبهم قبل صفوف التلاميذ وتقطير الكمية على الطلاب، في الوقت الذي تبقى التدفئة على مدار اليوم الدراسي في غرف الإداريين، إلا أن مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج أشار إلى أن توزيع المادة مستمر على جميع مدارس المحافظة تباعاً، حيث بدأت المديرية بتوزيع المازوت على مدارس المناطق الأشد برودة، مبيناً أن الكمية الكاملة المخصصة لمدارس المحافظة لهذا العام بلغت 805 آلاف ليتر، وفي حال استلام المدرسة الكمية المخصصة لها تخضع للاستهلاك المباشر، لاسيما أنه تم توجيه بتشغيل المدافئ لطلاب الصف الأول ومن ثم لجميع الصفوف.

خطة الريف كاملة

وأوضح فرج أن التعبئة تتم بواسطة صهاريج من فرع المحروقات في ريف دمشق للمدارس مباشرة استلامها أصولاً من قبل مشرف المجمع التربوي ومدير المدرسة وشعبة المحروقات على مسؤوليتهم، إضافة إلى أن هناك تعميماً موزعاً على مديري المدارس بحيث يكون صرف المازوت بإشرافهم الشخصي وبإدارة صحيحة، وأن تتم المتابعة من قبل الموجهين الاختصاصيين والتربويين من خلال زيارتهم للمدارس، في الوقت الذي أكد مدير فرع محروقات ريف دمشق أن الخطة الموضوعة لمدارس المحافظة تم حتى الآن توزيع 700 ألف ليتر وسيتم توزيع ما تبقى من الكمية المخصصة خلال أيام، ولاسيما أن المادة متوفرة، إلا أن هناك مجمعات تربوية غير جاهزة للاستلام كونها بحاجة إلى صيانة خفيفة، إضافة إلى اتساع رقعة التوزيع بعد تحرير الغوطة الشرقية وعودة الحياة إلى هذه المناطق وخاصة المدارس.

الأولوية للتلاميذ

وحول مدى كفاية الكمية وتناسبها مع عدد المدارس في ريف دمشق، وإن كان هناك اهتمام بتدفئة الطلبة كما هي الحال بالنسبة للغرف الإدارية؟ شدد فرج على أهمية توفير التدفئة للتلاميذ والصفوف الدراسية كونها أساسيه، على أن تعطى غرفة مدير المدرسة نفس الكمية مع غرفة إدارية ثانية فقط.

وآخر القول يأمل المواطن أن تتطابق الأقوال مع الواقع وأن تصدق التصريحات وتتابع المدارس من المعنيين من خلال جولات حقيقية مثمرة لا استعراضية لا تسمن ولا تغني عن دفء للتلاميذ على مقاعد الدراسة.

علي حسون